ملف الرئاسة اللبنانية على خطي عون وجعجع وسط التقاء على تجنب «إسقاط» لحود في الشارع

سفير بريطانيا: يجب أن أراجع حكومتي بشأن زيارة قصر بعبدا في ذكرى الاستقلال

TT

يتواصل في لبنان الانشغال بملف رئاسة الجمهورية بين مطالب باستقالة الرئيس اميل لحود وبين مدافع عن موقع الرئاسة. وكان لافتاً امس الحركة التي سجلت على خطي مقر اقامة رئيس كتلة «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون في الرابية ومقر اقامة رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وفيما نفى زوار عون ان يكونوا قد حملوا رسالة اليه من لحود، معلنين دعمه ترشيحه لمنصب الرئاسة، كان زوار جعجع يشددون على «ضرورة بت موضوع الرئاسة بأسرع وقت».

وكان عون قد التقى امس الوزير السابق جوزيف الهاشم الذي قال عقب اللقاء: «ان العماد ميشال عون هو احد اركان الوحدة الوطنية والسياسية الفاعلة والمؤثرة في الواقع اللبناني، وقد منحه الشعب ثقة راجحة تؤهله، فضلاً عن مؤهلاته الذاتية، لتحقيق تغيير جذري طالما تاق اليه اللبنانيون على مدى الثلاثين سنة المنصرمة، ونحن ننسق مع العماد عون في هذا الاتجاه». ونفى ان يكون حمل رسالة من احد، كما نفى ان يكون بحث مع عون في موضوع رئاسة الجمهورية، واعلن رفضه اسقاط لحود في الشارع مضيفا: «وكذلك لا نريد ان يسقط رئيس الجمهورية في القصر، والسقوط في القصر قد يكون اخطر».

واستقبل عون الوزير السابق وئام وهاب الذي اشار الى انه على تشاور مستمر مع العماد عون. وقال: ان «دولة الرئيس يملك تصوراً لكل الامور ولكل القضايا المطروحة». واضاف: «ما فهمته من رئيس الجمهورية العماد اميل لحود انه باق الى آخر لحظة من ولايته، فضميره مرتاح بالنسبة الى موضوع الرئيس رفيق الحريري، فهو يعتبر نفسه من اكثر المتضررين من عملية الاغتيال، ولن يسلم الجمهورية الى موظفين عند هذا الطرف او ذاك، فرئيس الجمهورية يجب ان يمثل شيئاً ما على الساحة اللبنانية». ورداً على سؤال قال وهاب انه يتمنى ان يكون الرئيس المقبل هو عون. ورداً على سؤال حول علاقته برئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، قال: «العلاقة الطبيعية، وكل منا له موقف سياسي، فالوزير جنبلاط طرح موقفاً رافضاً للعسكر، ونحن نوافقه في هذا الامر، لكن الموضوع لا يشمل العماد عون». ونفى ان يكون قد نقل رسالة من لحود الى عون موضحا انهما «ليسا في حاجة الى ذلك، فهناك تواصل بينهما».

كما التقى عون النائب السابق فيصل الداود، الذي قال «ان العماد عون هو رمز لمستقبل هذا البلد، الذي يستطيع ان يبني لبنان في اطار العمل المؤسساتي». وايد ترشيح عون لرئاسة الجمهورية.

من جهته، تلقى جعجع اتصالاً هاتفياً من السنيورة، بحثا فيه في الاوضاع العامة. واستقبل صباحاً في منزله في الارز (في شمال لبنان) عضو «حركة التجدد الديمقراطي» النائب مصباح الاحدب، الذي اعتبر «ان عودة الدكتور جعجع الى الحياة الوطنية تحريك جديد لها».

وعن موضوع رئاسة الجمهورية، قال الاحدب: «في رأيي الشخصي يجب ان يبت في اسرع وقت. ولنكن صريحين هناك تغيير كبير حصل في لبنان، ولتثمير هذا التغيير يجب وضع الامور على السكة الصحيحة، وليس ممكناً ان تكون هناك حكومة تملك رؤية تغييرية ورئيس يمثل المرحلة السابقة. واذا اردنا ان نتكلم بواقعية فيجب اعادة النظر بالوضع القائم الذي نعرفه جميعاً انه ناتج عن ضغوط حصلت على النواب لتعديل الدستور في حينها. تغيرت الظروف، ولذلك يجب الخروج من المعمعة التي يوضع فيها لبنان دائماً. وهذا يتطلب انطلاقة وادارة جديدتين، اذ لا بد من اعادة النظر في الوضع القائم واعادة انتخاب رئيس جمهورية جديد».

وسئل: هل لحركة التجدد الديمقراطي مرشح لمنصب الرئاسة، اجاب: «طبعاً رئيس حركة التجدد الاستاذ نسيب لحود هو المرشح، ويوجد مرشحون كثر في لبنان لكن المهم ان يكون هناك توافق بين كل القوى الموجودة على شخص يستطيع ان يجمع البلد ويحافظ على امرين: ثوابت الانطلاقة من اتفاق الطائف، والرؤية التغييرية التي بدأت ويجب ان تستمر لتأسيس لبنان الحديث».

وكان جعجع قد التقى السفير البريطاني لدى لبنان جيمس واط الذي قال عقب اللقاء: «كنت مهتماً بالاستماع الى آراء الدكتور جعجع وكان النقاش مهماً». وعن مدى تلاقيه مع جعجع في النظرة الى حل مشكلة السلاح الفلسطيني، قال: «هذه مسألة لبنانية، وعلى الحكومة اللبنانية ان تقرر بشأنها وتعالجها، ومن مصلحة اللبنانيين والفلسطينيين ان يتم التوصل الى حل سلمي لهذه القضية».

ونفى واط ان يكون عدم زيارته للرئيس لحود «مقاطعة» له وقال: «نحن نتعامل بصورة طبيعية مع كل المسؤولين في لبنان وفي الحكومة اللبنانية على اعلى المستويات، وعندما تحين الفرصة سنقوم بما هو ضروري». وعن احتمال زيارته لقصر بعبدا في عيد الاستقلال، اجاب: «لست اكيداً، هذا امر يجب ان اراجع حكومتي بشأنه». وختم: «نلتقي مع الدكتور جعجع في كثير من النقاط والقضايا».

ثم استقبل جعجع الرئيس الاسبق للجمهورية اللبنانية امين الجميل واستضافه الى مائدة الغداء.

واكد الجميل عقب اللقاء انه يلتزم بكل كلام يصدر عن البطريرك الماروني نصر الله صفير، داعياً الى احترام مقام الرئاسة، ومشدداً على انه لا يمكن اسقاط رئيس الجمهورية في الشارع. وجدد الالتزام بأحكام الدستور من دون ان تعني قراءته لبيان البطريرك والمطارنة «انهم يدعون الرئيس لحود الى البقاء سنتين».

الى ذلك، اعتبر وزير العدل في الحكومة اللبنانية شارل رزق في حديث تلفزيوني امس «ان موضوع الرئاسة الجمهورية له مسلمات وقواعد وركائز دستورية». واضاف: «ان افضل ما قيل هو ما اعلنه غبطة البطريرك صفير في مطار بيروت عندما عاد من الفاتيكان، وكان لي شرف استقباله. ان رئاسة الجمهورية لا يقررها المسيحيون، بل يقررها اللبنانيون، وان رئيس الجمهورية هو رئيس اللبنانيين جميعاً مسلمين على قدر المسيحيين، والرئيس لا يكون رئيساً الا اذا كان مقبولاً من جميع العائلات الفكرية اللبنانية والطوائف اللبنانية. واذا قلنا اليوم ان الرئيس سيأتي به المسيحيون والموارنة نكون قد اضعفنا الرئيس والرئاسة. وان كان هناك خطأ في الممارسة فيجب ان يصحح». وقال: «اسمعوا ما يقوله البطريرك صفير. هل يمكن احدا ان يزايد مارونياً على بطريرك الموارنة؟ ان بكركي هي اكثر المراجع وعياً لمصلحة المسيحيين، وتعرف ان مصلحة المسيحيين هي بالابتعاد عن كل موقف فئوي خصوصاً في ما يتعلق بالرئاسة، وفي النهاية ان المسيحي والماروني بصورة خاصة، لا يكون قوياً الا اذا قامت رئاسة الجمهورية على قاعدة وطنية حقيقية».

ورداً على سؤال، قال: «لا اظن ان بكركي تفتش عن بديل لرئيس الجمهورية، بل تفتش عن ثبات للمؤسسة».