تواصل أعمال الشغب وحرق السيارات في بلجيكا وألمانيا

اختلاف الآراء حول الربط بين أحداث باريس وما تشهده بروكسل وكولون وبرلين

TT

شهدت مدن المانية اعمال حرق سيارات لليوم الثالث امس، فيما تجددت اعمال الشغب والعنف في عدد من الاحياء في العاصمة البلجيكية بروكسل والتي تشهدها لليوم الثالث على التوالي، واعلنت السلطات الامنية ان اشخاصاً قاموا بحرق سيارات في شوارع بجنوب العاصمة وايضا انتقلت اعمال الشغب لتشمل مدنا اخرى مثل جنت وانتويرب والتي تقطنها اعداد كبيرة من الاجانب سواء من الافارقة من جنسيات مختلفة او من الجنسيات العربية والاسلامية، خصوصاً من دول شمال افريقيا. وعلقت السلطات البلجيكية على الامر بالقول انها محاولة لتقليد ما يحدث في الوقت الحالي في فرنسا ويأتي ذلك في الوقت الذي اختلفت فيه ردود الفعل بين الاوساط الحزبية والبرلمانية حول الاحداث التي شهدتها بلجيكا منذ ثلاثة ايام وانتقلت من العاصمة بروكسل لتشمل احياء في مدن اخرى.

وقالت فوزية طلحاوي، عضو مجلس الشيوخ البلجيكي وهي من اصل مغربي تنتمي للحزب الاشتراكي، في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان ما يحدث حاليا في بلجيكا هو قيام عدد من الشبان بتنفيذ اعمال تخريبية في عدد من الاحياء في بروكسل وخارجها وهم بذلك يقلدون ما يحدث في باريس لانهم يعانون من نفس الظروف، وهي العنصرية وغياب برنامج تعليمي جيد، وعدم وجود فرص للعمل.

الا ان زميلتها في المجلس، وفي اللجنة القضائية، كلوتيلد نيسانس وهي من الحزب الديمقراطي المسيحي قالت «ان من الخطأ الربط بين الذي تشهده بلجيكا حاليا وبين ما تشهده فرنسا منذ فترة، لان الظروف تختلف تماما في بروكسل والاجواء مختلفة ولدينا نشطاء في العمل الاجتماعي ينتشرون في تلك الاحياء ويشرحون الامور للشباب وعلاقتهم معهم جيدة وان كان ذلك لا يمنع من الحديث عن ضرورة الاهتمام بشكل افضل بهؤلاء وتوفير فرص العمل لهم، ولكن بصفة عامة الامور في بلجيكا لا يمكن مقارنتها مع فرنسا». البلجيكيون من اصول اجنبية ادانوا تلك الاعمال وخلال جولة لـ«الشرق الاوسط» في الاحياء التي شهدت اعمال الشغب في بروكسل قال شاب بلجيكي من اصل كونغولي ان هذه الاعمال التي تقف وراءها مجموعة من الشبان يريدون ان يسلط عليهم الضوء اعلاميا. وقالت فتاة بلجيكية من اصل ايطالي ان ما يحدث هو تقليد لما يقوم به البعض في فرنسا وقد اختاروا الشبان هنا في بلجيكا تقليد الامور السيئة التي تشهدها فرنسا، الدولة الجارة. وعلى الجانب الآخر من الحدود، شهدت مدن المانية لليوم الثالث أمس أعمال حرق سيارات نفذها مجهولون في ساعات الصباح الأولى. ورفض فولفغانغ بالديز، المتحدث باسم شرطة كولون، الربط بين أعمال العنف الجارية في فرنسا وأعمال حرق السيارات في ألمانيا، وقال« برلين وكولون ليستا باريس ... والبنى الاجتماعية، مثل غيتوات الأجانب، التي انجبت العنف بباريس لا توجد في كولون». وفي حين نسبت شرطة برلين حرائق السيارات إلى مجهولين، قال بالديز إن شهود عيان رصدوا ستة أو سبعة شبان قاموا بصب البنزين على السيارات في حي بوكلموند قبل حرقها. ويعتبر حي بوكلموند من الأحياء الفقيرة التي تسكنها غالبية من الأجانب والعاطلين عن العمل. وتسببت حرائق السيارات فجر الأربعاء في كولون يإصابة سيارتين بأضرار كبيرة وسيارتين اخريين بأضرار طفيفة. وقال الشهود إن الشبان صبوا البنزين على سبع سيارات أخرى إلا أن وصول رجال الشرطة دفعهم إلى الفرار قبل أن يشعلوا فيها النيران. وأشار المتحدث إلى ان حرائق السيارات ليست جديدة على كولون لأن شهري ابريل (نيسان) ومارس (اذار) الماضيين شهدا حرق 7 سيارات في ضاحية رودنكيرشن التي يسكنها اثرياء.

وفي برلين، لم يستبعد فرانك تيلة، المتحدث باسم شرطة العاصمة، مسؤولية «جناة فرديين» عن أعمال حرق السيارات التي طالت أربع سيارات ودراجة نارية. وقال تيلة إن من المبكر جدا القول بوجود علاقة بين الاضطرابات في فرنسا وأعمال حرق السيارات في ألمانيا.

وكان مجهولون قد أشعلوا النيران فجر امس بثلاث سيارات ودراجة نارية في حي فيدينغ وسيارة رابعة في حي برينسلاوربيرغ.

وكانت حرائق السيارات قد امتدت في ألمانيا من برلين في نهاية الاسبوع إلى بريمن وكولون (غرب) وكيمنتس (شرق) فجر الثلاثاء والأربعاء. وزاد رجال الشرطة من وجودهم ودورياتهم، وخصوصا في المساء، في مدينتي كولون وبرلين.

وتعتبر كولون من أهم مدن صناعة السيارات في ألمانيا حيث تحتل فورد مساحة شاسعة من شمال المدينة. واحتفلت فورد، التي تشغل نسبة عالية من الأجانب ، يوم أمس بمناسبة انتاج 25 مليون سيارة في كولون. وترافقت الاحتفالات مع شائعات عن نية فورد تسريح عدة آلاف من عمالها.