أمين عام الأمم المتحدة يؤكد لمبارك أن ميليس طلب من دمشق رسميا استجواب ستة من كبار المسؤولين السوريين

TT

قبل مغادرته القاهرة إلى جدة، التقى كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة، في ختام زيارته لمصر أمس والرئيس المصري حسني مبارك. وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد عقب انتهاء المحادثات بين مبارك وأنان انها استغرقت نحو ساعتين وتناولت الأوضاع في الشرق الأوسط وأفريقيا مضيفاً أنه بالنسبة للشرق الأوسط تناولا الأفكار والوضع الراهن لعملية السلام بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة والوضع في العراق وعلى الساحتين السورية واللبنانية واعتماد قرار مجلس الأمن رقم 1636 في ضوء التقرير الذي قدمه تيري لارسن حول التقدم الذي تم احرازه في تنفيذ القرار 1559.

وقال المتحدث إنه تم التطرق أيضاً إلى الوضع في السودان وخاصة اقليم دارفور في ضوء جولة المفاوضات التي تمت في أبوجا في نهاية الشهر الحالي. وأضاف أن الجانبين استعرضا الوضع في القرن الأفريقي وخاصة في الصومال والتغيير الحالي بين إثيوبيا وإريتريا.. كما تم استعراض التطورات في منطقة البحيرات العظمى.

وحول الخطوات المطلوبة من سورية في ما يتعلق بمسألة التحقيق الدولي وعما إذا كان الرئيس مبارك يفكر في لقاء قريب مع الرئيس السوري بشار الأسد قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن أنان أطلع الرئيس مبارك على مشاوراته في نيويورك مع الأطراف والأعضاء دائمي العضوية في مجلس الأمن وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا باعتبارهما الدولتين اللتين رعتا قراري مجلس الأمن 1559 و1636، كما أطلعه على مشاوراته مع الرئيس الفرنسي شيراك في السابع من هذا الشهر في باريس، وذكر أن الرئيس مبارك أطلعه بدوره على الاتصالات المتعددة التي أجراها مع الأطراف الاقليمية كالسعودية، والدولية كفرنسا، كما أطلعه على نتائج زيارته الأخيرة إلى سورية والمشاورات مع الرئيس بشار الأسد.

وقال المتحدث إن الرئيس مبارك وأنان اتفقا على ضرورة التعامل بحكمة في ما يتعلق بتنفيذ القرار 1636 وعلى أن سورية ماضية في تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية.. وقد نقل كوفي أنان إلى الرئيس مبارك أن ميليس طلب من الجانب السوري الموافقة على استجواب ستة من المسؤولين السوريين وأن وزير الخارجية السوري رد بخطاب على ذلك وأن سورية تتطلع إلى ترتيبات تكفل التعاون بين لجنة الأمم المتحدة واللجنة التي شكلتها سورية للتحقيق الأسبوع الماضي. وأكد المتحدث الرئاسي أن جهود الرئيس مبارك مستمرة ولا يدخر جهداً لمنع تعرض المنطقة إلى بؤرة توتر أخرى تزيد عدم الاستقرار الذي نشكو منه.

وحول ما يتردد عن قمة عربية مصغرة منتظرة في إطار جهود الرئيس مبارك قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إنه ليس لديه معلومات رسمية تشير إلى هذه القمة وإن هذه التقارير ليس لها أي أساس.

ورداً على سؤال حول ماهية الخطوات التالية حول شكل ومكان المحاكمة للمتهمين في قضية الحريري وما إذا كانت المباحثات قد تطرقت لذلك، قال السفير سليمان عواد إن هذا الكلام مطروح غير أن الأكثر بحثاً هو كيف يمكن تحقيق تقدم في التعاون القائم والمستمر بين سورية ولجنة التحقيق حتى يأتي ميليس بتقرير إلى مجلس الأمن، منتصف ديسمبر (كانون الاول) المقبل يشير إلى استمرار هذا التعاون لرفع الضغوط عن سورية.

وحول لقاء الرئيس مبارك مع الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي الأسبوع القادم، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن هذه الزيارة تتم في إطار التشاور المستمر بين البلدين. وحول ما إذا كانت المباحثات تناولت مسألة توسيع مجلس الأمن الدولي واصلاح الأمم المتحدة، قال السفير عواد إنه تم التطرق لهذا الموضوع والحديث عن اصلاح الأمم المتحدة وتفعيل دورها.

وقال المتحدث ان الرئيس مبارك أعرب عن تطلعه لتعزيز دور الأمم المتحدة ويرى أن اصلاح الأمم المتحدة موضوع متعدد الجوانب لا ينبغي أن يقتصر فقط على الحديث عن توسيع مجلس الأمن ولكن الأهم هو تعزيز صلاحيات الجمعية العامة باعتبارها المحفل الديمقراطي الذي تتمثل فيه كل الدول الأعضاء صغيرها وكبيرها قويها وضعيفها غنيها وفقيرها وليس هناك فيتو أو احتكار لصفة العضوية من جانب قلة تضم 15 عضواً فقط مثل دولة لها صوت واحد في الجمعية العامة. وحول الملف الفلسطيني والعراقي في المباحثات، قال المتحدث أن المباحثات تناولت الوضع في العراق في ضوء نتائج الاستفتاء على الدستور والانتخابات المقبلة للبرلمان العراقي. واتفق الجانبان على ضرورة تفعيل دور الأمم المتحدة في العراق وأن تمهد المصالحة الوطنية الطريق لاستعادة الهدوء الذي يكفل المناخ المناسب لانهاء التواجد الأجنبي في العراق.

وقد حظي الملف الملف الفلسطيني أيضاً باهتمام بالغ في المباحثات حيث عبر أنان عن تقدير الأمم المتحدة لجهود الرئيس مبارك في اتمام الانسحاب الاسرائيلي من غزة والاتصالات التي تجريها مصر مع كافة الفصائل الفلسطينية لتوحيد الرؤى والعودة إلى تفاهمات شرم الشيخ وتنفيذ خريطة الطريق، وقال إن كوفي أنان أعرب عن اتفاقه مع الرئيس مبارك بأنه يجب أن يشعر الفلسطينيون بتغيير حقيقي وتقدم في حياته اليومية وأن الأمم المتحدة تتطلع إلى استمرار دور مصر والرئيس مبارك في عملية السلام والعودة إلى تنفيذ ماتبقى من تفاهمات شرم الشيخ وتنفيذ خريطة الطريق من الجانبين.

وقال المتحدث إن الرئيس مبارك أطلع كوفي أنان على مباحثاته مع محمود عباس في القاهرة الشهر الماضي ومباحثاته مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في القاهرة وكذلك اتصالاته مع الجانب الأوروبي المتعلقة بتحقيق المراقبة على معبر رفح ووصف المباحثات اليوم بأنها كانت مثمرة للغاية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أجرى أمس الأول في إطار زيارته إلى مصر مباحثات مع الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري، وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية.