الحكومة الصومالية تطالب موسى بزيارة مشابهة لزيارته إلى بغداد

TT

طالبت الحكومة الصومالية، عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، بإعادة النظر في السياسة «غير المقبولة» التي يتعامل بها تجاه الصومال، ودعته إلى زيارة مقرها المؤقت في جوهر، على غرار الزيارة التي قام بها أخيرا للعراق.

وقال مصدر صومالي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»، انه «إذا كان موسى قادرا على زيارة العراق في ظل أوضاعه الأمنية المعروفة، فلماذا لا يقوم بزيارة جوهر». مشيرا إلى قدرة حكومته على ضمان أمنه الشخصي هو وأي وفد دبلوماسي أو إعلامي مرافق له.

واعتبر المصدر الذي طلب عدم تعريفه، أن زيارة موسى من شأنها إلقاء مزيد من الضوء على عمق الأزمة الصومالية، وتنبيه الدول الأعضاء بالجامعة العربية إلى خطورة استمرار الوضع الراهن هناك، وضرورة تقديم كافة المساعدات المالية واللوجستية لتمكين الحكومة الانتقالية من القيام بواجباتها في إعادة إحياء مؤسسات الدولة الصومالية التي كادت تتلاشى بفعل عقود طويلة من التجاهل العربي والإقليمي لها.

وقال المصدر إن الشعب الصومالي من حقه رؤية أمين عام الجامعة العربية في شوارع جوهر، كما فعل سابقا في شوارع بغداد، موضحا أن هناك العشرات من المسؤولين الأوروبيين والدوليين قاموا بزيارة مقر الحكومة الانتقالية في جوهر، بينما موسى لا يزال بعيدا عن هذه الصورة.

ومع أن نفس المصدر أبدى تفهما لانشغال موسى والجامعة العربية في ملفات عربية حساسة ومهمة فيما يتعلق بالعراق والسودان وسورية، إلا انه قال في المقابل ان الملف الصومالي يجب أن يحتل أولوية لدى الأجندة السياسة لموسى خلال المرحلة المقبلة.

وكشف النقاب عن أن الحكومة الصومالية لديها بعض المآخذ على تصرفات موسى حيال ملف الأزمة الصومالية، مشيرا إلى أنه على الرغم من قيام الجزائر بتسديد مبلغ مليوني دولار أميركي، هي حصتها في صندوق دعم الصومال، الذي قررته القمة العربية السابعة عشرة التي عقدت خلال مارس (آذار) الماضي في الجزائر، إلا أن موسى قام بتحويل مبلغ مليون دولار فقط لصالح حساب الحكومة الصومالية.

وتساءل المصدر عن مبررات اقتطاع المليون الأخرى وعدم إرسالها إلى الحكومة التي تواجه أزمة مالية لا تخفى على أحد وتحتاج إلى سيولة مالية مستمرة لاستكمال بناء مختلف مؤسسات الدولة الصومالية.

وعلمت «الشرق الأوسط»، أنه على الرغم من أن عبد الله حسن، سفير الصومال في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، قد طلب ثلاث مرات متتالية بشكل رسمي عقد اجتماع عاجل مع موسى بمقر الجامعة العربية في القاهرة، إلا أنه لم يتلق ردا إيجابيا على طلبه.

وقال المصدر الصومالي، تعليقا على هذا، انه بينما يمكن لأي سفير أو مندوب عربي لقاء موسى حتى بدون الحاجة إلى موعد سابق، يتعذر على سفير الصومال وممثله لدى الجامعة العربية لقاء موسى لمفاتحته في موضوع يتعلق أساسا بالصومال.

إلى ذلك، يخطط رئيس الوزراء الصومالي، على محمد جيدي، لزيارة عمل مكثفة سيقوم بها في الثاني عشر من الشهر الجاري إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل لإلقاء خطاب أمام الاتحاد الأوروبي، وعقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من رؤساء حكومات ودول المجموعة الأوروبية، بهدف اطلاعهم على خطورة استمرار الأوضاع الراهنة في الصومال والمطالبة بتقديم كافة أنواع الدعم المالي والسياسي لحكومته.

واعتبر جيدي أن هذه الزيارة قد تحسم بصورة نهائية ما إذا كان سيتعين على حكومته المراهنة على دور ما للاتحاد الأوروبي في عملية إعادة بناء الصومال وإصلاح البنية الأساسية التي دمرتها الحرب الأهلية التي اندلعت عقب سقوط نظام حكم الرئيس المخلوع محمد سياد بري عام 1991. وقال إن بلاده المنهكة والفقيرة تحتاج إلى خطة مارشال جديدة حتى تتمكن من العودة مجددا إلى المجتمع الدولي، والقيام بدورها في حماية الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.