الأمير تركي الفيصل: « القاعدة» لن تكون أبدا ممثلة للإسلام .. والانتحاريون شواذ لا يمثلوننا

أبلغ المؤتمر الـ 59 لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن أن 90 من الأمن السعودي ضحوا بحياتهم خلال الملاحقات

TT

دعا الأمير تركي الفيصل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة إلى زيادة التعاون الدولي لمكافحة التطرف والإرهاب على مستوى العالم.

جاء ذلك في كلمة له ألقاها في جلسة افتتاح المؤتمر التاسع والخمسين لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن الذي يعقد تحت شعار «الإرهاب والتطرف: تحديات وسوء فهم»، ودافع الأمير تركي الفيصل بقوة عن الموقف السعودي في مكافحة الإرهاب قائلا: «نحن عانينا من الإرهاب..لا ندعم الإرهابيين ولا نمولهم..إن هؤلاء الإرهابيين يقفون ضدنا بالدرجة نفسها التي يقفون فيها ضدكم»، وأضاف السفير السعودي في كلمته: «نعم كان هناك 15 مواطنا سعوديا من بين الإرهابيين الـ19 في هجمات سبتمبر، وهذه الحقيقة لا ننكرها بل نعتبرها ندبة في تاريخنا‏، وعبئا على مواطنينا سنظل نتعايش معه طوال حياتنا، وهي حقيقة يتم تذكيرنا بها باستمرار‏، ولكن أولئك الشواذ لا يمثلون السعوديين ولا الدين الإسلامي».

وقال الأمير تركي: «إن دعم السعوديين المزعوم للإرهاب لا يتجاوز دعم الإيطاليين أو الحكومة الإيطالية للألوية الحمراء»، أو كما قالت لجنة الحادي عشر من سبتمبر «لم نجد أي دليل على أن الحكومة السعودية كمؤسسة أو مسؤولين بارزين مولوا المنظمة».

وتابع قائلا «إن القاعدة والجماعات المماثلة لها هي من الجماعات الشريرة التي تحمل أجندة سياسية للإرهاب‏، وتعمل على نشر الخوف والدمار»، وشدد السفير السعودي على أن هذه الأفعال مدانة من قبل كل الأشخاص الاسوياء والحكومات‏، ويدينها الناس من مختلف الألوان والمذاهب من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.

وقال السفير السعودي في كلمته «إن هناك من يعتقد أن الحرب على القاعدة هي حرب بين الشرق والغرب أو بين المسيحية والإسلام، والبعض ينظر إليها على أنها صراع حضارات ونحن لسنا في صراع حضارات بل في حرب من أجل الحضارة، إنها حرب يخوضها محبو السلام بغض النظر عن ثقافتهم أو دينهم ضد قوى الظلام».

وشدد الأمير تركي الفيصل كذلك على أن حل مشكلة الشعب الفلسطيني والأزمة في العراق ومساعدة الشعب الأفغاني سوف تسحب البساط من قدرة القاعدة على استقطاب الأتباع. كما شدد الأمير تركي الفيصل على أن علماء الدين السعوديين منذ ما قبل هجمات سبتمبر شجبوا باستمرار وبشكل واضح وصريح الإرهاب بشكل عام والعمليات الانتحارية بشكل خاص. وقال إن التطرف لا يمثل إلا القلة أو مجموعة صغيرة انحرفت عقول أصحابها وتحولت لخدمة الشر. وأضاف أن القاعدة في محاولتها لربط أعمالها بالإسلام لا تختلف عن انتحاريي مدينة ويكو الأميركية من أتباع ديفيد كوريش الذين قتلوا 74 شخصا وهم يدعون أنهم مسيحيون، ولا يختلف كذلك عن غولدشتاين الذي قتل في مجزرة جماعية أكثر من 20 فلسطينيا أثناء أدائهم للصلاة في الخليل ويزعم أنه يهودي الديانة، ولا يختلفون كذلك عن المجموعة الانتحارية التي قتلت 56 في الهند بشكل جماعي باسم الهندوس وهي مجموعة في الحقيقة لا صلة لها بالهندوس. واكد الأمير تركي: «القاعدة ليست ولن تكون أبدا ممثلة للإسلام». وقال السفير السعودي إن المسلمين لهم كتابهم مثلما هم المسيحيون واليهود، والمسلمون يجلون إبراهيم وإسحاق وكل الأنبياء في العهدين القديم والجديد منذ زمن نوح عليه السلام إلى زمن عيسى عليه السلام‏. ودعا إلى قطع دابر شبكات الإرهاب لأن دولة واحدة لا تستطيع بمفردها أن تجتث هذه الشبكات، مؤكدا انها مهمة المجتمع الدولي، وقال إن السعودية ملتزمة بمحاربة آفة الإرهاب وإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أعلن أن المملكة لن تبدي أية رحمة تجاه من يقتل الأبرياء‏، وأنها ستحاربهم مهما طال أمد الحرب لإلحاق الهزيمة بهم.

وأكد الأمير تركي أن السعودية تحارب وستظل تحارب الإرهاب على كل المستويات، مشيرا الى استجواب آلاف المشتبهين في السعودية، واعتقال 800 مشتبه فيه، كما تم قتل أو إلقاء القبض على أكثر من 100 من المعروفين بأنهم إرهابيون. وقال إن ملاحقة الإرهابيين أسفرت عن مقتل 90 شخصا من رجال الأمن السعوديين حتى الآن وجرح أكثر من 150 شخصا أثناء قيامهم بواجبهم لتأمين المواطنين والمقيمين على حد سواء، وأضاف «إن هؤلاء الرجال الشجعان الذين ضحوا بأرواحهم سيظلون يحظون باحترامنا وتقديرنا لهم للأبد».