شماتة أميركية خفية في شأن «أحداث الشغب» بفرنسا

شبكات تلفزيون تبث مشاهد للعنف وتعلق بأنها «لا تقل عن المشاهد التي نراها في بغداد»

TT

واشنطن ـ د.ب.أ: أثار انفجار أعمال الشغب في فرنسا اهتمام الاميركيين الذين ينظرون إلى الفرنسيين عادة بوصفهم أناس معتدون ومزهوون بأنفسهم لا يتوانون عن انتقاد أي هنات للولايات المتحدة.

وها قد جاء وقت التشفي، إذ لم تخف وسائل الاعلام والمحللون الاميركيون غبطتهم. وراحت صحف محافظة مثل «وول ستريت جورنال» و «واشنطن تايمز» تزعم أن ما حدث يمثل ضربة لمنظومة القيم الاخلاقية الاوروبية واقتصادات دولة الرعاية في القارة التي يقولون إنها تتحمل المسؤولية الجزئية عن محنة المهاجرين.

وعلق مكتب صحيفة «نيويورك تايمز» في باريس قائلا «قبل شهرين اثنين راح الفرنسيون يرقبون في دهشة مجفلة مظاهر الفوضى في نيو أورليانز حيث كان الاميركيون المهمشون يشاهدون وهم يمارسون أعمال النهب ويتحدون الشرطة عقب إعصار كاترينا». وكتبت «وول ستريت جورنال» تقول «في كل ليلة على مدى أكثر من أسبوع ظلت ضواحي باريس شاهدا حيا على فشل أوروبا في دمج مهاجريها».

وفي العلن لزم السياسيون الاميركيون الصمت تجاه أعمال الشغب التي امتدت من باريس إلى مختلف أنحاء فرنسا وان كانت الخارجية الاميركية حذرت المواطنين الاميركيين من الاقتراب من المناطق الساخنة للاحداث. لكن شبكات التلفزيون الاميركية راحت تبث في نشراتها المسائية مشاهد للسيارات المحترقة وشرطة مكافحة الشغب وصفها مراسل شبكة «فوكس نيوز» جريج بالكوت بأنها «لا تقل عن المشاهد إلى نراها في بغداد بحال من الاحوال».

وثمة شعور بالزهو في صفوف الكتاب اليمينيين لانهم كانوا قد توقعوا ما حدث، فالكاتب الصحافي مارك شتين كانت له نبوءة حالكة قال فيها إن المدن الكبرى في أوروبا ذات الاقليات الافريقية والعربية «سترى مشاهد لمبان محترقة وعمليات شغب واغتيالات في الشوارع».

ويرى اليمينيون الاميركيون أنه ليس من قبيل المصادفة أن العنف اندلع في البلد الاوروبي ذات الاقلية الاسلامية الاكبر. فقد زعموا طويلا أن أوروبا تهون من أمر الشحنة المتفجرة الممثلة في كتلة سكانية مهاجرة يكاد يستحيل دمجها في المجتمع، بحسبما يرون. بل ذهب آخرون إلى حد اتهام أوروبا بأنها صارت أرضا خصبة لتفريخ «الارهاب» الدولي، في إشارة إلى خلية «القاعدة» في هامبورج التي أسهمت في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. ويتفق قسم كبير من مختلف ألوان الطيف السياسي الاميركي مع نظرية أستاذ العلوم السياسية صامويل هنتنغتون عن «صدام الحضارات» أو رأي الكاتب البريطاني تيودور دالريمبل القائل «إن حلم الامتزاج الثقافي العالمي الجميل قد تبخر وحل محله كابوس الصراع الدائم».