دمشق تدعو ميليس إلى توقيع «مذكرة تفاهم» لبحث آلية التعاون مع لجنة التحقيق الدولية

عمرو موسى مطمئن إلى رغبة سورية في «التعاون الكامل»

TT

تزامنت محادثات عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، في دمشق أمس، مع توجيه دعوة سورية للمحقق الدولي ديتليف ميليس لزيارة دمشق، في الوقت الذي يقترحه، ومع اقتراح سوري بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين سورية واللجنة الدولية لبحث آلية التعاون بين اللجنتين السورية والدولية.

وقال مصدر مسؤول، إن الرئيس السوري بشار الاسد بحث مع موسى التطورات السياسية الراهنة، عربياً وسورياً وعراقياً وفلسطينياً، والضغوط التي تمارس على سورية، وأهمية ايجاد موقف عربى متضامن معها لمواجهة هذه الضغوط التي لا تستهدفها وحسب، بل تستهدف الامة العربية جمعاء.

وأضاف المصدر، أن موسى أطلع وزير الخارجية السوري على نتائج زيارته الى العراق وجولته على عدد من الدول العربية، وبحث معه مستجدات الاوضاع في المنطقة. وقد أكد الجانبان أهمية استعادة التضامن العربى، بما يحفظ الأمن والاستقرار.

وعقب لقائه الرئيس الأسد والوزير الشرع قال موسى للصحافيين، إن لقاءه بالرئيس الأسد تمحور حول الموضوعين السورى والعراقي، وان الرئيس الأسد كان مهتما بنتائج زيارته للعراق أخيرا، مشيرا الى انه قدم له عرضا شاملا لكافة التطورات والاتصالات التي جرت وتجري الآن هناك، من قبل بعثة جامعة الدول العربية، التي ذهبت لبحث بعض التفصيلات عن اجتماع الوفاق الوطني العراقي المقبل. وطالب موسى بالوقف الفوري لما يجري في العراق الآن، من اعمال عنف ستؤدي الى خلق اجواء غير مواتية لما نسعى اليه جميعا من تنسيق عملية سياسية، تقوم على توافق الرأي بين الجميع، وهذا امر مهم للغاية، اذا اريد للعملية السياسية ان تنجح، كما طالب بوقف اية عمليات عسكرية ضد المدنيين العراقيين.

وعن تعاون دمشق مع لجنة التحقيق الدولية قال موسى، لقد تأكَّدَت رغبة سورية وموقفها من التعاون الكامل مع التحقيق القضائي، الذي يقوده ديتليف ميليس، وقد اطلعت على عدد من الرسائل المتبادلة التي تصب في خانة هذا التعاون، ونحن الآن بصدد تنفيذ قرار مجلس الأمن، وهناك تأكيد من الحكومة السورية بأنها تتعاون، لان من مصلحتها، كما من مصلحة الجميع، ان تظهر الحقيقة بينة جلية بالنسبة لجريمة اغتيال الحريرى، والامور تسير في طريقها الطبيعى من تعاون في موضوع التحقيق.

وعما يتردد من ان الجامعة العربية ستطرح احتمال الاستماع الى شهود سوريين في القاهرة تحت سقف الجامعة العربية، واحتمال ارسال مراقبين اثناء استجواب الشهود السوريين، قال موسى، لا أعتقد ان هذه المعلومات صحيحة بهذه الدقة، لان أحدا لم يطلب ذلك من الجامعة العربية حتى الان، ولا تستطيع الجامعة العربية ان ترسل مراقبين لحضور مثل هذه التحقيقات، وقال «هذه الامور تعالج بين الحكومة السورية وميليس او الامم المتحدة، التي صدر عنها قرار مجلس الأمن الاخير، وإنني متفائل بأنه سيكون هناك تنسيق بين اللجنة القضائية السورية والقضاء اللبنانى واللجنة القضائية الدولية».

وعما إذا كان هناك موقف سوري من مطالبة ميليس باستجواب شهود سوريين قال موسى: انا لا ادخل في هذه التفصيلات، ولكن هناك موقفا واضحا وموقفا معلنا على لسان الوزير الشرع في مجلس الأمن، بالتعاون التام في اطار هذا التقرير القضائي.

واكد موسى ان جامعة الدول العربية لن تدخر جهدا في مواكبة جميع التطورات في المنطقة وعلى الساحتين العربية والاقليمية، مشيراً إلى أن المنطقة تعيش حالة من القلق والتوتر الشديدين لاسباب كثيرة ومتعددة، ومؤكداً في هذا السياق ضرورة احترام سيادة الدول وقوانينها.

في غضون ذلك طالبت دمشق رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس بالتوقيع على مذكرة تفاهم لتحقيق التعاون المطلوب مع اللجنة، ودعته لزيارة سورية، في الوقت الذي يقترحه للبحث في افضل سبل وآليات التعاون بين اللجنتين السورية والدولية.

فقد وجهت رئيسة اللجنة السورية غادة مراد، رسالة لميليس تضمنت استعداد اللجنة القضائية السورية الخاصة بالتحقيق مع الاشخاص السوريين من مدنيين وعسكريين في كل ما يتصل بمهمة اللجنة الدولية وللتعاون والتنسيق الكامل مع اللجنة من اجل التوصل الى الحقيقة التي «نتوخاها جميعاً». كما تضمنت الرسالة دعوة اللجنة لزيارة سورية واقتراحاً بتوقيع مذكرة تفاهم مع اللجنة الدولية.

ومن جانبه دعا مجلس اتحاد الصحافيين السوريين، في بيان اصدره امس، جميع الصحافيين والمثقفين والنقابيين العرب للوقوف الى جانب سورية، التي تتعرض لحملة ضغوط ظالمة لم يسبق لها مثيل، بسبب مواقفها الوطنية والقومية تجاه القضايا العربية العادلة. وانتقد المجلس «ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين»، في تطبيق القرارات الدولية، معتبرا ان ما تفعله واشنطن يشكل جريمة نكراء وفظاعة غير مسبوقة «وتجاوزا لكل الاعراف الانسانية والاخلاقية والقانونية وتشريعا لهمجية القوة».