بين الأحزاب والميليشيات وعناصر الحكومة.. العراقيون لا يعرفون من يحكمهم

TT

فوجئت وانا استمع لرأي شرطي المرور في منطقة بغداد الجديدة وهو يقول لي «نحن لا نعترف بكتاب مجلس الوزراء المهم عندنا كتاب من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ليصرح لكم بالتجوال في بغداد بسيارتكم التي كانت تحمل ارقاما مخالفة للارقام التي كان مسموحا بها في ذلك اليوم».

لكن مفاجئتي سرعان ما تلاشت وانا اعبر منطقة حي الامين عندما شهدت معركة بين عناصر جيش المهدي وعدد من الاشخاص امام منزل في ذلك الحي والذي اقام حفلة عرس راقصة على انغام الموسيقى سرعان ما تحولت الى معركة بين الطرفين لان عناصر جيش المهدي كما تردد في المشاجرة لا يقبلون بتلك الاحتفالات الصاخبة.

وعلى سبيل المثال يقول اغلب المتقدمين للتعيين في دوائر الدولة ان هناك مطالبات لهم بتقديم كتاب من حزب الدعوة يثبت انتماءهم اليه او ان احد افراد عائلاتهم من المعدومين في فترة النظام السابق او ممن فصل احد افراد عائلاتهم بسبب هذا الانتماء ليكون الشخص المعني مرشحا قويا وان لم يحصل على اية شهادة تؤهله لهذا العمل. ويقول احد من عانى من هذا الامر ان اية دائرة رسمية يذهب لها تطالبه بكتاب من حزب الدعوة او أي حزب متنفذ ليشمله العطف في سرعة التعيين، وتساءل «ما الفرق بين السابق واللاحق..سابقا يطلبون الانتماء لحزب البعث واليوم حزب الدعوة ولا ندري غدا الى أي حزب يريدوننا ان ننتمي؟». وهناك حكاية اخرى نقلتها احدى الموظفات وهي ان سائقا ينتمي لمنظمة بدر يحكم الدائرة التي ينتسب اليها ويدخل على مديرها العام ويشتمه من دون وجل او خوف.

كل المسؤولين الذين التقيناهم برروا الامر بانه تصرف شخصي لا يمثل رأي احد في الحكومة، لكن السؤال يبقى: من يقوم بهذه الاعمال ومن هم الذين يوزعون استمارات حزب الدعوة او استمارات المفصولين السياسيين ومن وراء هذه الانتماءات التي تحكمها المصالح وليس الايمان بالمبدأ ؟