الجامعة العربية تهدد بتوقيع عقوبات ضد ليبيا لامتناعها عن سداد ديونها

TT

هدد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية بفرض عقوبات ضد ليبيا بسبب اصرارها على تجاهل المطالب الرسمية المتكررة والموجهة إليها لدفع المستحقات المالية المتراكمة عليها كديون للجامعة العربية والتي بلغت أربعين مليون دولار أميركي. وقالت مصادر مسؤولة بالجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» ان موسى سلم عبد الرحمن شلقم، أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزير الخارجية)، رسالة سرية وشخصية خلال الاجتماع الأخير لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة قبل شهرين، تتضمن تأكيدات موسى بأنه في ظل استمرار الموقف الليبي غير المسؤول فان الجامعة العربية قد تجد نفسها مضطرة آسفة إلى اتخاذ عقوبات ضدها. واعتبرت الرسالة أنه لم يعد مقبولا أن تتشدق بعض الأطراف والعواصم العربية بحرصها على مستقبل الجامعة العربية من دون أن تبادر إلى القيام بالحد الأدنى من واجباتها الذي يتمثل في وفائها بالمتأخرات المالية المستحقة للجامعة العربية. وحذر موسى مجددا من أن الوضع المالي للجامعة العربية بات من الخطورة بمكان بحيث يتطلب تدخل القادة والزعماء العرب لحل الأزمة المالية التي تعيشها الأمانة العامة للجامعة العربية منذ سنوات بسبب رفض بعض الدول العربية سداد مساهمتها في الميزانية السنوية للجامعة العربية لأسباب مختلفة، فضلا عن تحفظ البعض الآخر على مديونيات سابقة. ووصفت المصادر رسالة موسى بأنها تعبير عن نفاد صبره تجاه ليبيا ومماطلتها في دفع ديونها للجامعة العربية. وكان موسى رفض قبل بضعة أشهر قبول دفعة من المتأخرات المالية المستحقة للجامعة العربية على ليبيا التي تعد ثاني أكبر الدول الأعضاء بالجامعة العربية، حيث امتنع لدى اجتماعه مع عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية عن قبول شيك بمبلغ لا يتجاوز 1% فقط من قيمة هذه المديونية. وأنه طالب المندوب الليبي في المقابل بإبلاغ بلاده رسميا استياءه من الطريقة التي تتعامل بها مع ملف المتأخرات المالية المستحقة عليها. وتقول مصادر مسؤولة بالجامعة العربية إنه على الرغم من أن المندوب الليبي وعد أكثر من مرة بمخاطبة الجهات المختصة في بلاده لتسوية ملف المديونية المستحقة للجامعة العربية، إلا أن كل وعوده ذهبت هباء على نحو أفقده مصداقيته لدى كبار المسؤولين بالجامعة العربية. ورفض الهونى أمس التعليق لـ«الشرق الأوسط» على صحة هذه المعلومات، علما بأن موسى وافق مؤخرا وكمحاولة لترضية ليبيا على تعيين ستة دبلوماسيين ليبيين للعمل في الأمانة العامة للجامعة العربية من بينهم نجلا الهونى ونائبه. وكان الزعيم الليبي معمر القذافى قد مازح الرئيس المصري حسنى مبارك خلال القمة العربية السابعة عشرة التي عقدت في الجزائر خلال شهر مارس (آذار) الماضي، عندما طالبه بناء على طلب من موسى بسداد مستحقات الجامعة العربية بأن يدفع هو المبلغ المطلوب ويدفع القذافي بعد ذلك على أقساط.

وتربط ليبيا دفع ديونها للجامعة العربية بقبول دولها الأعضاء للمبادرة التي اقترحها العقيد القذافى خلال القمة العربية التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان عام 2001 بشأن تسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي وإنشاء دولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين فيما يسمى بإسراطين.

وكانت ليبيا قد طلبت قبل عامين تجميد عضويتها لدى الجامعة العربية احتجاجا على ما تقول إنه سوء أداء من الجامعة العربية وعدم قيامها بالمهام المفروضة تجاه الشعبين الفلسطيني والعراقي، لكن وساطات قام بها عدد من القادة والزعماء العرب ورسالة وجهها موسى إلى أعضاء البرلمان الليبي ساهمت في عدم تفعيل ليبيا لقرار الانسحاب.