أفرجت السلطات البحرينية عن البحرينيين الثلاثة، الذين عادوا امس الى بلادهم بعد قرابة اربع سنوات قضوها قيد الاحتجاز في قاعدة غوانتانامو الاميركية. وكان الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، وعادل كامل عبد الله حاجي وعبد الله ماجد صياح النعيمي، قد وصلوا على متن طائرة عسكرية حطت بهم امس في مطار البحرين الدولي في محافظة المحرق. ويعد سلمان بن ابراهيم آل خليفة احد افرد الاسرة الحاكمة في البلاد. وفور وصولهم المطار، نقلوا الى وزارة الخارجية، ومنها الى النيابة العامة، حيث تم التحقيق معهم ثم افرج عنهم وتوجهوا إلى منازلهم. واكدت مصادر مطلعة انه لم يتم توجيه اية تهم الى العائدين الثلاثة.
واوضح وزير الخارجية البحريني محمد عبد الغفار، أن الإفراج عن البحرينيين الثلاثة جاء نتيجة جهود وتوجيهات الملك حمد بن عيسى آل خليفة، «الذي أولى هذه القضية اهتماما خاصا، ولم تكن هذه القضية تمس أهاليهم، فحسب بل كانت موضع اهتمام كافة شرائح المجتمع البحريني». واكد الوزير ان قضية المعتقلين البحرينيين كانت دائما تثار خلال زيارات ملك البحرين للولايات المتحدة.
وكانت البحرين قد شكلت في الآونة الاخيرة لجنة للتعاطي مع قضية مواطنيها المعتقلين في غوانتانامو، وينتمي أعضاء اللجنة الى وزارات الخارجية والعدل والداخلية ومجلس النواب، بالاضافة الى آخرين من أهالي المعتقلين. وتهدف هذه اللجنة إلى متابعة تطورات المعتقلين ومحاولة مساعدتهم حتى الافراج عنهم.
ولا يزال ثلاثة بحرينيين آخرين محتجزين في غوانتانامو، هم صلاح البلوشي واسماعيل المرباطي وجمعة الدوسري، الذي اعلن محاموه الأسبوع الماضي أنه حاول الانتحار. وافادت وكالة الصحافة الفرنسية امس بان محامي الدوسري طالبوا باجراء فحص نفسي له على يد اطباء مستقلين. وذكر مركز الحقوق الدستورية (مقره نيويورك)، الذي يدافع المحامون الاعضاء فيه عن الكثير من معتقلي غوانتانامو، ان محامي الدوسري، 32 سنة، طالبوا المحكمة الفيدرالية في واشنطن بالسماح لهم بمقابلة موكلهم واخضاعه لفحص نفسي يجريه اطباء مستقلون. كما يطالب المحامون بالحصول على ملف الدوسري الطبي وباتخاذ عدد من الاجراءات بهدف التخفيف من ظروف اعتقاله. وبحسب منظمة العفو الدولية، تعرض الدوسري للتعذيب، وغالبا ما يوضع في السجن الانفرادي. ومنذ اغسطس (آب) الماضي، ينفذ نحو مئتي معتقل اضرابا عن الطعام بالتناوب للاحتجاج على ظروف اعتقالهم في هذه القاعدة الاميركية.