الاتحاد الأوروبي يعين مبعوثا خاصا لكوسوفو ويعلن غدا موعد بدء المفاوضات مع البوسنة

تجاذب روسي أميركي حول الوضع النهائي لكوسوفو

TT

قرر الاتحاد الاوروبي تعيين مبعوث خاص إلى كوسوفو، ويتوقع أن تتم تسميته غدا أثناء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل، كما سيعلن الاتحاد في الاجتماع ذاته عن موعد مباحثات الاستقرار والتقارب مع البوسنة، في وقت انضم فيه الامين العام السابق لحلف شمال الأطلسي ويسلي كلارك للاصوات الدولية المنادية بتجاوز اتفاقية دايتون، في الذكرى العاشرة لتوقيعها، وسط تجاذبات أميركية روسية حول مستقبل كوسوفو.

ويتوقع أن تتم تسمية ستيفن ليني معاون خافيير سولانا المنسق الاوروبي الاعلى للشؤون الأمنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي لقضايا البلقان، مبعوثا خاصا للاتحاد الاوروبي إلى كوسوفو إلى جانب الرئيس الفنلندي الاسبق مارتي اهتساري المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان.

وقالت المصادر الاوروبية في بروكسل أمس ان ليني سيكون مساعدا لاهتساري في مهمته الجديدة بكوسوفو. وذكرت تلك المصادر أن «ليني يحظى بثقة خافيير سولانا». وتأتي تسمية ليني لمنصب المبعوث الاوروبي الخاص إلى كوسوفو، تمهيدا لتولي الاتحاد الاوروبي الاشراف على الاوضاع في كوسوفو خلفا للامم المتحدة، في وقت لاحق، وذلك في إطار مساعي الاتحاد لضم دول البلقان إلى الاسرة الاوروبية حفاظا على الأمن والاستقرار في أوروبا، وهو ما أشار إليه الامين العام لحلف شمال الأطلسي جاب دي هوب شيفر عدة مرات، آخرها تصريحاته في فيينا أول من أمس.

وقد أكد هذا المعنى مارتي اهتساري، وقال إن تلك المساعي «تشمل صربيا وكوسوفو»، وهو ما سيعالجه وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماعهم غدا. وكان الاتحاد الاوروبي قد رحب في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالتقدم الحاصل في البوسنة على صعيد الاصلاحات المطلوبة وعلى رأسها توحيد الشرطة، وتخفيض مسيرة الدمج من خمس إلى ثلاث سنوات فقط. وتعد قضية توحيد الشرطة من أهم شروط الاتحاد لبدء محادثات الاستقرار والتقارب مع الاتحاد الاوروبي.

ويعتقد أن هناك شروطا أخرى لبدء محادثات الانضمام، ومنها تغيير الدستور وانتخاب رئيس واحد للبلاد وحل عشرات الحكومات الكنتونية والبرلمانات التابعة لها، ثم حل الكيانان الصربي والفيدرالي لحساب دولة موحدة بحكومة مركزية ومؤسسات خاضعة للمعايير الاوروبية فقط. وفي هذا السياق انضم الامين العام السابق لحلف شمال الاطلسي ويسلي كلارك إلى عشرات الشخصيات الدولية الكبرى الداعية إلى تجاوز اتفاقية دايتون، ومنهم المبعوث الدولي إلى البوسنة بادي آشداون، والمبعوثان السابقان فولفغانغ بيتريتش وكارل بلت، إضافة لمساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الخارجية نيكولاس بيرنس، ومهندس اتفاقية دايتون ريتشارد هلبروك، ووزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين أولبرايت، والذين يلقون آذانا صاغية داخل الاتحاد الاوروبي والبيت الابيض.

وقال كلارك في قاعدة أميركية قرب دايتون «اتفاقية دايتون لم تحل كل المشاكل العالقة في البوسنة، لكن الحرب لن تعود إليها»، وتابع «الوضع الاقتصادي صعب، والاتفاقية شملت على ثغرات سياسية يجب سدها، وقد حان الوقت للشعب البوسني أن يتجاوز اتفاقية دايتون من أجل مستقبل أفضل داخل الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي».