شارون يطلق شائعات حول حتمية تفسيخ الليكود وتقديم موعد الانتخابات

مواصلاً تهديد النواب المتمردين عليه في حزبه

TT

زعزع رئيس الوزراء الاسرائيلي، أرييل شارون، الخريطة الحزبية في اسرائيل اثر صدور شائعات من مكتبه مفادها انه لا بد من تقديم موعد الانتخابات العامة ستة أشهر، أي الى أبريل (نيسان) او مايو (أيار) المقبلين بدلا من موعدها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 وانه، أي شارون، سيشكل حزبا جديدا ويفسخ حزبه الحالي، الليكود.

وكان مساعدو شارون الذين أطلقوا هذه الشائعات قد قصدوا بث الرعب في صفوف النواب المتمردين عليه داخل الليكود، بعد أن كانوا قد أسقطوا محاولة منه لإدخال اثنين من النواب المخلصين له في الليكود الى المجلس الوزاري، وهما روني بار أون، الذي أراده وزيرا للتجارة والصناعة، وزئيف بويم، الذي أراده وزيرا لشؤون استيعاب المهاجرين الجدد. وحرص هؤلاء على ذكر اسم الحزب الجديد وهو « أ. أ. أ» وهي اختصار لثلاث كلمات عبرية تقول: «ليس لي بلاد أخرى»، وهو عنوان قصيدة نظمها الشاعر العبري ايهود منور بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، اسحق رابين في 5 فبراير (تشرين الثاني) 1995. كما ذكروا أسماء عدد من السياسيين الذين سينضمون الى شارون في الحزب الجديد وهم الوزراء : شاؤول موفاز (الدفاع)، وتساحي هنغبي (شؤون القدس)، وابرهام هيرشسون (السياحة)، ومئير شطريت (المواصلات)، وجدعون عزرا (الأمن الداخلي)، ورئيس المخابرات العامة (الشاباك) السابق، آفي ديختر، وغيرهم.

وترك شارون هذه الاشاعة تسري في وسائل الاعلام وتزعزع الأحزاب الاسرائيلية طيلة الليلة قبل الماضية، ثم أصدر نفيا رسميا لها قال فيه انه ما زال يفضل البقاء في الليكود واجراء الانتخابات في موعدها المقرر. لكنه قال في الوقت نفسه ما يؤكد صحة الشائعات، وتكلم باسمه أحد أقرب مساعديه، ليئور حوريف، فقال ان الوضع الحالي، الذي يتمرد فيه 7 ـ 8 نواب في الليكود على رئيس الحكومة والحزب، لا يمكن ان يقبل وانه يجب على مؤسسات الحزب ان تجتمع وتقرر محاسبة هؤلاء النواب على مواقفهم المعادية لمصلحة الحزب وإلزامهم بالولاء والانصياع لقرارات قائد الحزب والحكومة. وأوضح حوريف ان شارون يريد هدوءا تاما من رفاقه في الحزب طيلة الدورة، وإلا فإنه سيفتش عن وسيلة تضمن له معالجة هذه الظاهرة بالطرق المناسبة. وقال مساعد آخر، هو المحامي آسي شريب، ان شارون حسم أمره وقرر ان حكومته الحالية استنفدت امكاناتها ولا بد من تقديم موعد الانتخابات، لكي تفرز حكومة ثابتة ومستقرة قادرة على مواجهة التحديات الجديدة لاسرائيل في قضايا الأمن والسلام والتفرغ لمكافحة الفقر والبطالة والتعليم.

ونسبت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية باللغة الانجليزية الى مساعدين مقربين من شارون القول إنه «يريد تقديم موعد الانتخابات كي يعود الى السلطة ويرسم الحدود الاخيرة مع الفلسطينيين». وقال المساعدون الذين لم تسمهم «جيروزاليم بوست» انه رغم حديث شارون عن التزامه بخطة خريطة الطريق فانه لا يستبعد انسحابا احادي الجانب في الضفة الغربية على المدى البعيد.

واضاف احد المساعدين «مما لا شك فيه ان شارون يريد رسم الحدود، فشارون يعتقد انه هو الوحيد القادر على ذلك، لانه يعرف الارض وهذه فرصته التاريخية». وتابع القول انه «ينظر حوله ويرى انه ليس هناك قائد اسرائيلي اخر غيره لديه القدرة على فعل ذلك. لكن هذا ما يريده الاسرائيليون وما يريده المجتمع الدولي». واثارت هذه الأنباء قلقا في صفوف الأحزاب الاسرائيلية، التي لم تجهز بعد لخوض معركة انتخابية في هذا الوقت وتفضل جميعها ابقاء الانتخابات العامة في موعدها المقرر. وأمضى قادة تلك الأحزاب طيلة يوم أمس والليلة قبل الماضية في اجراء الاتصالات والمشاورات حول سبل مواجهة قرارات شارون. واتصل بعض قادة الأحزاب مع شارون للاستفسار عن موقفه الدقيق وهل هو الذي يقف وراء الشائعات أم لا. لكنه لم يؤكد ولم ينف. وحاول تهدئتهم بالقول انه يريد التنسيق معهم في كل شيء وانه لن يفاجئهم في فرض موعد جديد للانتخابات قبل أن يأخذ موافقتهم. يذكر ان تقديم موعد الانتخابات العامة في اسرائيل سيؤدي الى شلل المفاوضات السياسية وابتعادها عن قضايا التسوية الدائمة على الأقل وعن الحسم في عدة أمور جوهرية مثل الانسحاب من الضفة الغربية وازالة مستوطنات اضافية هناك. ومع ذلك فإن شارون يبني على ان يفوز في هذه الانتخابات، إن كان يقف على رأس حزب جديد أو على رأس حزب الليكود، وأن يشكلّ حكومة جديدة أكثر استقرارا يتحالف فيها مع شيمعون بيريز في حالة فوزه برئاسة حزب العمل، في الانتخابات التي جرت أمس، ومن المتوقع أن تعلن نتائجها شبه النهائية صباح اليوم. إذ ان بيريز يؤيد استمرار الشراكة مع شارون، بينما يعلن منافسه على رئاسة حزب العمل، عمير بيرتس، ان أول قرار سيتخذه في حالة فوزه سيكون الانسحاب من الحكومة وادارة سياسة معارضة بناءة وحقيقية.