الكشف عن محاولة لاغتيال علاوي أعدتها جهة سياسية عراقية وميليشيا مسلحة

الشرق الاوسط تطلع على نسخة من تقرير مخابراتي عن الخطة التي وضعت لاستدراج رئيس الوزراء السابق إلى الجنوب لقتله

TT

كشف رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور اياد علاوي لـ«الشرق الاوسط»، تفاصيل عن خطة لاغتياله تقف وراءها جهة سياسية عراقية بالتعاون مع احدى الميليشيات المسلحة العراقية، مشيرا الى انه تسلم قبل يومين تقريرا صادرا عن جهة مخابراتية مهمة وموثوق بها يتضمن التفاصيل الكاملة لخطة اغتياله.

وفي لقاء لـ«الشرق الأوسط» معه في مكتبه ببغداد اول من امس قال علاوي، الامين العام لحركة الوفاق الوطني ورئيس القائمة «العراقية الوطنية» التي ستكون واحدة من اكبر ثلاثة تحالفات سياسية ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر اجراؤها منتصف الشهر المقبل: «تسلمت قبل يومين وثيقة مهمة من جهة مخابراتية نثق بها ونحترمها لصدقيتها تتضمن خطة متكاملة لاغتيالي بمساعدة جهة سياسية عراقية واحدى الميليشيات». وأضاف علاوي قائلا «لم استغرب من محاولة الاغتيال، فقد تعرضت لمحاولات مماثلة كثيرة منذ عدت الى العراق، لكنني استغربت دقة الخطة وطبيعة الجهات المشاركة فيها والتي لا مجال لذكرها حاليا، حتى انهم حددوا أنواع الاسلحة التي ستستخدم لتنفيذ الخطة».

وقال الرئيس السابق للحكومة العراقية «أجدني كمن يسير في حقل ألغام، تحيط بنا محاولات كثيرة لإبعادنا عن قيادة العراق وتحقيق وحدته الوطنية ولأننا ننبذ الطائفية والصراعات العرقية والقومية مؤكدين على ان عمقنا هو العالمان العربي والاسلامي».

«الشرق الاوسط» اطلعت على نسخة من تقرير الجهة المخابراتية بشأن خطة الاغتيال التي تتضمن قيام احد قادة الاحزاب العراقية بإعلان انشقاقه عن القائمة التي دخل فيها والانضمام الى حركة الوفاق الوطني والقائمة الانتخابية التي ستنضوي تحت لوائها، ومن ثم استدراج علاوي الى احدى المحافظات العراقية الجنوبية لتنفيذ خطة الاغتيال.

وحسب التقرير فان عناصر من احدى الميليشيات العراقية اجتمعت مؤخرا في مدينة جنوبية قريبة من البصرة التي من المفترض استدراج علاوي اليها، ووضعت هذه العناصر خطة للقيام بـ«معركة ثأرية» خلال زيارة علاوي المفترضة وقتل رئيس الحكومة السابق هناك.

وتضيف الوثيقة المخابراتية انه تم تحديد وشراء الاسلحة التي اقترحت للاستعمال في تنفيذ خطة الاغتيال؛ وهي 50 رشاشة كلاشنيكوف و20 رشاشة بي كي سي وعدد (غير محدد) من بنادق القنص الدقيقة.

وأكدت الوثيقة المخابراتية ان العناصر المكلفة تنفيذ الخطة كانت تجتمع في بيت قيادي في حزب سياسي عراقي في مدينة جنوبية قريبة من محافظة البصرة، وان هذه الاجتماعات ومهام التدريب كانت تتم تحت رعاية هذا القيادي الذي كان الفريق المعين لتنفيذ الخطة يتلقى الدعم المادي في بيته.

يذكر ان تقرير القاضي ديتليف ميليس الذي يحقق في قضية مقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، اشار الى معلومات افادت بان سائق الشاحنة التي قتل الحريري بانفجارها كان عراقيا، وقد أقنع بالقيام بهذا العمل على اساس أن المستهدف هو علاوي الذي تصادف انه كان في بيروت قبل الاغتيال.

يشار الى ان علاوي تعرض في الفترة الاخيرة الى ثلاث محاولات لاغتياله، آخرها كانت قبل اقل من شهرين، حسبما صرح هو في وقت سابق لـ«الشرق الاوسط» قائلا انه «تم القبض على افراد المجموعة المسؤولة عنها (المحاولة)، ويتم التحقيق معهم وهم من دولة مجاورة، وأتمنى ألا تكون لأجهزة هذه الدولة الرسمية يد فيها». وأضاف انه تبلغ بالأمر من «اجهزة استخبارات صديقة» وان القوات المتعددة الجنسية العاملة في العراق «قبضت على افراد المجموعة».

وكان علاوي قد تحدث صراحة في حديثه الى «الشرق الاوسط» عن التدخلات الايرانية في الشؤون العراقية وبينها الانتخابات السابقة التي سعت فيها ايران الى الحؤول دون استمرار علاوي في قيادة الحكومة العراقية. ويومها قال علاوي «قبل الانتخابات السابقة زار العراق مسؤولون ايرانيون ضمن وفد رسمي رفيع المستوى، وقد قال هؤلاء لقادة احزاب عراقية بصراحة إن لإيران خطوطا حمراء على اياد علاوي، وانها لا ترغب في بقائه رئيسا للوزراء. كما تدخلت ايران بكل ثقلها في الانتخابات لصالح جهات معينة».

وخطة محاولة الاغتيال الاخيرة يأتي توقيتها مع الاستعدادات لدخول انتخابات تجري بعد اقرار الدستور العراقي الدائم، حيث سيكون علاوي وحركته في طليعة تحالف سياسي وطني ديمقراطي وليبرالي يتوقع له المراقبون ان يحتل مركزا قويا في البرلمان العراقي المقبل. .