النسوة في الريف الفلسطيني يواصلن عادة زيارة القبور وتوزيع الحلوى أيام الأعياد

TT

رؤية أطفال يتسابقون لجمع قطع الحلوى قرب شاهد قبر في اليوم الأول من ايام العيد، أمر عادي في الريف الفلسطيني. واقترنت عادة زيارة المقابر، في أيام الأعياد بعادة اجتماعية متأصلة قديمة، وهي قيام النسوة بتوزيع أصناف مختلفة من الحلويات على الأطفال خلال زيارتهن لقبور ذويهن المتوفين. ولا علاقة بالمطلق بين زيارة المرأة لقبر عزيز وتوزيع الحلوى على الأطفال، والفترة الزمنية التي مضت على موت هذا العزيز. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» عن مواطنة اكتفت بتسمية نفسها خيرية من طوباس شمال الضفة، إنها ستبقى تزور قبر أبيها حتى يتوفاها الله.

وتختلف أهداف النساء من زيارة القبور، فمنهن من تذهبن للترحم على موتاهن، وأخريات يتبعن عادة اجتماعية قديمة, لكن للأطفال في طوباس هدفا واحدا من الزيارة وهو «تعبئة كيس من الحلوى».

يذكر أن النساء هن الفئة الأكثر زيارة للقبور. وبعد إلقاء التحية على أهل القبور وقراءة الفاتحة على أرواحهم، تستعد النسوة لتوزيع الحلويات على الأطفال. وقال أطفال كانوا عائدين للتو من إحدى مقابر طوباس في اليوم الأول من ايام عيد الفطر، إنهم ملأوا أكياسهم البلاستيكية بأصناف مختلفة من الحلوى، خاصة ان النساء تصر على أن لا يبرحن المقابر حتى ينتهين من توزيع ما جئن به من حلوى، وغالباً ما تكون هذه الحلويات ليست ذات صنع يدوي.

وقال نهاد، 35 عاماًً، الذي قد فضل عدم ذكر اسم عائلته، وجاء من بلدة مجاورة لطوباس، إن النساء في بلدته ما زلن يحملن الحلويات إلى المقابر عندما يزرنها أيام الأعياد وما زال الأطفال على عادتهم منذ عشرات السنين يجمعون تلك الحلويات.

وقال محمد نوري بني عودة, 34 عاماً, من بلدة طمون, انه اعتاد على زيارة إحدى المقابر في بلدته عندما كان يبلغ من العمر سبع أو ثماني سنوات، وأنه كان يجمع الحلويات بفرح شديد وكان يفضل من بين الحلويات «حب النعناع».

وبدوره، قال نهاد انه «رغم التحولات العامة في صياغة المشاهد الاحتفالية في العيد، فما زالت النسوة يذهبن إلى المقابر ويوزعن الحلوى على الأطفال واعتقد أني لو كنت صغيراً لكنت ذهبت، إنها فرحة لا تعوض».

وكفعل طفولي تكتنفه البراءة، عندما يبدأ زوار المقابر من نسوة وأطفال بالانفضاض، يأخذ جامعو الحلوى من الأطفال بسرد حكايتهم التي تتحدث تفاصيلها عن جمع الحلويات من كافة الأصناف, فمنهم من يتباهى بجمع أكبر كمية منها، وآخرون يشيرون إلى أصناف الحلويات.

وقالت امرأة في السبعينات من عمرها فضلت عدم ذكر اسمها، إنها لم تنفك عن زيارة المقبرة في أيام الأعياد منذ وفاة أبيها في السبعينات، وإنه في كل مرة كانت تزور قبر أبيها، كانت تحضر معها إلى المقبرة صندوقي حلوى وهي ما زالت على هذه العادة حتى اليوم. وأضافت «هكذا كانت أمهاتنا تفعل، ونحن نمشي على خطاهن».