الأمم المتحدة تعلن بالإجماع 27 يناير يوما عالميا لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكست

TT

لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، وبعد مرور ستين عاما على إنشاء المنظمة الدولية، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الستين قرارا اعتمدته بالإجماع بالرغم من تحفظات بعض الدول العربية، يقرر أن تعلن الأمم المتحدة يوم 27 يناير (كانون الثاني) يوما دوليا سنويا لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود (الهولوكست). وبادرت إسرائيل بتقديم مشروع القرار، ولكنها فشلت في السنوات الماضية الدفع باعتماد القرار، نظرا لمعارضة الدول العربية وأغلبية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وبادرت إسرائيل في هذه الدورة وبدعم من الولايات المتحدة واستراليا وروسيا وكندا بتقديم مشروع القرار للتصويت عليه في الجمعية العامة.

وقد احتجت مصر على القرار. وأفاد السفير المصري لدى الأمم المتحدة ماجد عبد العزيز، قائلا «يجب أن يكون اليوم العالمي للذكرى لكل ضحايا الإبادات الجماعية، وألا يقتصر على الضحايا اليهود فقط». وأفادت مصادر دبلوماسية عربية تقول «إنه من السخرية أن تبرز الأمم المتحدة حجم ضحايا المحرقة، في الوقت الذي تتجاهل فيه ما تقوم به القوات الإسرائيلية من تنكيل وتشريد للشعب الفلسطيني منذ إنشاء الدولة العبرية». وأعلنت مصر تحفظها الشديد على الفقرة الثانية من نص القرار والتي تحث الدول الأعضاء على وضع برامج تثقيفية لترسيخ الدروس المُستفادة من محرقة اليهود في أذهان الأجيال المقبلة للمساعدة على الحيلولة دون وقوع أفعال الإبادة الجماعية.

وفي فقرة فاعلة من القرار، تؤكد فيها الجمعية العامة على رفض أي إنكار كلي أو جزئي لوقوع محرقة اليهود كحدث تاريخي. وفي فقرة أخرى من القرار يدين بدون تحفظ جميع مظاهر التعصب الديني أو التحريض أو المضايقة أو العنف ضد الأشخاص أو الطوائف على أساس الأصل العرقي أو المعتقد الديني أينما حدث. ويذهب قرار الجمعية بعيدا حين يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة وضع برنامج توعية بعنوان «المحرقة والأمم المتحدة» واتخاذ تدابير لتعبئة المجتمع المدني من أجل إحياء ذكرى محرقة اليهود والتثقيف بها للمساعدة على الحيلولة دون وقوع أفعال الإبادة الجماعية في المستقبل. وقد رحب الأمين العام، كوفي انان، بقرار الجمعية العامة، وقال في بيان أدلى به الناطق الرسمي سيفان دي جيريك «إن الذكرى السنوية مهمة كدروس كونية للهلوكوست». ولم يفوت السفير الأردني، الأمير زيد رعد زيد الحسين، فرصة تذكير الدول الأعضاء بأن المحرقة ارتكبت من قبل الأوروبيين ضد الأوروبيين. وأكد في بيانه أمام الجمعية العامة على القول «اليوم نشهد انتعاش معاداة السامية بتعبير مختلف وقد تظهر بنحو مختلف، وهذا ما شاهدناه أخيرا في البلقان وفي جزء من أفريقيا». وشدد السفير زيد الحسن على ضرورة دعم المحكمة الجنائية الدولية لمنع تكرار جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. وقال رئيس الجمعية العامة للدورة الحالية السفير يان الياسون «إن الأمم المتحدة قامت على رماد الحرب العالمية الثانية لضمان عدم تكرار الجرائم المسكوت عنها مثل محرقة اليهود».