خبراء: خطر إنفلونزا الطيور يكمن في الدواجن لا الطيور البرية

الإصابة البشرية العشرون بالمرض في تايلاند

TT

قال مسؤولون في القطاع الصحي في بانكوك ان الفحوص أثبتت اصابة امرأة تايلاندية في الخمسين من عمرها بانفلونزا الطيور لتصبح الشخص رقم 20 الذي يصاب بهذا المرض منذ ظهر في البلاد قبل عامين.

وقد توفي 13 تايلانديا بانفلونزا الطيور منذ ظهور اصابات بفيروس (اتش5ان1) في اواخر 2003. والمرأة التي تأكدت اصابتها هي ثالث شخص يصاب بالمرض في تايلاند هذا العام.

وقال مسؤول ان المريضة أدخلت مستشفى في بانكوك السبت الماضي بعد أن أبلغت طبيبها أنها كانت تساعد زوجها في تنظيف المكان الذي تم فيه ذبح طيور ثبتت اصابتها بالفيروس.

وفي نفس الوقت، أصبحت الطيور المهاجرة العدو رقم واحد لشعوب العالم منذ وصول فيروس «اتش.5.ان.1» الفتاك المنتشر في اسيا الى الجزء الاوروبي من روسيا وتركيا ورومانيا الشهر الحالي. ولان البعض في أجزاء من اسيا يضع في اعتباره أن الانتشار الجغرافي مرتبط فيما يبدو بمسارات الطيور البرية المهاجرة بدأ يتجنب أسواق الطيور كما قاطع أطباق الدجاج.

وفي الاسبوع الماضي شوهد طلبة زاروا منطقة مستنقعات ماي بو في هونغ كونغ وهي منطقة حيوية لتغذية الطيور البرية في مسار هجرتها من الشمال الى الجنوب وهم يضعون أقنعة واقية.

ولكن خبراء وعلماء يدعون الى الهدوء قائلين ان الخطر الاكبر على صحة الانسان لا يكمن في الطيور البرية بل في الدواجن لانها تعيش وسط الناس خاصة في اسيا وافريقيا.

ويقول خبراء ان المهم الان هو القضاء على انتشار المرض بين الدواجن والحيلولة دون تحوله الى وباء متوطن. وقال مالك بيريس وهو خبير كبير في علم الفيروسات بهونج كونج يحارب انفلونزا الطيور منذ عام 1997 «مجرد انتقال المرض في حد ذاته من الطيور البرية الى الدواجن لا يمثل خطرا كبيرا لكن اذا ما أصبح متوطنا هذه هي المشكلة».

وشهد عام 1997 أول مرة ينتقل فيها الفيروس الى الانسان في هونغ كونغ مما أسفر عن وفاة ستة. ومضى بيريس يقول «فيما يتعلق بصحة الانسان الخطر السائد هو الدواجن أي عندما يكون هناك اختلاط كبير بالبشر. الخطورة المباشرة للطيور المهاجرة في اصابة الانسان لا تذكر».

وقال بيريس وهو استاذ في جامعة هونج كونج «بمجرد أن ينتشر بين الدواجن تكون هناك فرصة كبيرة لاستمرار تفاعله مع السكان. بقاء واستمرار هذا الفيروس هو حقا عن طريق الدواجن».

وحذر علماء طوال شهور من أن الفيروس الذي أسفر عن وفاة أكثر من 60 في أربع دول اسيوية عام 2003 قد يتحول الى وباء عالمي ويتسبب في وفاة الملايين بمجرد أن يتحور الى شكل يسهل انتقاله بين انسان واخر.

وتقول منظمة الصحة العالمية ان هناك أكثر من 120 حالة ثابتة باصابة بشر بانفلونزا الطيور أغلبهم أصيبوا مباشرة من الدواجن. ويبلغ معدل الوفيات بين البشر بسبب الفيروس نحو 50 في المئة. وحتى وقت قريب ظل الفيروس منحصرا في اسيا ثم القي على الطيور المهاجرة اللوم في انتقاله الى الطرف الشرقي من أوروبا.

وفي هونغ كونغ أصبحت منطقة مستنقعات ماي بو محور الجدل وطالب بعض الساسة باغلاقها مؤقتا. ولكن ليو يونج مدير مركز رعاية الطيور في المنطقة يقول انه ليس هناك ما يدعو للذعر لانه تؤخذ عينات من الطيور كل شتاء في المتنزه منذ عام 1997 ولم يحدث أبدا أن كانت نتيجة الفحوص ايجابية.

وقال يونغ «من السهل القاء اللوم على الطيور البرية لا الدواجن. الناس يخسرون الاموال وكيف يمكن للحكومة التعويض اذا ما القت منظمة الصحة العالمية باللوم على الدواجن».

ومضى يقول «من خلال المراقبة فان احتمال اصابة الطيور بفيروس (اتش.5.ان.1) محدود للغاية. وعلى افتراض أن هناك بعض الطيور المصابة فما هي فرص اختلاط الجماهير والعاملين بافرازات تلك الطيور».

واضاف «في العادة الطيور البرية ترانا قادمين فتطير بعيدا على الفور. احتمال الاختلاط محدود للغاية. وفقا لمعلوماتنا فاننا في أمان. ولكن اذا ما اتضح أن ألف طائر نفقت او ثبت انها مصابة بانفلونزا الطيور فسوف نغلق المتنزه».

ويشير خبراء الى أن المهم الآن هو حماية الدواجن من الطيور البرية ومنع الاختلاط بينها. كما يطالبون بمزيد من الاجراءات الصارمة للتأمين البيولوجي في مزارع الدواجن وابقاء الدواجن في الحظائر وانهاء عادة تربية الدواجن في المنازل.

وقال بيريس «ما زال مصدر الاصابة بين البشر هو الدجاج. اذا تمكنا من السيطرة على الاصابة في الدواجن فاننا بذلك نزيل الخطر في كل من الدواجن والبشر. لكن هذا ليس سهلا».

وفي اندونيسيا وفيتنام والصين وتايلاند وكمبوديا وهي الدول التي ينتشر فيها الفيروس يربي السكان الدجاج والبط في أفنية المنازل وهي طعامهم الرئيسي وقد يأكلونها اذا نفقت بدلا من دفنها.