في غياب زعيمه: مؤتمر حركة تحرير السودان يختار قيادة جديدة ويعتمد «الحوار» و«السلاح» كآلية لتحقيق الأهداف

TT

فرغ مؤتمر حركة تحرير السودان المنعقد بدارفور غرب السودان أمس من إجازة النظام الأساسي للحركة، الذي يشمل الدستور ومجموع اللوائح التي تحمل الأهداف والمبادئ، وذلك بمشاركة 650 قائدا عسكريا ميدانيا بالإضافة لممثلين لجماهير الحركة والأعيان بمنطقة دارفور. لكن زعيم الحركة عبد الواحد محمد نور ما زال يرفض المشاركة في المؤتمر، باعتبار انه لم يدع الى الحضور. وقال محجوب حسين الناطق الرسمي باسم الحركة في اتصال مع «الشرق الأوسط» ان النظام الأساسي تضمن ثمانية أهداف تتقدمها علمانية الدولة ومحاربة نشر الإرهاب السياسي والديني والعرقي واعتماد حدود دارفور كما جاءت بخريطة 1956 تاريخ استقلال السودان. وأضاف حسين ان النظام الأساسي قد حدد وسائل تحقيق تلك الأهداف بالحوار السلمي والكفاح المسلح معا.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تجاوز المؤتمر لعقبة مقاطعة رئيس الحركة عبد الواحد محمد نور، قال محجوب، إن عبد الواحد موجود الآن مع قوات الحركة بمنطقة جبل مرة، وقد ناشده المؤتمرون بضرورة الانضمام للمؤتمر، خاصة أن جلسات اليوم الأربعاء ستكون مصيرية لأنها ستشهد انتخاب قيادة الحركة وأجهزتها في مناخ تسوده الشفافية الكاملة، ووسط حضور دولي من أميركا والأمم المتحدة وليبيا والاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية العاملة في دارفور.

وعلى صعيد استعداد الحركة للذهاب لجولة أبوجا القادمة في العشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أكد محجوب أنهم سيذهبون بلا جدال بعد فراغ مؤتمر الحركة من تسمية ناشطيه بعد أن أجاز بالأمس الهيكل التنظيمي للحركة واعتمد 4 مؤسسات فيه هي المجلس القيادي والجهاز التنفيذي والجهاز القضائي وقوات التحرير السودانية الثورية.

من جهة أخرى، أبدى اعضاء في حركة تحرير السودان مخاوفهم من أن يؤدي مؤتمر الحركة الحالي الى مزيد من الانقسامات بسبب رفض زعيمها السياسي حضور المؤتمر مما سيفيد الحكومة في الصراع الدائر في المنطقة منذ عامين ونصف العام.

وقال عبد الواحد محمد نور رئيس الحركة لرويترز من مقر للمتمردين في جبل مرة «لم يوجه أحد دعوة لي لحضور المؤتمر». وظل وسطاء مكلفون برأب الصدع بين النور والامين العام للحركة ميني أركوا ميناوي في موقع انعقاد المؤتمر لكنهم لم يجتمعوا بعد مع ميناوي. وقال أحمد عبد الشفيق يعقوب احد كبار المفاوضين في محادثات السلام في نيجيريا «ما زلنا ننتظر.. المؤتمر ما زال مستمرا»، ويحظى النور باحترام كزعيم لجيش تحرير السودان الذي بدأ تمردا في اوائل عام 2003 متهما الخرطوم باحتكار الثروة والسلطة.

وقال النور انه سيذهب بدلا من ذلك لحضور مؤتمر ترعاه الولايات المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، حيث سيلتقي بميناوي. وثارت خلافات بين النور وميناوي عدة مرات في العام الماضي، ولكل منهما مكتب منفصل في العاصمة الاريترية اسمرة.

وميناوي متحالف مع الجناح العسكري لجيش تحرير السودان الذي حضر الاف من جنوده المؤتمر في عرض أمام ميناوي والقائد الاعلى جمعة حجار، وحث ميناوي النور على الحضور وقال بعض الاعضاء انه اذا لم يحضر النور فانه لن ينتخب، لكن بعض زعماء الحركة في المؤتمر أبدوا قلقهم من أن مواصلة المؤتمر وانتخاب قيادة جديدة من دون مشاركة النور سيؤديان الى مزيد من الانقسام.