ترسيخا للصراع التقليدي بين حزب التجمع اليساري المصري المعارض وجماعة الاخوان المسلمين، اشتعلت المنافسة في محافظة المنيا في صعيد مصر بين مرشح حزب التجمع د. وجيه شكري ومرشح الاخوان د. محمد سعد الكتتبي، واظهرت جولات المرشحين خلال الايام الماضية احتكاكات بين انصار كل مرشح، ما هدد بامكانية اشتعال فتنة طائفية خاصة ان مرشح التجمع قبطي ، ما دفع حزب التجمع الى اتهام الاخوان بمحاولة اثارة صراع طائفي في المنيا مثلما فعلها في الاسكندرية، وفقا لمزاعم قيادات التجمع. غير ان د. وجيه شكري مرشح التجمع اكد انه لن ينزلق لمحاولة الآخرين تحويل الصراع الانتخابي الى صراع طائفي.
ونفى د. سعد الكتتبي مرشح الاخوان في دائرة المنيا سعيه لاثارة الفتنة، مؤكدا انه يكن كل الاحترام للدكتور وجيه شكري، وهو حريص على عدم اثارة شيء من هذا القبيل، ويحاول فقط الحصول على دعم الناخبين، واكد التزامه بعدم التصعيد في المعركة الانتخابية.
ويعكس ما يحدث في دائرة المنيا وجود اشتباكات انتخابية بين مرشحي التجمع والاخوان في العديد من الدوائر الانتخابية وذلك على الرغم من اشتراك التجمع والاخوان في التنسيق من خلال الجبهة الوطنية ورغم اعلان رفعت السعيد رئيس حزب التجمع مبكرا رفضه لمشاركة الاخوان في الجبهة.. ولكن يبدو ان الصراع التقليدي بين الاخوان والتجمع في تصاعد مستمر. وتجسد ذلك في اصرار الجماعة على طرح مرشح لها في مواجهة خالد محي الدين زعيم حزب التجمع في دائرة كفر شكر بدلتا مصر، في الوقت الذي اعلنت فيه القوى السياسية الاخرى اخلاء الدائرة من المرشحين، ووصل الأمر الى اعلان قيادات في الجماعة اخلاء الدائرة له، ولكن على الصعيد الميداني هناك مرشح للاخوان يدعى تيمور عبد الغني يواجه محي الدين، وهو ما دعا التجمع الى الرد على ذلك بطرح مرشحه عاطف مغاوري في محافظة الشرقية في مواجهة محمد مرسي عضو مكتب الارشاد والمتحدث باسم تكتل الاخوان في البرلمان، وكذلك ترشيح كمال عباس الناشط اليساري في مواجهة النائب الاخواني على فتح الباب في حلوان.
ويتكرر مشهد الصراع بين التجمع والاخوان مرة اخرى في دائرة حدائق القبة بشرق القاهرة، والتي يمثلها التجمع بنائبه محمد عبد العزيز شعبان إلا انه يلقى هذه المرة تنافسا قويا من مرشح الاخوان عبد المنعم دحروج. وقد شهدت الايام الماضية مظاهرة استعراضية من الطرفين، فبعد قيام الاخوان بتنظيم مظاهرة استعراضية لمرشحهم دحروج، رد التجمع بمظاهرة قدر عدد المشاركين فيها بأربعة آلاف من المؤيدين لمرشح الحزب، وكادت ان تحدث اشتباكات بين الطرفين.