عملية عسكرية أميركية ـ عراقية جديدة ضد مخابئ «القاعدة» قرب الحدود السورية

مقتل 3 جنود أميركيين.. وتنظيم «القاعدة» يتبنى اختطاف وقتل 15 جنديا عراقيا قرب الفلوجة

TT

شنت القوات الاميركية والعراقية أمس هجوما جديدا يشارك فيه 3500 جندي قرب الحدود مع سورية؛ وهي منطقة تعتبر بمثابة بوابة دخول مقاتلي تنظيم القاعدة الى العراق. وأعلن الجيش الاميركي في بيان ان حوالى 2500 عنصر من المارينز، من بحارة وجنود فرقة القتال الاولى وألف جندي عراقي بدأوا في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، عملية اطلق عليها اسم (الستار الفولاذي) في محافظة الأنبار غرب العراق. وأضاف البيان الذي أوردته وكالة الصحافة الفرنسية ان هدف العملية هو اعادة إحلال الامن على طول الحدود العراقية ـ السورية وتدمير شبكة «القاعدة» الارهابية في العراق التي تنشط في حصيبة على الحدود مع سورية.

والهجوم هو الاخير في سلسلة عمليات شنها الجيش الاميركي في منطقة الانبار على الحدود مع سورية والتي توصف بأنها بوابة دخول المقاتلين الاجانب الى العراق. وبهدف القضاء على هذه المقاومة، شن الجنود الاميركيون ما لا يقل عن اربع عمليات منذ نهاية سبتمبر (ايلول) في وادي الفرات، الذي يبدأ من الحدود السورية حتى محيط بغداد، ويشكل بحسب الجيش الاميركي احد اهم محاور التسلل للمقاتلين الاجانب.

وأوضح البيان ايضا ان الهجوم الجديد يندرج في اطار عملية الصياد، الهادفة الى منع «القاعدة» من التحرك في وادي الفرات وإقامة وجود عسكري مشترك (اميركي ـ عراقي) متواصل على طول الحدود السورية. وأضاف «عبر القضاء على النفوذ الارهابي في حصيبة وفي محيطها، فان قوات التحالف والقوات العراقية تهدف الى توفير اجواء آمنة للسكان في هذه المنطقة تحضيرا لانتخابات 15 ديسمبر (كانون الاول)». وأكد بيان الجيش الاميركي ان المتمردين منعوا سكان حصيبة من المشاركة في العملية الديمقراطية عبر عمليات قتل وتخويف، في اشارة الى الاستفتاء على الدستور الذي نظم في 15 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن البيان ان تنظيم القاعدة استغل الحدود غير المحكومة في المحافظة لتهريب مقاتلين أجانب وأموال ومعدات الى البلاد لاستغلالها في هجماتهم المستمرة ضد الشعب العراقي وقوات التحالف.

وأشار البيان الى ان عناصر من اللواء الاول والفرقة الاولى في الجيش العراقي وشعبة استطلاع من منطقة القائم، تشارك في الهجوم، مضيفا ان القدرات القتالية للقوات العراقية تحسنت كثيرا في الانبار منذ مطلع الصيف. ويفيد الجيش الاميركي ان عملية الستار الفولاذي هي الاولى التي تشارك فيها افواج عراقية على نطاق واسع في عملية مشتركة مع القوة المتعددة الجنسيات.

من جهة اخرى، اعلن الجيش الاميركي مقتل ثلاثة من جنوده اول من أمس في هجمات بينها اثنتان في منطقة بغداد. وجاء في بيان عسكري اميركي ان جنديا من الفرقة الثانية التابعة لقوات المارينز توفي متأثرا بإصابته جراء انفجار عبوة ناسفة الجمعة استهدفت دوريته في منطقة الحبانية (60 كلم غرب بغداد). وقتل جنديان آخران في هجومين مختلفين في منطقة بغداد.

من ناحية ثانية، تبنى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي يتزعمه المتطرف الاردني ابو مصعب الزرقاوي في بيان نشر على شبكة الانترنت أمس، اختطاف وقتل 15 عنصرا من الجيش العراقي بالقرب من الفلوجة غرب بغداد اثناء عودتهم لقضاء اجازتهم. وكانت المجموعة قالت في بيان نشر على الانترنت الخميس انها قررت قتل رهينتين مغربيين تحتجزهما، إلا ان مصيرهما ما زال مجهولا حتى الآن.

الى ذلك، اغتال مسلحون أمس ضابطا في قوات الحدود العراقية على الطريق السريع الذي يربط مدينة البصرة بمدينة الزبير. وابلغ احد اقارب الضحية مراسل وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) بأن مسلحين ملثمين نصبوا نقطة تفتيش وهمية على الطريق السريع بين مدينتي البصرة والزبير، 550 كلم جنوب العراق، فتحوا نيران اسلحتهم أمس السبت على النقيب خضير عباس المنصوري من قوات الحدود العراقية وأردوه قتيلا.

من جهة أخرى، قال قائد عسكري بريطاني كبير في جنوب العراق أول من أمس، ان التكنولوجيا المتقدمة والمتفجرات التي تستخدم في صنع قنابل محلية تقتل القوات الاميركية والقوات الاخرى في العراق تدخل فيما يبدو البلاد من ايران دون اي عقبات فعلية. وكان الميجر جنرال جيمس داتون من مشاة البحرية الملكية البريطانية يتحدث للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف من البصرة في جنوب العراق بعد يوم من اعلان وزارة الدفاع الاميركية عن خطط لتعزيز الجهود الرامية لإيجاد سبل لمواجهة العبوات الناسفة محلية الصنع التي يستخدمها المسلحون وتمثل السبب الرئيسي لسقوط ضحايا اميركيين في الحرب. وقال داتون انه لا يعلم ما اذا كانت الحكومة الايرانية او جهاز استخباراتها او ربما جماعات غير محددة اخرى تساعد المسلحين العراقيين في تهريب المتفجرات او القنابل تامة الصنع عبر الحدود مع العراق. وتنفي ايران التدخل في العراق، وتقول ان الاتهامات الموجهة اليها مرتبطة بمساعي واشنطن ولندن لاحالتها الى مجلس الامن لفرض عقوبات محتملة بسبب برنامجها النووي.

الأحزاب السنية تنتقد وزير الدفاع العراقي السني .. وبعضها يدعو لإقالته