«أعمال الشغب» و«إحراق السيارات» تمتد من فرنسا إلى بلجيكا وألمانيا

زعيم روسي يرى فيها مؤامرة أميركية لإضعاف أوروبا * برلين تدرس منح الأجانب إقامات دائمة * بروكسل: لا نخاف من انتقال العنف لأنه ليس بيننا «سركوزي»

TT

كما كان متوقعا، امتدت اعمال الشغب لتطال بعض الدول الاوروبية ومن بينها المانيا وبلجيكا رغم أن الأخيرة تؤمن بالمثل القائل «إذا أمطرت السماء في باريس فان ذلك لا يعني بالضرورة ان تمطر في بروكسل». لكنها امطرت واحرق المشاغبون 5 سيارات ليرتفع عددها الى 10 منذ يوم اول من امس. لكن مسؤولين بلجيكيين قللوا من شأنها وقالوا إنها «تقليد» للأحداث التي تشهدها فرنسا.

أما في المانيا فقد حصد الأجانب فيها «فوائد» باعلان برلين انها تدرس منح الأجانب الذين وفدوا اليها قبل عام 1999 إقامات دائمة. وتحدثت السلطات البلجيكية عن حوادث احراق محدودة في بلدة سينت نيكلاس ومدينة ليج بشرق بلجيكا. وهون المسؤولن من اهمية تلك الحوادث. وقال المتحدث باسم ادارة الاطفاء في بروكسل "لم تحدث أعمال شغب. كلها حوادث منعزلة. من أضرم النار في السيارات تأثر بالصور التي ينقلها التلفزيون عما يحدث في فرنسا".

وتحسبا لامتداد اعمال العنف من فرنسا الى بلجيكا كثفت السلطات البلجيكية دوريات الشرطة المحلية في الشوارع ووسائل النقل العام كما زادت من حواراتها مع زعماء المجتمعات المهاجرة. ويوجد في بلجيكا مثل فرنسا عدد كبير من المهاجرين من بينهم عدد كبير من أصول مغربية وعدد كبير من الشبان العاطلين لكن بلجيكا والتي لا تطبق بدرجة كبيرة الحكم المركزي تتبنى اسلوبا متعدد الثقافات لدمج المهاجرين في المجتمع وتحترم الحساسيات العرقية والطائفية.

وقال فيليب موريو رئيس بلدية حي مولنبيك في بروكسل الذي تقطنه اعداد كبيرة من المهاجرين "موقفنا لا يمكن مقارنته مع فرنسا.. ليس لدينا وزير داخلية مثل (نيكولا) سركوزي الذي يستفز مثيري الشغب" مشيرا الى وزير الداخلية الفرنسي. واستطرد "لن نقدم على شئ يمكن ان يعتبر استفزازيا".

وفي خطوة لايمكن فصلها عن الاضطرابات الجارية في المدن الفرنسية، وتجاوبا مع المطالب السياسية الداعية لتحسين عملية دمج الأجانب في المجتمع الألماني، أعلن وزير داخلية ولاية الراين الشمالي فيستفاليا (20 مليونا) عن خطة لمنح الأجانب الذين وفدوا إلى ألمانيا قبل 1999 حق الإقامة الدائمية.

وذكر الوزير انغو فولف، من الحزب الديمقراطي الحر، انه سيطرح خطته هذه على اجتماع وزراء داخلية الولايات المقرر عقده مطلع ديسمبر المقبل. وتدعو الخطة إلى منح اللاجئين، الذين رفضت طلبات لجوئهم، والأجانب الذين يتعذر ترحيلهم حتى الآن، الإقامة الدائمية إذا كانوا قد دخلوا ألمانيا قبل عام 1999. وتشترط الخطة أن يكون المتقدم قد عمل وسدد الضرائب في ألمانيا لمدة سنتين في الأقل. وبرر فولف خطته، التي تقع في 5 صفحات، بمحاولة تحسين دمج الأجانب الذين يعيشون في ألمانيا منذ 6 سنوات أو اكثر.

وكان سياسيون من مختلف الأحزاب الألمانية حذروا من امتداد أعمال العنف من فرنسا إلى ألمانيا. وفسر العديد منهم أعمال العنف في فرنسا بضعف اندماج الأجانب في المجتمع، وانعدام فرص العمل أمامهم، ووجود «مجتمعين متوازيين» في مجتمع واحد. وشهدت مدن برلين وبريمن وكولون أعمال حرق سيارات خلال الليلتين الفائتتين لم تستبعد الشرطة احتمال أن تكون امتدادا لأعمال الشغب في فرنسا.

اما في موسكو فان الزعيم القومي الروسي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي يرى ان اعمال العنف التي تشهدها ضواحي المدن الفرنسية هي مؤامرة حاكتها اجهزة الاستخبارات الاميركية.

وقال جيرينوفسكي لإذاعة «صدى موسكو» ان وراء الاحداث التي تهز فرنسا نجد «خليطا متفجرا» يتألف من «رغبة الاستخبارات الاميركية في اضعاف اوروبا» و«ظروفا ملائمة للمهاجرين».