التحضيرات لجولة التحقيق الجديدة في اغتيال الحريري تؤشر إلى توقيفات تشمل سياسيين وأمنيين لبنانيين

TT

لم تسجل التحقيقات في قضية اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري اي جديد امس، لان اي تطور يبقى رهناً بتجاوب السلطات السورية مع طلب رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس باستجواب ستة من كبار الضباط في القيادة السورية وفي مقدمهم رئيس الاستخبارات العامة صهر الرئيس بشار الاسد، اللواء آصف شوكت، في مقر اللجنة في فندق مونتيفردي (شرق بيروت). الا ان التحضيرات القائمة على قدم وساق من قبل النائب العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا ومعاونيه والمحقق العدلي القاضي الياس عيد، من جهة، ولجنة التحقيق الدولية، من جهة ثانية، توحي ان الجولة المقبلة من التحقيق ستحمل الكثير من المفاجآت. وتؤكد مصادر لبنانية واسعة الاطلاع ان عمليات الاستدعاء للمشتبه بهم وتوقيفهم ستبدأ خلال اليومين المقبلين بحيث يتضاعف عدد الموقوفين من 11 موقوفاً حالياً الى ما يزيد على العشرين من اللبنانيين اعتباراً من نهاية الاسبوع الحالي او مطلع الاسبوع المقبل، بحيث يكتمل السيناريو في ما يتعلق بشقه اللبناني قبل نهاية الشهر الحالي.

وبحسب معلومات المصادر «سيكون في عداد الموقوفين الجدد شخصيات سياسية سابقة كانت تحظى بحماية سورية قبل انسحاب قواتها من لبنان. ومنها من شغل مناصب وزارية ونيابية، اضافة الى ضباط من رتب عالية معروفين بقربهم من الجنرالات الاربعة الموقوفين في اغتيال الحريري وموظفين في ادارات رسمية ومدنيين». اما في ما يتعلق بالشق السوري من التحقيقات، فقد تسلم القاضي ميليس بعد ظهر امس كتاب النائب العام في سورية القاضية غادة مراد، التي ترأس اللجنة القضائية السورية المستقلة المكلفة التحقيق في اغتيال الحريري، والذي تدعوه فيه الى زيارة دمشق وتوقيع بروتوكول تفاهم يرعى آلية استجواب السوريين المطلوبين للتحقيق الدولي.

وعلم من مصادر قريبة من ميليس ان الاخير «انكب على دراسة الرسالة السورية مع فريق عمله وانه لن يتأخر في الرد عليها». وقالت المصادر ان المحقق الدولي «يدقق في مدى ملاءمة هذا الطلب مع مهمته التي يضيق الوقت امامها. وهو لا يرى مانعاً من توقيع مثل هذا البروتوكول اذا كان يتوافق مع طلبه استجواب الضباط السوريين الستة إما في مقر اقامته في المونتيفردي او خارج لبنان وسورية وربما في قبرص نظراً الى قربها من لبنان وتسهيلاً لنقل شهود او موقوفين من بيروت الى لارنكا اذا اقتضى الامر اجراء مقابلات بينهم وبين الضباط السوريين. كما ان ميليس يفضل الاسراع في اعداد البروتوكول بواسطة موفدين من قبله الى دمشق قبل ان ينتقل هو للتوقيع عليه».

في المقابل، كشفت مصادر قضائية عن امكانية ان يصار اليوم الى استجواب بعض الموقوفين في جريمة اغتيال الحريري مجدداً تمهيداً للاستماع الى اربعة شهود امام المحقق العدلي غداً. واشارت الى انها لا تسقط من حساباتها «امكان حصول توقيفات جديدة غداً او بعد غد» على ضوء افادات هؤلاء الشهود الذين ابقيت اسماؤهم طي الكتمان.