المعارضة تعلن تصدرها للانتخابات في زنجبار مع استمرار أعمال العنف

احتفلت مبكرا وقالت إن زعيمها تقدم على الرئيس أماني كارومي بعد فرز ثلثي الأصوات

TT

استمرت أمس عمليات فرز الأصوات في الانتخابات العامة في جزيرة زنجبار الواقعة في المحيط الهادي والتي تتمتع بحكم ذاتي جزئي في تنزانيا، فيما أعلنت المعارضة أنها تتصدر الانتخابات التي جرت أول من أمس وشارك فيها قرابة نصف مليون من سكان الجزيرة لاختيار رئيس وبرلمان جديدين. وأعلن سيف حماد، زعيم «الجبهة المتحدة المدنية» المعارضة، أنه يتقدم على الرئيس أماني كارومي مرشح حزب «تشاما تشا مابيندوزي» الحاكم في زنجبار. وعلى الرغم من التقارير التي أشارت إلى وقوع أعمال عنف متفرقة، إلا أن عمليات الاقتراع اتسمت بالهدوء النسبي. وتولى مهمة تأمين الانتخابات 30 ألفا من قوات الشرطة نقلوا إلى زنجبار بحرا من تنزانيا. ومن المتوقع أن تعلن النتائج النهائية للانتخابات في زنجبار ذلك الأرخبيل الواقع قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا غدا الأربعاء.

واستخدمت قوات الأمن التنزانية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه والعصي في تعاملها مع أنصار المعارضة أمس لليوم الثاني على التوالي من أحداث العنف. وقال شهود إن نحو 20 شخصا اقتيدوا بعيدا في شاحنات وضرب بعضهم على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام الأجنبية ومراقبي الانتخابات الدوليين العاملين في سلسلة الجزر. وقالت الجبهة المدنية المتحدة إنها حصلت على 45.7 في المائة من الأصوات مقابل 45.2 في المائة للحكومة بعد إحصاء أكثر من ثلثي الأصوات. وتحتل الحكومة الحالية السلطة منذ أربعة عقود في سلسلة جزر زنجبار وتنزانيا. ورفض مسؤولو الانتخابات وحزب الثورة الحاكم التعليق على نتائج الانتخابات. وقال شهود إن أنصار المعارضة الفرحين خرجوا صباح أمس الى شوارع مدينة ستون تاون التاريخية اكبر مراكز تجمع السكان في زنجبار وهم يرقصون ويغنون ويقرعون الطبول. ولكن سرعان ما تحول الموقف الى معركة مع الشرطة وجنود الجيش الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع في الأزقة الضيقة بعد ان ألقى عليهم الشبان بعض الحجارة.

وقال محمد احمد، 21 عاما، الذي كان يحمل منشورا لصورة زعيم الجبهة المدنية المتحدة، سيف شريف حماد «نلنا الحرية اليوم أخيرا بعد 40 عاما». وغنى آخرون قائلين «لقد فزنا. الوداع للحزب الحاكم». وصرح حماد مرشح المعارضة للرئاسة الذي يسعى حزبه للخصخصة والإصلاح الديمقراطي بأن النتائج التي أعلنها حزبه مبنية على وثائق النتيجة التي شاهدها ممثلوه. وقال في المقر الرئيسي لحزبه «نحن نفوز بهذه الانتخابات بالرغم من كل المخالفات».

وتقول المعارضة إن تزوير الانتخابات في سلسلة الجزر التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة حرمها من رئاسة زنجبار خلال عمليتين انتخابيتين سابقتين. وأضافت أنها كانت ستتقدم أكثر من ذلك لولا «المخالفات المتفشية».

وتلقي الحكومة باللائمة على حزب «الجبهة المدنية المتحدة» في الاشتباكات التي جرت يوم الانتخابات أول من أمس، خاصة في ستون تاون. وتقول ان المجتمع الدولي متحيز للمعارضة.

ويحكم حزب «تشاماتشا مابيندوزي» زنجبار منذ ثورة عام 1964 ضد الحكم العربي ويقول انه الضمان الوحيد للاستقرار.

ونفى خميس علي أمي، مدير اللجنة الانتخابية، وقوع أي مخالفات خطيرة. وقال لـ«رويتز» انه حدثت «بعض المسائل، لكن لا شيء خطير». وقال مراقبون اجانب ان العنف كان مخيبا للآمال لكنهم ذكروا انه كان منحصرا في ستون تاون. ووردت تقارير عن حدوث مخالفات لا عن حدوث المزيد من العنف في باقي أنحاء جزيرة أونجوجا الرئيسية وجزيرة بيمبا الثانية. وأعطى الاتحاد الأفريقي موافقة حذرة على انتخابات أول من أمس. وقال باليكي مبيتي، رئيس فريق مراقبي الاتحاد، للصحافيين إنه «رغم الحوادث وتقارير المخالفات نعتقد أن الانتخابات سارت على ما يرام بشكل عام».

من جهة أخرى أعلن تأجيل الانتخابات في تنزانيا حتى 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بسبب وفاة جمبو رجب جمبو، مرشح المعارضة لمنصب نائب الرئيس، الأسبوع الماضي.