مدريد: ربط اسم أبو مصعب السوري بتفجير مطعم عام 1985

TT

أصدر قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية إسمايل مورينو قرارا بإعادة فتح ملف التحقيق في الاعتداء الارهابي الذي حصل عام 1985 في مطعم «إيل ديسكانسو» (الاستراحة باللغة العربية) في مدريد. جاء هذا القرار بعد أن رأى شاهد صورة مصطفى ست مريم نصار الذي يعرف باسم ابو مصعب السوري في الصحف الاسبانية. وقال الشاهد أن ابو مصعب أحد العناصر التي نفذت هذا الاعتداء. وأرفق هذا القرار بقرار آخر يقضي بوضع هذا الشاهد تحت حماية الشرطة.

وكانت السلطات القضائية الإسبانية قد أقفلت هذا الملف في 9 مارس (آذار) 1987 لعدم توفر أدلة كافية لتوجيه التهمة إلى عنصر أو جهة معينة، بالرغم من إعلان منظمة «الجهاد الاسلامي»، في ذلك الحين مسؤوليتها عن الاعتداء.

ويبدو ان مواصفات أحد الاشخاص الذي شوهد في المطعم قبل الانفجار بقليل، والموجودة في ملفات الشرطة الاسبانية، تطابقت مع مواصفات الاصولي السوري، أحد قيادي تنظيم «القاعدة» حاليا، في الثمانينات، «أحمر الشعر، بين الخامسة والعشرين والثلاثين من العمر، واقفا في باحة المطعم الداخلية والى جانبه حقيبة رياضية». والمعروف ان هذا المطعم الموجود بالقرب من إحدى القواعد العسكرية الجوية الأميركية آنذاك كانت تتردد عليه أعداد كبيرة من الجنود الأميركيين العاملين في القاعدة. يذكر ان الانفجار وقع في المطعم في 12 ابريل (نيسان) 1985 وأسفر عن مقتل 18 شخصا، جميعهم من الإسبان، وعن جرح أكثر من 100.

وكانت قد وردت معلومات عن قيام قوات الأمن الباكستانية باعتقال اجنبي يشتبه في انتمائه الى تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أسامة بن لادن، وبدأ التحقق فيما إذا كان المعتقل هو أبو مصعب الذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لكل من لديه معلومات تؤدي للقبض عليه.

وتعتقد السلطات القضائية الاسبانية ان مصطفى ست مريم هو الذي أسس خلية تنظيم «القاعدة» في اسبانيا، قبل أن يسلم زعامتها الى السوري عماد الدين بركات جركس الذي حكم عليه القضاء الاسباني أخيرا بالسجن لمدة 27 عاما الى جانب متهمين آخرين، من بينهم مراسل تلفزيون قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية تيسير علوني.

وولد ابو مصعب في مدينة حلب السورية عام 1957 وسافر الى اسبانيا أوائل الثمانينات هربا من سورية بعد ملاحقته بسبب انتمائه الى تنظيم «الإخوان المسلمين». تزوج عام 1987 من مواطنة إسبانية وأنجبا ثلاثة أولاد.

وأثناء إقامته في مدينة غرناطة الأندلسية الإسبانية، أقام علاقات صداقة مع تيسير علوني ومع عماد الدين بركات جركس ومع محمد بهائية الملقب (ساعي البريد). وتعتقد السلطات القضائية الاسبانية أن «ساعي البريد» هو أحد زعماء تنظيم «القاعدة» والشخص الذي قدّم مصطفى ست مريم الى زعيم التنظيم أسامة بن لادن اثناء رحلة قاما بها الى أفغانسان عام 1988. ثم انتقل عام 1995 الى لندن حيث تولى إدارة مجلة «الأنصار»، إحدى المنشورات التابعة لـ«الجماعة الاسلامية المسلحة» الجزائرية، الذي كان يكتب فيها رجل الدين عمر محمود عثمان الملقب «أبو قتادة»، الذي يعتبر الزعيم الروحي لـ«القاعدة» في اوروبا. وفي عام 2001، وفي الاشهر التي سبقت اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) في الولايات المتحدة كان يقيم في أفغانستان وتربطه علاقة ممتازة بنظام طالبان، وذلك وفقا لشهادة الصحافي السوري تيسير علوني أثناء المحاكمة التي جرت أخيرا وصدر عنها قرار يقضي بسجن الصحافي المذكور مدة 7 سنوات. وتعتقد السلطات القضائية الاسبانية ان باكستان سوف تسلم ابو مصعب الى الولايات المتحدة، في حال ثبت أنه الشخص المعتقل، أولاً بسبب العلاقات بين البلدين وثانيا بسبب المكافأة التي رصدتها الادارة الاميركية للقبض عليه.