السلطات المصرية تطلق اثنين من قيادات الجماعة الإسلامية أحدهما الرجل الثاني ناجح إبراهيم

TT

بعد أكثر من عامين من إطلاق أمير الجماعة الإسلامية في مصر كرم زهدي، علمت «الشرق الأوسط» أن السلطات المصرية أطلقت، قبل أيام، اثنين من أبرز قيادات الجماعة الإسلامية داخل السجون، أحدهما الرجل الثاني في الجماعة ومنظرها ناجح إبراهيم، الذي أشرف خلال الأعوام الماضية على كتب المراجعات الفكرية التي أصدرتها الجماعة، والقيادي فؤاد الدواليبي، عضو مجلس شورى الجماعة.

وناجح إبراهيم، وهو طبيب، قضى حكماً بالمؤبد في قضية أحداث أسيوط، التي أعقبت اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات، وهو أحد مؤسسي الجماعة في الصعيد، ويعد منظر الجماعة الأول وكان أحد الموقعين على مبادرة وقف العنف عام 1997، ثم المشاركة في كتب المراجعات الفكرية، التي أصدرتها الجماعة قبل نحو 4 سنوات، ثم اتبعتها بعدة كتب أخرى كان إبراهيم واضع مناهجها.

أما فؤاد الدواليبي فيعد من أقوى رجال الجماعة، وكان أحد أوائل القيادات الذين وقعوا على مبادرة وقف العنف وقضى حكماً 12 عاماً في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وقد سبق للسلطات المصرية وبعد حوارات مطولة وتراجع عن أفكار العنف مع قيادات الجماعة، إطلاق عدد من أبرز أعضاء مجلس شورى الجماعة هم: كرم زهدي، وحمدي عبد الرحمن، وأسامة حافظ، ومحمود شعيب.

وعلى الرغم من ترحيب الأوساط الأصولية في مصر بأنباء إطلاق إبراهيم والدواليبي، إلا أن نزار غراب محامي زعيم تنظيم الجهاد السابق عبود الزمر وابن عمه طارق الزمر، بادر بتقديم شكوى إلى وزير العدل المستشار محمود أبو الليل، رئيس مجلس القضاء الأعلى ضد النائب العام المصري، لاستخدامه معايير مزدوجة في العدالة لعدم إطلاق عبود وطارق، رغم صدور حكم نهائي لصالح الأخير بالإفراج عنه ولم يتم تنفيذه. وقال غراب، إن عبود الزمر صادر ضده حكم بالمؤبد، والمحكمة أكدت أن الحكم يستغرق كل حياته، رغم أنها أفرجت عن ناجح إبراهيم، الذي صدر ضده حكم مشابه بالمؤبد وهذا ازدواج في المعايير، والقانون يستخدم للقهر السياسي ويبدو أن العدالة لها أكثر من وجه رغم أن العقوبة واحدة. وأوضح أن الدواليبي صدر ضده حكم بـ15 سنة من محكمة عسكرية ومؤيد من محكمة الجنايات، وتم إطلاقه بعد أن اسقط الحكم العسكري ضده، بينما طارق الزمر حصل على حكم بإطلاقه في أحكام تضم 22 عاماً وهو ما يمثل مفارقة واضحة.