أستراليا تعلن إحباط هجوم إرهابي كبير وتعتقل 17 وتوجه تهما إلى ناشط من أصل جزائري

TT

سيدني ـ وكالات الأنباء: أعلنت الشرطة الاسترالية أمس، أنها أحبطت «هجوما إرهابيا واسع النطاق» ووجهت اتهامات إلى رجل دين إسلامي متشدد بقيادة مجموعة إرهابية اثر مداهمات جرح فيها ناشط واعتقل 17 آخرون. وشارك في المداهمات أكثر من 450 من عناصر الأمن المجهزين بأسلحة بدعم من مروحيات. وهي تأتي بعد اقل من أسبوع على إعلان رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد أن لديه معلومات موثوقة تشير إلى التخطيط لهجوم.

وقال المدعون انه تم ضبط مواد كيميائية خلال المداهمات، مشابهة لتلك التي استخدمت في تفجيرات لندن. وأضافوا ان المشتبه فيهم ملتزمون بـ«الجهاد» وكانوا يحضرون لقتل استراليين، وناقشوا إمكانية القيام بتفجيرات انتحارية. وقال كين موروني مسؤول الشرطة في نيو ساوث ويلز: «إنني مرتاح لأننا عرقلنا ما أعتبره المراحل النهائية لهجوم ارهابي واسع النطاق أو شن هجوم إرهابي في استراليا». واعتقلت الشرطة سبعة أشخاص في سيدني وتسعة في ملبورن لدى مداهمة أكثر من عشرين منزلا في اكبر عملية لمكافحة الإرهاب في البلاد بعد تحقيق استمر 16 شهرا. وأعلنت الشرطة ان مشتبها فيه آخر في سيدني أصيب بشكل خطير بطلق ناري في عنقه حين أطلق النار على الشرطة التي أمرته بالتوقف لدى مروره في احد الأحياء. وبين المعتقلين في ملبورن رجل الدين الجزائري الأصل، عبد الناصر بن بريقة (المعروف أيضا باسم أبو بكر)، والذي يقول المدعون، انه كان زعيم مجموعتي سيدني وملبورن «الملتزمتين بقضية الجهاد». ووجهت إلى رجل الدين البالغ من العمر 45 عاما، تهم بقيادة أنشطة «منظمة إرهابية»، فيما وجهت إلى المشتبه فيهم في ملبورن اتهامات بالانتماء إلى المنظمة. وكانت السلطات الاسترالية تراقب أبو بكر منذ فترة طويلة كما احتل العناوين الرئيسية للصحف في أغسطس (آب) الماضي بعد أن أشاد بزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، معتبراً انه «رجل عظيم».

ويقول المدعون ان احد الرجال الموقوفين بحث إمكانية أن يصبح انتحاريا لأنه يريد الثأر من «الكفار» في الحرب على العراق الذي أرسلت إليه استراليا قوات. واتهم المشتبه فيهم في سيدني بالتحضير لصنع متفجرات استعدادا لشن عمل إرهابي. وكل المتهمين في المدينتين لم يسمح بإطلاق سراحهم بكفالة.

ولم تعط السلطات تفاصيل حول الأهداف التي اختارتها المجموعة، لكنها أوضحت انه في الأشهر الماضية قام مشتبه فيهم بمراقبة مقر الأوبرا في سيدني وهاربور بريدج ومحطات قطارات والبورصة في ملبورن. وقالت كريستين نيكسون مسؤولة الشرطة في ولاية فيكتوريا، إن المخطط المفترض لا يشمل ألعاب الكومنولث المقرر أن تنعقد في مارس (آذار) المقبل بملبورن وتفتتحها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية.

وأوضح مسؤول الشرطة في نيو ساوث ويلز، أن التحقيقات حول شركاء الموقوفين مستمرة، فيما أعلنت الشرطة الفيدرالية أنها تدقق في أجهزة كومبيوتر صودرت خلال المداهمات بحثا عن أي أدلة تشير الى روابط مع مجموعات ناشطة دولية.

وتأتي هذه الاعتقالات بعد أيام على اعتماد الحكومة تعديلا طارئا على قوانين مكافحة الإرهاب لتسهيل الأمور على الشرطة للادعاء على مشتبه فيهم متورطين في المراحل الأولى للتخطيط لهجمات. وتم اعتماد التعديل ردا على تحذير هاورد من تهديد بهجوم، لكن منتقديه قالوا إن هدفه كان صرف الانتباه عن المشاكل السياسية التي تواجهها حكومته المحافظة. وقد أرسل هاورد، الحليف المقرب من الرئيس الاميركي جورج بوش، قوات للمساهمة في اجتياح كل من أفغانستان والعراق، لكنه أعلن أمس انه لن يستغل المسائل الأمنية لغايات سياسية خاصة. وقال للصحافيين: «حين يتعلق الأمر بأمن الشعب الاسترالي وأمن هذه البلاد، من غير الوارد القيام بتلاعب سياسي». ولم تتعرض استراليا لهجوم على أراضيها في السنوات الماضية، لكن تم استهداف مصالح استرالية في أماكن أخرى. فقد فجر انتحاري نفسه أمام السفارة الاسترالية في جاكارتا السنة الماضية، كما قتل عشرات الاستراليين في تفجيرات وقعت في جزيرة بالي الاندونيسية عام 2002 وفي وقت سابق هذه السنة.