عبد ربه لـ الشرق الاوسط: وجود الميليشيات الفلسطينية هو أفضل هدية يمكن أن تقدم للمشروع الإسرائيلي حتى يكتمل

TT

قال ياسر عبد ربه، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، ان القيادة الاسرائيلية الحالية «لا تؤمن بحل عبر المفاوضات مع القيادة الفلسطينية»، وان «وجود الميليشيات الفلسطينية المسلحة هو أفضل هدية يمكن أن تقدم للمشروع الاسرائيلي حتى يكتمل».

ودعا الوزير السابق، وراعي «اتفاق جنيف»، الى تأسيس «مجلس وطني فلسطيني موسع»، و«هيئة عليا» لتدارك الوضع المتدهور في المنطقة، خصوصا بعد التصعيد الاخير في قطاع غزة والضفة الغربية ومواصلة إسرائيل سياسة الاغتيالات والمداهمات والاعتقالات.

جاءت هذه التصريحات في سياق حديث أجرته معه «الشرق الأوسط» في مدريد.

في مستهل حديثه، وتعليقا على اغتيال مجيد نطط، أحد كوادر كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وشادي مهنا قائد في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، و6 فلسطينيين آخرين، وحملة اعتقالات في جنين وطولكرم، قال عبد ربه ان القيادة الاسرائيلية لا تؤمن بالحل مع القيادة الفلسطينية، و«نحن بقينا نقول انه يجب ألا ننظر الى الانسحاب من غزة من جانب واحد، بل يجب أن نراه من الجانب الآخر». وأكد عبد ربه ان هذا الانسحاب يستهدف تحويل غزة الى «هدف دائم للعدوانية الاسرائيلية»، بحيث يصبح أي عمل ضد الاحتلال الاسرائيلي، حتى ولو كان مصدره مناطق أخرى، وكأنه إعتداء من قبل «دولة غزة» ضد دولة إسرائيل. ثم أضاف: «ارتكبنا أخطاء كافية استخدمها شارون بكفاءة عالية للتغطية على جريمة الجدار والاستيطان وعزل مدينة القدس»، وفوق ذلك استطاع «كسب غطاء عالمي، وأميركي خصوصا، لاستمرار احتلاله للضفة وتمزيقها ونحن نقوم بالاحتفالات والاستعراضات العسكرية ونرسم قصورا في الهواء ونتصارع على الحصص في السلطة وكأننا انتزعنا الاستقلال الكامل».

وتابع القول ان «وجود الميليشيات المسلحة هو أفضل غطاء للمشروع الاسرائيلي حتى يكتمل». وقال ان نية شارون هو أن يصوّر غزة وكأنها «بؤرة للإرهاب الدولي»، ويسعي لتصويب أنظار العالم الى هذه البؤرة بعيدا عما يقوم به ويفعله في الضفة حتى يكتمل «رسم الحل الذي يواصل تطبيقه عمليا على الارض لإقامة دولة الكانتونات فوق أجزاء متنافرة ومفصولة عن بعضها في الضفة وغزة». وأضاف أن شارون سيلجأ دائما الى جميع أعمال التوتر العسكري المتواصل واستخدام «الفوضى الفلسطينية» الى أقصى درجة، لأن من أهدافه ايضا دفع الوضع الفلسطيني نحو الانهيار والتفتت الكامل.

ويعتقد عبد ربه بأن شارون سيعطل الانتخابات التشريعية ليحافظ على الحجج والذرائع. ويرى «ان الوضع صار يتطلب خطوة أكبر وأوسع من مجرد الجلوس وانتظار الانتخابات المقبلة من أجل تحديد الحصص بين فتح وحماس. اننا بحاجة لخطة إنقاذ وطني، ولهذا أعتقد بضرورة الدعوة الى مؤتمر وطني، ربما يكون على شاكلة مجلس وطني موسع، وليس مجرد لقاء فصائل كما حصل في السابق، من أجل الاجابة على أسئلة كبرى تمس المصير الوطني، لا سيما سؤال حول قدرتنا على مواصلة السير بنفس الاسلوب السياسي وهذا الانتحار الذاتي عبر الخدمات المجانية التي نقدمها الى مشروع شارون أم لا؟».

وكرر عبد ربه القول، ان الوقت حان لاتخاذ قررات حاسمة والكف عن تقديم الهدايا المجانية لشارون وحكومته، وأضاف أنه يجب أن تكون هناك «هيئة عليا، من ضمنها حماس، وأن تكون لها توجهات ملزمة للجميع، وإذا لم نفعل ذلك، فالمصير سيكون أكثر قتامة مما يظن الجميع ومما تصوره وسائل الاعلام العربية التي تعرض مأساتنا المستمرة وكأنها انتصارات خارقة».