مشروع أميركي لإنشاء «مركز إنتل التكنولوجي» في الجامعة الإسلامية بغزة

«أنيرا» للإغاثة و«إنتل» الأميركيتان تدعمان مبادرة التحول الرقمي في الشرق الأوسط

TT

أعلنت المؤسسة الأميركية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا) وشركة «إنتل» الأميركية لصناعة الرقائق الالكترونية، أمس، عن اتفاقية لإنشاء «مركز إنتل للامتياز التكنولوجي» في الجامعة الإسلامية في قطاع غزة. وتساهم هذه الاتفاقية في توسيع نطاق «مبادرة إنتل الشاملة لدعم التحول الرقمي في الشرق الأوسط» التي تمتد لعدة سنوات، وتبرز التزام الشركة الطويل الأمد بتشجيع المهارات التقنية والمساهمة في نقل المعرفة ودعم التنمية الاقتصادية في المنطقة. ومن المقرر أن يبدأ إنشاء المركز في فبراير (شباط) 2006.

وسيساهم «مركز إنتل للامتياز التكنولوجي»، وهو الأول في نوعه بغزة، في زيادة الفرص التعليمية والوظيفية، وسيوفر دعماً مهماً للشركات والمنظمات المحلية في مجال تقنية المعلومات، كما سيساعد في تنشيط قطاع تقنية المعلومات في غزة.

وقال منذر زميلي، عضو مجلس الأمناء في الجامعة الإسلامية في غزة: «إن من أهدافنا الثابتة في الجامعة الإسلامية توفير المهارات الاحترافية التي يحتاجها طلابنا، للمنافسة في البيئة الاقتصادية بما فيها من تحديات. ومع إطلاق مركز إنتل للامتياز التكنولوجي سيصبح بمقدورنا تنفيذ ذلك تماماً، وتزويد طلابنا بالمهارات اللازمة في سوق العمل، والتدريب المتقدم على تقنية المعلومات، وتقديم فرص العمل الملائمة لهم».

وقال الدكتور بيتر غوبسر، رئيس مؤسسة «أنيرا» في بيان صحافي أصدرته «إنتل» وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «أنيرا تفخر بالعمل مع إنتل، الشركة الأولى في الولايات المتحدة التي تتخذ خطوة إيجابية نحو تنمية التعليم والاقتصاد في غزة»، مضيفاً أن الفرص التي سينشئها مركز إنتل للامتياز التكنولوجي «ستعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي الفلسطيني وعلى صناعة تقنية المعلومات في الشرق الأوسط في نطاقها الواسع، من خلال إعداد آلاف المحترفين الجدد في تقنية المعلومات والمساهمة في خلق فرص عمل جديدة». واعتبر ان العلاقة بين أنيرا وإنتل والجامعة الإسلامية في غزة تمثل «تعبيراً واضحاً عن استعداد المجتمع الدولي لتقديم استثمارات ضخمة لصالح مستقبل المجتمع الفلسطيني».وعلقت اشيغول إلدينيز، المديرة الإقليمية لإنتل في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، بأن الخدمات وأعمال التدريب التي سيقدمها مركز إنتل للامتياز التكنولوجي ستساعد على توفير اللبنات الأساسية اللازمة لرفع معدلات تبني التقنية في المناطق الفلسطينية. وأضافت أن المركز الجديد سيقدم فرصاً جديدة للمرأة الفلسطينية ويساعد على جسر الهوة المعلوماتية بين الجنسين. ورأت أن الاستثمار في هذا المركز يكشف عن التزام طويل الأمد من «انتل» بتسريع التنمية وتبني التقنية، والمساهمة في تحسين اقتصاد المنطقة ورفع مستوى معيشة سكانها.

ومن الفوائد المرتقبة لمركز إنتل للامتياز التكنولوجي:

ـ تدريب أوسع على البرمجة، كالتدريب على جافا وأوراكل وسيسكو وMCSD، بالإضافة إلى تطوير ويب وحلول الشبكات.

ـ دعم قطاع الأعمال المحلي بتقديم خدمات تقنية المعلومات ودورات التعليم المستمر.

ـ توفير فرص عمل جديدة محلياً وإقليمياً للطلاب الذين سيحصلون على إجازاتهم العلمية أو شهاداتهم قريباً.

ـ تدريب احترافي منظم، يعتبر ضرورياً لتطوير وتوسيع القدرات والمواهب اللازمة ليصبح المتدرب محترفاً عالي التدريب في تقنية المعلومات.

ـ جسر الهوة بين الجنسين في قطاع تقنية المعلومات من خلال توفير التدريب والمهارات للمرأة.

وكان أول مراكز الامتياز التكنولوجي قد افتتح في جامعة القدس في مارس (آذار) 2004، وقد أدت الأنشطة المقامة في هذا المركز الى زيادة تقدر بنحو ثلاثة أضعاف في أعداد محترفي تقنية المعلومات المدربين في المنطقة. كما بلغت أعداد المتدربين في هذا المركز حتى الآن نحو 1000 رجل وامرأة، حصل معظمهم على وظائف، أو ما زالوا طلاباً. وسيتم افتتاح مركزين آخرين هذا الخريف في الجامعة العربية الأميركية في جنين وفي جامعة البوليتكنيك الفلسطينية في الخليل.

أما في غزة، حيث يقدر البنك الدولي أن معدل الفقر يصل إلى 60% تقريباً، فإن التدريب الذي سيوفره «مركز إنتل للامتياز التكنولوجي» يعتبر حيوياً لتنشيط نمو الاقتصاد وتأمين الوظائف اللازمة لدعم العائلات المحتاجة.

ويقول الدكتور غوبسر: «إن أفضل طريقة لدعم السلام في المنطقة هي إعطاء الناس الأمل في الغد، وهو ما يعني الحفاظ على الكرامة والحرية وتقديم الفرصة للإنسان لرفع مستوى حياته»، مضيفاً ان المركز «يلبي هذه الاحتياجات عبر تأمين وظائف للمحترفين في تقنية المعلومات في البيئة الحياتية الصعبة في غزة، مما يمثل إشارة إلى التقدم ويعزز الأمل».

ويعتبر إطلاق مركز إنتل للامتياز في تقنية المعلومات أحدث المبادرات الرئيسية التي تأتي كجزء من «مبادرة إنتل لدعم التحول الرقمي في الشرق الأوسط». وبناء على برنامج «دعم التحول الرقمي»، فإن إنتل تزيد من استثماراتها في أربعة مجالات رئيسة هي: المشاريع المحلية، والتعليم، وتسهيل الوصول الرقمي إلى المعلومات، والكفاءة في المجالات التقنية المتخصصة. وترى «إنتل» أن هذه المجالات هي اللبنات الأساسية لتطوير مراكز تقنية جديدة في المنطقة.

وكانت المنظمة الأميركية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا)، وهي منظمة غير ربحية، رائدة طوال 37 عاماً في إيجاد وظائف مبتكرة وتقديم الرعاية الصحية وفرص التعليم في الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان، بالإضافة إلى تأمين المعونات الطارئة في زمن الحرب. ولمنظمة أنيرا مكاتب ميدانية في القدس وغزة وعمان.