وزير التنمية الدولية البريطاني: الخرطوم نفذت بعض التزاماتها والمتمردون هم العقبة أمام السلام في دارفور

لندن لن تحث الرئيس الصيني على تقليص دعمه للخرطوم خلال زيارته الحالية

TT

قال وزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بين امس ان «المتمردين» هم العقبة الحقيقية على طريق نجاح العملية السياسية في دارفور وليست الحكومة التي كانت «مستعدة للتفاوض». ولفت الى ان الخرطوم قد حققت قدرا من التقدم لجهة تنفيذ التزاماتها الدولية. بيد انه حث الحكومة على «الكف عن عرقة حصول قوات الاتحاد الافريقي» على العتاد الذي تحتاجه. ومن جانبه نفى اللورد ديفيد تريسمان، وهو وزير الدولة للشؤون الخارجية المكلف ملف افريقيا، ان الحكومة البريطانية ستطالب الرئيس الصيني خلال زيارته الحالية للبلاد بتقليص دعمه الكبير للسودان في مجلس الامن. غير انه اكد ان الجانب الصيني يبدي مزيدا من الاستعداد لممارسة دور اكثر فعالية لجهة الضغط على الخرطوم. وجاء ذلك في افادتين قدمهما المسؤولان امس امام لجنة التنمية الدولية التابعة لمجلس العموم بلندن حول نزاع دارفور.

واشار بين الى ان الوضع الراهن في دارفور يدل على حصول قدر من التحسن لجهة انخفاض وتيرة العنف وعدم سقوط العديد من الضحايا، قياسا بما شهدته المنطقة قبل عام. غير انه اعتبر ان القتال الذي نشب قبل نحو اسبوعين كان بمثابة الاستثناء لهذه «الهدنة» المؤقتة، مشيرا الى بروز عنصر جديد وهو «ان المتمردين باتوا مسؤولين عن عدد اكبر من الهجمات». ولفت الى ان «غرب دارفور» قد عانى اكثر من اجزاء الاقليم الاخرى من هذا التوتر الاخير. ولم يستبعد ان يكون «ارتفاع وتيرة العنف بمثابة الاداة التي يستعملها المفاوضون (في أبوجا) لتعزيز مواقعهم الاسياسية».

ورأى بين ان «مواصلة الضغط» على الحكومة السودانية هي السبيل الصحيح لدفعها الى ابداء مزيد من التعاون. الا انه نوه بجهود الخرطوم لجهة «تنفيذ معظم النقاط الخمس التي ابلغها رئيس الوزراء (توني بلير) للرئيس عمر البشير العام الماضي. وساق «كف (الخرطوم) عن استعمال الطائرات العسكرية» ضد المتمردين مثالا على النتائج التي تحققت من خلال ضغوط المجموعة الدولية. الا انه لفت الى «وجود حادثة واحدة استعملت فيها الطائرات العسكرية، قيد التحقيق حاليا» وذلك خلال الاشهر الاخيرة.

كما تحدث وزير التنمية الدولية في هذا السياق عن اهمية تسمية مسؤولين سودانيين كأشخاص تورطوا في انتهاكات خلال نزاع دارفور»، وذلك بهدف تقديمهم للمحاكمة امام المحكمة الجنائية الدولية. وذكر انه سمع خلال زيارته الاخيرة للسودان ان «400 شخص يعتقدون ان اسماءهم على اللائحة» التي « لا تضم في الحقيقة سوى 51 اسما تجري التحقيقات حاليا حول التهم الموجهة لها».

واخذ بين على المتمردين الانقسامات العميقة التي يعانون منها. وقال انهم «منقسمون والفوضى تطغى عليهم». وأضاف «لنكن صريحين، لن يستطيعوا القيام بالكثير ما لم يوحدوا كلمتهم». وتحدث عن جهود تقوم بها بريطانيا بغرض منع الانقسامات في صفوف المتمردين وخصوصا «جيش تحرير السودان» لا سيما ان هاذ التبعثر «يمثل مشكلة لنا» على صعيد دفع محادثات ابوجا للسلام الى الامام. واوضح ان من الصعب تحريك العملية السياسية اذا كان لمجموعة المتمردين الرئيسية زعيمان كل منهما يؤكد انه المسؤول.

من ناحيته، اثنى اللورد تريسمان على النائب الاول للرئيس سيلفا كير الذي التقاه قبل اسابيع حين قام بزيارة رسمية للسودان. وقال وزير الدولة ان «موت (جون) قرنق كان صدمة هائلة، بيد ان سيلفا كير باشر مهامه بفعالية عظيمة».