أنان: يجب محاسبة أي مسؤول متورط في اغتيال الحريري بصرف النظر عن منصبه

خادم الحرمين الشريفين يبحث مع الأمين العام للأمم المتحدة قضايا المنطقة

TT

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال لقائه أمس الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في قصره بجدة جملة من الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق.

وتناول الملك عبد الله بن عبد العزيز مع أنان الذي وصل إلى جدة في وقت سابق قادما من القاهرة، الوضع في سورية ولبنان بعد صدور تقرير قاضي التحقيق الدولي ديتليف ميليس حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.

كما تناول الجانبان في اللقاء الذي حضره الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في مختلف قضايا المنطقة.

وفي المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع الأمين العام للأمم المتحدة، أوضح الأمير سعود الفيصل أن لقاء خادم الحرمين الشريفين مع كوفي انان، تناول إلى جانب القضية الفلسطينية والوضع في العراق، وتقرير ميليس، البرامج التي تتطلع إليها الأمم المتحدة لمساعدة العالم في تجنب الأوبئة والكوارث، موضحا أن اللقاء المطول مع الأمين العام توصل إلى منظور مشترك في كل القضايا التي جرى النظر إليها.

ودعا سعود الفيصل كافة الدول إلى الانصياع للقانون الدولي «الذي فيه نجاة البشرية، والابتعاد عن أي مجال للعودة للفوضى التي كانت تسود قبل إنشاء الأمم المتحدة»، مؤكدا أن السعودية تؤازر المنظمة الدولية في كل مواقفها.

وعن الإجراء المطلوب من سورية خاصة بعد صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي ميليس، أكد وزير الخارجية السعودي أن دمشق سبق أن أعلنت أنها ستتعاون بكل طاقتها مع لجنة التحقيق، وقال «وهذا أقصى ما يمكن أن يطلب من سورية».

من جهته وصف انان محادثاته في جدة مع خادم الحرمين الشريفين ووزير خارجيته بأنها «جيدة»، وقال «هنأت الملك عبد الله بمناسبة توليه الحكم، وعلى برامج الإصلاح التي يعمل بها». وعن عملية الإصلاح الجارية في الأمم المتحدة قال كوفي انان «إن عالمنا يمر بمرحلة صعبة، كما يواجه مرحلة صعبة، وعلينا أن نكيف نظامنا على أساسها، فعالمنا مترابط، وهناك قضايا متعددة، ومن الصعب على أي بلد مواجهتها لوحده، ولذلك تركز عملية الإصلاح في الأمم المتحدة على مواجهة هذه التحديات».

وحول حوادث الاغتيالات التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية تجاه بعض الشخصيات الفلسطينية، وعما إذا كان هذا يتناقض وتقرير ميليس تجاه سورية، قال انان «إن حياة الإنسان هي الأساس بالنسبة للأمم المتحدة، والاغتيال السياسي ليس مفيدا لتغيير الزعامات والمجتمع، وأنا هنا أشير إلى الوضع في العراق وإسرائيل، وهي أوضاع خاصة». مضيفا بأن الأمم المتحدة تعمل لقيام دولتين اسرائيلية وفلسطينية متجاورتين جنبا إلى جنب.

وعن الدور السعودي في الملف السوري، قال انان «أعتقد أن السعودية دولة مهمة، وتتبوأ مكانا هاما في العالم، ولديها من التأثير والنفوذ ما سيساهم إلى دفع سورية إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة». وأضاف «من المهم أن ندرك أن تقرير ميليس يعد بداية، وسيصدر حكم بعد ذلك، لذا نحن حريصون ألا نقوم بأي شيء يبدو وكأنه تدخل أو يهدد حقوق المتهم» مؤكدا أنه «يجب بعد إتمام ميليس تحقيقه، محاسبة أي مسؤول يدان في عملية اغتيال الحريري بصرف النظر عن المنصب الذي يشغله».

وعن كون هذا التقرير يعد تمهيدا لضربة عسكرية أميركية ضد سورية كما حدث مع العراق، قال انان «ليس لدي أي أدلة على أن الولايات المتحدة تعتزم القيام باي عمل ضد سورية، والولايات المتحدة مثل أي دولة تريد أن تصل إلى الحقيقة، وتريد أن ترى المنطقة تعيش في وئام، وعدم تدخل تلك الدول في شؤون بعضها البعض».