الانتخابات المصرية تنطلق اليوم بمعركة عنيفة بين «الوطنيْ» و«الإخوان» والمعارضة في 8 محافظات

نائب المرشد يتوقع حصول الجماعة على 12 مقعدا في الجولة الأولى ولا يستبعد حدوث تزوير

TT

تنطلق في مصر اليوم المرحلة الأولى من المراحل الثلاث التي ستجرى في سياقها الانتخابات البرلمانية التي يعتبرها المراقبون الأعنف والأقوى في تاريخ مصر السياسي في ظل المنافسة الشرسة التي يواجهها الحزب الوطني الحاكم من جانب المعارضة والمستقلين والمنشقين عنه إضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة التي تسعى للحصول على أكبر تمثيل برلماني في تاريخها السياسي.

ويخوض الانتخابات اليوم أكثر من 1600 مرشح يتنافسون على 164 مقعداً برلمانياً في 82 دائرة انتخابية في ثماني محافظات هي القاهرة والجيزة والمنوفية وبني سويف والمنيا وأسيوط ومرسى مطروح والوادي الجديد.

وأمام كثرة المرشحين تسود توقعات متزايدة بدخول الكثير من دوائر هذه المرحلة إلى جولة الإعادة التي ستجرى بعد أسبوع واحد، في ظل مخاوف من تفتيت الأصوات، فيما يحاول الحزب الوطني الحصول على المقاعد من الجولة الأولى خوفاً من تجبيه صفوف المعارضة والمستقلين ضده في جولة الإعادة، كما يسعى الإخوان لنفس الغرض اعتماداً على كتلتهم التصويتية، حيث يضمن مرشحو الإخوان جميع أصوات المنتمين للجماعة والمتعاطفين معهم، بينما يعتمد المرشحون الآخرون على أسمائهم في دوائرهم.

وفيما تسعى قوى المعارضة الموحدة في الجبهة الوطنية للتغيير إلى تحقيق تقدم ملحوظ في هذه الجولة التي يخوضها نحو 90 مرشحاً عن الجبهة تسود توقعات بأن جولة المرحلة الأولى التي تم تعديل محافظاتها بإضافة محافظات مثل القاهرة والجيزة في هذه المرحلة بعد أن كان يتم تأخيرها إلى المرحلة الثالثة.

وتوقع النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان الدكتور محمد حبيب أن يحصل الإخوان على ما بين 12 إلى 13 مقعداً في المرحلة الأولى للانتخابات من بين نحو 50 إخوانياً يخوضون هذه المعركة.

وفيما اعترف حبيب بأن الأجواء الانتخابية هذه المرة تعد أفضل من المرات السابقة إلا أنه لم يستبعد حدوث عمليات تزوير لصالح الحزب الوطني الحاكم في بعض الدوائر.

وأضاف حبيب أنه لا توجد حتى الآن احتكاكات خشنة ولكن هناك مخالفة في كشوف الناخبين حيث تم تسليم نسختين مختلفتين إحداهما للجنة المشرفة على الانتخابات والأخرى لمعظم المرشحين، وهذا أمر سوف يسفر عن عمليات قد تؤدي إلى تصويت مكرر لبعض الأسماء.

وتوقع حبيب أن تشهد الجولتان الثانية والثالثة للانتخابات معارك أكثر سخونة لوجود مرشحين أقوياء في هذه المرحلة، لافتاً إلى أن الحزب الحاكم حاول وضع محافظات مهمة مثل القاهرة والجيزة في هذه المرحلة رغم أنها لم تكن في السابق في هذه المرحلة لاعتقاد من جانبه بأنه يحظى فيها بشعبية أكثر، مؤكداً أن نتائج المرحلة سيكون لها معيار مهم وحاسم في مدى نزاهة المراحل القادمة وذلك وفق ما سيحصل عليه الحزب الحاكم من مقاعد.

وتوقع حبيب أن تحصل المعارضة والإخوان على نحو 110 مقاعد خلال المراحل الانتخابية الثلاث، مؤكداً أن الجماعة تنظر وتتابع بحالة من الترقب جولة اليوم.

ومن جانبه نفى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان أن يكون لسياسة تغيير وضع بعض المحافظات في مراحل الانتخابات المختلفة تأثير مهم، وقال إن الحزب الوطني لم يحقق إنجازاً ملموساً في معظم هذه الدوائر في الانتخابات السابقة، لافتاً إلى أن هناك محافظات يعتبرها الوطني محافظات أمان بالنسبة له في المرحلة الثانية أبرزها محافظات قنا وسوهاج التي تسيطر عليها العصبيات القبلية التي ترتبط بمصالح مشتركة مع الحزب الحاكم.

وتوقع رشوان ألا يحقق الحزب الوطني نتائج كبيرة في محافظات القاهرة والجيزة لوجود منافسة كبيرة فيها مع مرشحي الإخوان وجبهة التغيير، مشيراً إلى وجود صعوبة لقيام الحكومة بعمليات تزوير واسعة في هذه الانتخابات وخلال مراحلها الثلاث.

من جانبه أضاف أيمن نور سخونة على الأحداث عندما اعتصم وسط ألفين من أنصاره أمام قسم الموسكي احتجاجاً على قيام أحد الضباط بالتعدي على زوجته جميلة إسماعيل في أعقاب مؤتمر حاشد عقده نور بدائرته في باب الشعرية وحال الأمن دون أن يتحول إلى معركة بينه وبين أنصار منافسه من الحزب الوطني يحيي وهدان.

وتشهد المرحلة الأولى للانتخابات مواجهة عنيفة في عدد من الدوائر في بعض المحافظات، فيما يبدو الأمر محسوماً في عدد آخر من الدوائر لصالح الحزب الحاكم خاصة الدوائر الخالية من وجود الإخوان والمعارضة، ويأتي على رأس هذه الدوائر دائرة قصر النيل بالقاهرة التي يخوض فيها أبرز قيادات الحزب الوطني وعضو أمانة السياسات حسام بدراوي المواجهة مع مرشح الإخوان الدكتور جمال عبد السلام والمرشح المستقل هشام مصطفى خليل نجل رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور مصطفى خليل، على مقعد الفئات، فيما تحتدم المواجهة في الدائرة نفسها على مقعد العمال بين مرشح الوطني عبد العزيز مصطفى ومرشحة الجبهة الوطنية فتحية العسال ومرشح الإخوان سيد عبد الفتاح، وأيضاً دائرة المعهد الفني التي يخوض فيها وزير التجارة الخارجية يوسف بطرس غالي مواجهة عنيفة على مقعد الفئات مع مرشح حزب الغد مدحت عبد الهادي الذي يتمتع بشعبية كبيرة، إضافة إلى أمين اسكندر مرشح الجبهة الوطنية، ودائرة مدينة نصر التي تخوض فيها مرشحة الإخوان الوحيدة في الانتخابات الدكتورة مكارم البري مواجهة عنيفة مع مرشح الوطني رجل الأعمال مصطفى السلاب، ومرشح الوفد مصطفى مدبولي على مقعد الفئات، في وقت يحتدم فيه الصراع على مقعد العمال بين مرشح الإخوان عصام مختار ومرشحة الوطني ثريا لبنة ومرشح الجبهة محمد خضري.

وتعد دائرة السيدة زينب من أعنف الدوائر حيث يخوض فيها رئيس البرلمان الدكتور فتحي سرور منافسة شرسة بين أمين منصور صهر وزير مجلس الشعب كمال الشاذلي ومرشح حزب الغد المستشار مرسي الشيخ، فيما فضل الإخوان اقتصار المنافسة على مقعد العمال في هذه الدائرة عبر مواجهة مع عادل حامد مصطفى مرشح الإخوان ومرشح الوطني عبد الفتاح علي حسن.

وتشهد دائرة الجمالية بالقاهرة مواجهة مهمة بين وزير الإسكان محمد إبراهيم سليمان، ومرشح الجبهة محمد عبد الحفيظ، وكذلك دائرة البساتين والمعادي التي تشهد مواجهة مع زعيم الأغلبية في الحزب الحاكم حسين مجاور ورفيقه على مقعد الفئات محمد حسين مرشدي، في مواجهة مرشح الإخوان محمد منصور وعبده سعيد.

وتبقى منافسة شرسة في دائرة باب الشعرية بالقاهرة التي يخوض فيها رئيس حزب الغد أيمن نور مواجهة عنيفة مع مرشح الوطني يحيي وهدان.

وتشهد محافظة الجيزة مواجهة عنيفة في دائرة الدقي بين مرشحة الوطني آمال عثمان ومرشح الإخوان حازم أبوإسماعيل، وكذلك في بولاق الدكرور بين مرشح الوفد منتصر الزيات ومرشح الإخوان جمال العشري ومرشح الجبهة كمال أبوعيطة ومرشح الوطني احمد سميح درويش. وفيما توجد دوائر محسومة لصالح الوطني في القاهرة أبرزها دائرة الزيتون لصالح زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وفي دائرة الباجور بالمنوفية لصالح كمال الشاذلي وزير شؤون مجلس الشعب، يخوض الإخوان معارك شرسة ضد الوطني في المنوفية في دوائر اسطنها وأشمون والشهداء وتلا وشما.

وفي دائرة التبين في حلوان جنوب القاهرة يقدم الصحافي مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة «الأسبوع» المستقلة والمرشح على مقعد الفئات بشكوى إلى لجنة الانتخابات البرلمانية ضد تعيين المستشار أسامة يوسف عز الدين رئيساً للجنة العامة للانتخابات في الدائرة لكونه أصدر سابقاً ضده حكماً بغرامة مالية قدرها عشرة آلاف جنيه في عام 1996 في القضية التي أقامها منافسه السابق على الدائرة نفسها الدكتور محمد محجوب وزير الأوقاف السابق فضلا عن أن المستشار أسامة يوسف عز الدين من سكان نفس الدائرة وعلى علاقة معروفة مع العديد من المرشحين.