مؤتمر دولي في باريس لإعادة تأهيل الأهوار في جنوب العراق

الوفد العراقي يدعو إلى برنامج يركز على إصلاح البنى التحتية لتأمين عودة السكان

TT

باريس ـ ا.ف.ب: بعد عامين من اطلاق برنامج اعادة تأهيل الاهوار في جنوب العراق برعاية الامم المتحدة، اصبحت الاولوية لتسهيل عودة السكان، عبر اصلاح البنى التحتية الى هذه المنطقة.

وقال برنامج الامم المتحدة للبيئة، الذي اختتم امس في العاصمة الفرنسية باريس مؤتمره الدولي الرابع للجهات المانحة، ان المياه عادت الى حوالى 40% من مساحة الاهوار.

وكان نظام الرئيس صدام حسين قد قام بتجفيف 90% من مياه الاهوار، اثناء الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضده بعد حرب الخليج الثانية مطلع عام 1991، مما دفع السكان الذين حرموا من مواردهم الى الرحيل.

واكد وزير الموارد المائية العراقي لطيف رشيد، ان حوالى سبعين الف شخص كانوا قد لجأوا الى مدن عراقية او ايران، عادوا الى منطقتهم، لكنه اوضح انه «من المستحيل تشجيع سكان آخرين على العودة، لاننا لا نملك بنى تحتية نقدمها لهم، اذ ليست هناك طرق ولا مياه ولا كهرباء ولا خدمات صحية».

من جهتها، قالت نسرين برواري، وزيرة الاشغال العامة والبلديات، «ما ننتظره من هذا الاجتماع هو تحديد الاولويات. فبعد اعادة تأهيل الاهوار حان الوقت لاحياء المنطقة واعادة السكان اليها».

واكد برنامج الامم المتحدة للبيئة اول من امس، ان الجهود تتركز الآن على الحصول على المياه ونقلها ومعالجتها، الى جانب البنى التحتية الصحية.

وبدأت اشغال اصلاح البنى التحتية المائية الاساسية في ست مناطق في محافظات ذي قار والبصرة وميسان. وهي تتعلق خصوصا باعادة حقول القصب التي تعمل كاداة تنقية طبيعية للمياه.

وقام النظام العراقي السابق بعمليات تجفيف كبيرة وبنى ثلاثين سدا على نهري دجلة والفرات، ودمر الاماكن التي ينبت فيها القصب مما ادى الى انخفاض مساحة الاهوار من 9000 كلم مربع في السبعينات الى 760 كلم مربع، عند سقوط النظام العراقي عام 2003. وتعرضت منطقة الاهوار لكارثة بيئية وانسانية حقيقة لهذا السبب.

وقال برنامج الامم المتحدة للبيئة، ان هذا المكان الفريد في التراث البشري الذي يشكل محمية غنية بالتنوع الحيوي، ما زال ينطوي على مشاكل تتعلق بالتلوث بالمبيدات وملوحة الارض والتربة، مع ان المياه عادت الى جزء منها. وستستمر عملية اعادة تأهيل الاهوار سنوات، لكن عودتها الى حالتها الاولى غير ممكنة قبل خمسين او ستين سنة.

وقال رشيد «نتقاسم مواردنا المالية الرئيسية مع جاراتنا (سورية وتركيا وايران). ومع تطور الزراعة والمشاريع المائية لم يعد لدينا الكميات نفسها من المياه، مما يؤثر سلبا على الاهوار».

وقال احسان طالب صالح، محافظ ذي قار، الذي شارك في مؤتمر باريس ايضا، ان 10% من سكان الاهوار في منطقته عادوا. واضاف انهم «ارادوا العودة، لكن ذلك غير ممكن، وصيد السمك لم يستأنف فعليا». ورأى ان «تحسين الوضع يحتاج الى خمس سنوات اخرى». وقالت مونيك باربو، مديرة قسم التكنولوجيا في برنامج الامم المتحدة للبيئة، ان برنامج اعادة تأهيل الاهوار تموله اليابان بـ11 مليون دولار ونفذه على الارض حوالي 250 خبيرا عراقيا، تم تأهيلهم في الخارج من قبل برنامج الامم المتحدة للبيئة.