جمال مبارك يراقب الفضائيات ويرفض الحديث للصحافيين المصريين

TT

من داخل الخيمة التي أقامها الحزب الوطني الحاكم في ضاحية مصر الجديدة وأدار منها الحملة الانتخابية الرئاسية، يدير الحزب حملة انتخابات البرلمان أيضاً، لكن أجواء الاسترخاء والراحة التي كانت تسيطر خلال الحملة الرئاسية تراجعت لصالح التوتر والقلق اللذين يسيطران على قيادات الحزب الحاكم في مصر، وربما زادت قلة المشاركة في الاقتراع من حالة التوتر حيث عقد أمين لجنة العضوية، أحمد عز، لقاءات متتالية مع أمناء المحافظات لإيجاد سبل لدفع الناخبين للتصويت والترغيب في المشاركة في العملية الانتخابية التي واجهت إقبالاً ضعيفاً في معظم دوائر المحافظات الثماني.

وجلس نجل الرئيس المصري، جمال مبارك، أمين لجنة السياسات، مع قيادات الحزب يراقب شاشات الفضائيات ويتحدث عبر هاتفه المحمول، ورفض الحديث مع الصحافيين المصريين، بينما وافق على إجراء حوار قصير «باسم» مع الصحافيين الأجانب، واعتذر أحد الصحافيين الأجانب عن عدم الحديث عما قاله جمال، مؤكداً أنه يتحدث للصحافيين الأجانب بطريقة مختلفة وحوار أكثر صراحة من حديثه مع الصحافيين المصريين.

وقال محمد كمال، عضو أمانة السياسات المقرب من مبارك الابن، «إن هناك 350 يتولون عملية الاتصال مع مندوبي الحزب في الدوائر الانتخابية المختلفة ويتم ذلك تحت قيادة الأمين العام للحزب، صفوت الشريف، وأمين السياسات جمال مبارك، وأمين العضوية احمد عز، وهو مقرر غرفة العمليات، بالإضافة إلى أمناء التنظيم بالمحافظات ويقومون باتصالات مستمرة لمعرفة حجم الإقبال على التصويت ومعلومات عن حجم التصويت لمرشحي الحزب الوطني، وإذا ما كانت هناك مشاكل تتعلق بسهولة التصويت أو المشاكل التي يواجهها الناخب يتم إبلاغنا بحيث نتدخل على المستوى المركزي».

وأشار كمال إلى أن بعض المشاكل التي واجهت الوطني واستدعت تدخل الحزب تعلقت بتأخر بعض القضاة في فتح اللجان الانتخابية، وقام الحزب بإبلاغ اللجنة المشرفة على الانتخابات، كذلك لجان أخرى تم إغلاقها بسبب إرهاق القضاة، ويتم التعامل مع هذه المشاكل أولا بأول، مشيراً إلى عدم وضوح الصورة بشكل قاطع، مؤكداً أن المؤشرات والأرقام تتغير بشكل كبير، لكنه توقع إقبالاً أكبر قرب إغلاق صناديق الانتخاب في السابعة مساء.

وأوضح كمال أن التوتر السائد في الخيمة هو توتر حميد نتيجة الإرهاق والعمل المتواصل ولوجود مشاكل يسعى الحزب إلى حلها. واشار سامي ياسين، أمين الحزب بمحافظة المنوفية الذي كان يجلس وسط مجموعة من الشباب يتولون الاتصال بالهواتف الثابتة والمحمولة بدوائر المحافظة، الى أن اجتماعات أمناء المحافظات مع المهندس احمد عز تتم خلالها مناقشة موقف مرشحي الحزب ووضعهم في كل دائرة وكيفية مساعدة المرشح الذي يواجه بعض التعثر، وذلك لتعزيز موقفه من خلال إعطاء أوامر لأمناء الأحزاب للذهاب إلى الناخبين الذين لم يدلوا بأصواتهم وإيجاد وسيلة لنقلهم إلى اللجان الانتخابية ليقوموا بالتصويت.