خادم الحرمين الشريفين يؤكد أهمية مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ويشدد على التمسك بالعقيدة الإسلامية وتعزيز الوحدة الوطنية

TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عظم مسؤولية مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ودوره الفعال ورسالته الوطنية في خدمة وتحقيق تطلعات المواطنين، وما يقدمه المركز من دور تنويري يساهم في محاربة التعصب ويؤكد الاعتدال والوسطية التي يدعو لها ديننا الإسلامي الحنيف.

جاء ذلك بعد تسلمه مساء أمس في مكتبه بقصر الصفا بمكة المكرمة التقرير السنوي عن مسيرة المركز وما حققه من إنجازات منذ إنشائه، حيث استقبل الشيخ صالح الحصين رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وأعضاء اللجنة، وهم كل من الدكتور عبد الله نصيف، والدكتور راشد الراجح الشريف، والدكتور عبد الله العبيد وزير التربية والتعليم، وفيصل بن معمر أمين عام المركز.

وجدد الملك عبد الله التأكيد على التمسك بالعقيدة الإسلامية وتعزيز الوحدة الوطنية، معتبراً أي حوار مثمر لا بد أن ينطلق من هاتين الركيزتين ويعمل على تقوية التمسك بهما، مشيدا بالإنجازات المهمة التي اشتمل عليها تقرير المركز وخططه، مثمنا جهود اللجنة وما حققته من إنجازات. وأكد خلال مخاطبته أعضاء اللجنة الرئاسية على أهمية تلمس القضايا والأفكار التي يأملها المواطن ويرغب في طرحها بين يدي المختصين من أبناء هذا الوطن من خلال اللقاءات الفكرية التي ينظمها المركز في مختلف مناطق المملكة، مشيراً إلى أهمية هذه اللقاءات التي تجمع أبناء الوطن وتوجد بينهم جسوراً من التواصل المستمر والتحاور الهادف. وشدد خادم الحرمين الشريفين على آداب الحوار التي تنطلق من منهج السلف الصالح بالحكمة والموعظة الحسنة، وقال «إن أبناء هذا الوطن سيكونون بمشيئة الله كما عهدناهم المواطنين الصالحين الصادقين الساعين إلى خدمة الدين والوطن بالصبر والعمل، داعياً الجميع إلى التمسك بالمنهج الإسلامي الحكيم؛ منهج الوسطية والاعتدال منهج القرآن الكريم ومنهج نبينا محمد عليه الصلاة والسلام». وكان الملك عبد الله قد استمع خلال اللقاء إلى إيجاز من رئيس وأعضاء اللجنة عن أبرز ملامح التقرير السنوي للمركز، وما حققه من إنجازات ملموسة خلال الفترة الماضية بإقامته أربعة لقاءات وطنية للحوار الفكري شارك فيها أكثر من 1600 مشارك ومشاركة من العلماء والمفكرين والمثقفين والشباب من المواطنين، ناقش عدداً من الموضوعات المهمة حتى أصبحت هذه اللقاءات علامة بارزة من علامات التطوير والتحديث بما قدمته من جهود حوارية وطنية لبناء وترسيخ ثقافة الحوار في المجتمع السعودي ليكون أسلوبا للحياة وتقليدا ثابتا من تقاليده، حيث أتيحت الفرصة من خلاله لأبناء الوطن وبناته الذين يمثلون شرائح اجتماعية مختلفة ومدارس فكرية متنوعة لتقديم ما يخدم دينهم ووطنهم.

كما استمع إلى ملخص للجولات الحوارية التي جرت هذا العام في جميع مناطق المملكة والتي شارك فيها أكثر من 900 مواطن من الرجال والنساء والشباب تحضيرا للقاء الوطني الخامس للحوار الفكري والذي يعقد قريبا تحت عنوان (نحن والآخر.. رؤية وطنية مشتركة للتعامل مع الثقافات العالمية).

واطلع خادم الحرمين الشريفين على مهام المركز وفق خطته الاستراتيجية للخمس سنوات القادمة، والقواعد المنظمة لعمله التي تمت الاستعانة في وضعها ببعض الخبراء والتي ستكون عاملاً مضيئاً للمركز وضمانة مهمة لاستمرارية التخطيط للسياسات الطويلة الأمد من خلال التنبؤ بمسيرة عمل المركز مستقبلا بعد الوقوف على التحديات والفرص وملامح التغيير.

واستعرض التقرير خطوات وضع البنية الأساسية لتوفير البيئة الملائمة والداعمة للحوار الوطني من خلال برامج متعددة، سواء في مجال استطلاعات الرأي والدراسات والبحوث والنشر والعلاقات العامة والعلاقات الخارجية واللقاءات والندوات والمؤتمرات، فضلاً عن المجهودات الكبيرة التي اضطلع المركز بتأسيسها خلال هذا العام، وكذا تواصله مع المئات من العلماء والمفكرين والمثقفين والاستئناس بآرائهم في عقد اللقاءات وترشيح قضاياها وموضوعاتها الرئيسية، حيث حظي المركز بمتابعة مئات الكتاب والمثقفين والصحافيين من الجنسين الذين طرحوا رؤاهم وأفكارهم ومقترحاتهم في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، كما حظي باهتمام ومتابعة الإعلام الخارجي.

كما اطلع على برامج التدريب وورش العمل التي تم تنفيذها على أعداد من الطلاب والطالبات في مختلف مناطق المملكة وكذلك الخطط المستقبلية للتدريب التي ينوي المركز تنفيذها مع عدد من الجهات التعليمية والدعوية والمؤسسات الحكومية والأهلية.

واستمع إلى ابرز إنجازات وحدة الحوار الخارجي بالمركز، والتي استضافت العديد من البعثات الدبلوماسية والفعاليات الإعلامية وعددا من البرلمانيين والأكاديميين من مختلف دول العالم والتي تم من خلالها توضيح مهام المركز وبرامجه الهادفة إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والوسطية والاعتدال في المجتمع وتوضيح موقف المملكة نحو الثقافات العالمية.

من جهته عبر الشيخ صالح الحصين نيابة عن اللجنة الرئاسية للمركز، عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وللأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، على الدعم والرعاية التي يلقاها المركز، وكذلك على التسهيلات التي قدمت للمركز خلال مسيرة الدولة لتحقيق التطلعات في إشاعة مفاهيم الحوار وسلوكياته في المجتمع.