جامعة أوكسفورد تناقش خططا لإشراك ممثلين خارجيين في إدارتها

مقترحات قد تطيح باستقلاليتها بعد 900 عام من تأسيسها

TT

ناقش اجتماع أكاديمي وإداري حاشد عقد أمس في حرم جامعة اوكسفورد البريطانية العريقة، التي يمتد تاريخها الى نحو 900 عام، بنود لائحة استشارية تهدف الى اشراك عدد اكبر من ممثلي الجهات الخارجية في ادارتها. ووصف الاجتماع بأنه «مصيري» لأنه سيحدد مستقبل ادارة الجامعة، بعد ان ظلت تتمتع باستقلاليتها طيلة مئات الاعوام.

ونوقش في اجتماع الجمعية العمومية، او «برلمان اوكسفورد»، وهي أعلى سلطة في الجامعة، عدد من المقترحات الجديدة الهادفة الى تطوير الجامعة وإصلاحها لمواكبة العصر الحديث وذلك بـ«تخصيص» ادارتها، وجلب افضل الخبرات من خارجها وهي تهدف الى الاستغناء عن المجلس الحالي لادارة الجامعة الذي يشرف على وضع سياساتها الاكاديمية واستراتيجياتها العامة والذي يضم 26 عضوا اغلبهم من العاملين فيها، من ضمنهم اربعة ممثلين من خارج الجامعة، واستبداله بمجلس أصغر يتألف من 14 عضوا مناصفة بين اكاديميي الجامعة وبين ممثلين من خارجها. كما تهدف الى تشكيل مجلس اكاديمي يشرف على تسيير الشؤون الاكاديمية. وحظيت مقترحات تقدم بها الدكتور جون هود، نائب رئيس الجامعة، لإنشاء مجلس المديرين الجديد بدعم من بعض كبار الاكاديميين منهم اللورد بتلر أوف بروكويل رئيس الكلية الجامعة في اوكسفورد، الذي كتب اول من امس مقالا افتتاحيا في صحيفة «التايمز» البريطانية حث فيها زملاءه على قبول المقترحات.

إلا ان المقترحات التي قدمها هود، وهو اول شخص من خارج الجامعة يحتل هذا المنصب، تجابه بمعارضة قوية م ن اساتذة الجامعة وشيوخها. وكانت مقترحات لوضع معايير حول أداء الاساتذة قد رفضت في اجتماع عقد في مايو (ايار) الماضي.

وقالت نيكولا أولد، رئيسة المكتب الصحافي لجامعة اوكسفورد، في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» ان الاجتماع عقد في الساعة الثانية ظهرا ثم انفض بعد نحو ثلاث ساعات وحضره 350 ممثلا في الجمعية التي يبلغ عدد اعضائها 3500 عضو. وأبدى 25 متحدثا آراءهم حول المقترحات مقدمين ملاحظاتهم عليها. ولدى سؤالها عن قلة عدد الحضور قالت أولد إن اكثرية ممثلي الجمعية العمومية موافقون بشكل عام على المقترحات وان الاجتماع لم يكن في الاصل مخصصا للاقتراع بل لمناقشة المقترحات المعروضة. وسيستقبل المجلس ملاحظات الاكاديميين والعاملين في الجامعة لفترة 18 يوما وبعدها تقوم مجموعة عمل بتحضير لائحة جديدة لمناقشتها.

وتقضي الخطة الجديدة، التي وضعت ضمن تقرير قدم بعنوان «ورقة مناقشات الادارة» الجامعية، بتعيين رئيس الجامعة الحالي اللورد باتن، رئيسا للمجلس الجديد لفترة انتقالية أمدها خمسة اعوام. ثم وبعد ذلك يرشح شخص من خارج الجامعة لرئاستها، وعندها يشكل الاعضاء من خارج الجامعة اغلبية اعضاء المجلس.

اما المجلس الاكاديمي للجامعة فسوف يتكون من 36 عضوا ويرئسه نائب الرئيس، وفقا للمقترحات، وسوف يتألف من عضوية رؤساء الاقسام و10 أعضاء تنتخبهم كليات الجامعة و 10 أعضاء ينتخبهم «برلمان اوكسفورد».

ويتكون «برلمان اوكسفورد» الحالي، وهو جمعية عامة للجامعة يشرف على شؤونها القانوية، من 3500 عضو من الاكاديميين والباحثين وموظفي المكتبات والاداريين. وتضم الجامعة 39 كلية مستقلة تتعامل مع الجامعة في إطار فيدرالية اتحادية شبيهة بنظام الولايات المتحدة الفيدرالي. وتساهم الكليات عبر مؤتمراتها الخاصة بمناقشة اهم المسائل الاستراتيجية للجامعة.

ويضم مجلس الجامعة حاليا اربع لجان، هي: لجنة السياسات التعليمية والمقاييس، ولجنة الشؤون العامة، ولجنة الافراد، ولجنة التخطيط والموارد.