ثلاث عمليات انتحارية تهز وسط العاصمة عمان

53 قتيلا وجرح أكثر من 200 في تفجيرات متزامنة لثلاثة فنادق.. وملك الأردن يتوعد الفئات الضالة

TT

قالت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) ان ثلاثة انتحاريين مشتبه فيهم فجروا انفسهم في ثلاثة فنادق كبرى بالعاصمة الاردنية عمان امس. وقال مصدر أمني ان 53 شخصا على الاقل قتلوا وجرح نحو مائتين.

ونقلت الوكالة عن متحدث باسم الشرطة قوله ان المفجرين الثلاثة استهدفوا فنادق «راديسون ساس» و«غراند حياة» و«دايز إن».

وتشتهر الفنادق الثلاثة بنزول السياح الغربيين والاسرائيليين فيها. وقالت وكالة الانباء الاردنية «بترا» ان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني أدان العمليات الارهابية التي ضربت ثلاثة فنادق في العاصمة الاردنية عمان مساء أمس وأودت بحياة العديدين.

وقالت الوكالة نقلا عن بيان اصدره الديوان الملكي، ان الملك عبد الله وصف: «التفجيرات الارهابية التي استهدفت ثلاثة فنادق في عمان بانها اعمال اجرامية ارتكبتها فئات ضالة مضللة». واضاف البيان نقلا عن العاهل الاردني: «ان هذه الاعمال الارهابية لن تثني الاردن عن القيام بدوره في مكافحة الارهاب ومحاربة الجماعات الارهابية المجرمة ومن يقف خلفها او يبرر أعمالها». وقال ان: «يد العدالة ستنال من المجرمين الذين استهدفوا باعمالهم الجبانة المدنيين الابرياء الآمنين». مضيفا ان: «الاردن سيبقى بلدا آمنا مستقرا وان هذه الاعمال الارهابية لا تمثل قيم الاردن وشعبه». ومن ناحيته قال ناطق باسم البيت الابيض ان واشنطن «تدين بقوة» الاعتداءات «الدنيئة» التي استهدفت «مدنيين ابرياء» واسفرت عن سقوط 53 قتيلا مساء امس في ثلاثة فنادق في العاصمة الاردنية.

الى ذلك قال وزير الداخلية الاردني عوني يرفاس للصحافيين اثناء تفقده فندق راديسون: «كانت هناك انفجارات في فندقي حياة وراديسون... نعم كانت هناك قنابل». وأقامت الشرطة حواجز على الطرق المحيطة بالفنادق مما احدث فوضى مرورية بالمدينة. واظهرت لقطات تلفزيونية اسطولا من سيارات الاسعاف والاطفاء خارج الفنادق. وبدا ان الانفجارات الثلاثة وقعت في نفس الوقت تقريبا.

وقال شهود عيان ان مبنى فندق راديسون بدا سليما ولكن بالداخل كانت هناك تلفيات شديدة بالاسقف.

وقال شهود عيان ان الانفجار وقع في قاعة افراح «فيلادلفيا»، حيث كان حوالي 250 شخصا يحضرون حفل زفاف. وقالوا ان القاعة دمرت ويبدو ان القنبلة انفجرت بالقرب من حائط يفصل القاعة عن منطقة حانة الفندق.

وتكهنت مصادر أمنية بأن الحانة كانت هي المستهدفة وليس قاعة الافراح. وقال الشهود ان الانفجار في فندق حياة المؤلف من تسعة طوابق يبدو انه اصاب البهو.

وذكر شهود عيان ان العديد من المصابين شوهدوا في ردهة فندق الراديسون ساس. وقال شهود عيان في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» ان التفجير الانتحاري وقع بفندق راديسون في قاعة افراح اسمها فيلادلفيا، حيث كان يحضر كثير من الضيوف حفل عرس. واضافت المصادر ان معظم الجرحي الذين اصيبوا كانوا من اهل العروسين». واوضح الرائد بشير الدعجة رئيس المكتب الاعلامي في مديرية الأمن العام ان «ثلاث عمليات ارهابية استهدفت فنادق «راديسون ساس، و«حياة عمان» و«دايز ان»، مرجحا ان تكون «التفجيرات عمليات انتحارية». واشار الى ان «هناك عددا من الوفيات والاصابات»، من دون ان يحددها.

وافادت مصادر أمنية ان الانفجارات الانتحارية التي وقعت مساء امس في فنادق «راديسون ساس» و«غراند حياة» و«دايز ان» في العاصمة الاردنية ناجمة عن قنابل اوقعت ما لا يقل عن 18 قتيلا واكثر من 100 جريح. واكد التلفزيون الاردني الرسمي وقوع الانفجارات الثلاثة فيما قالت مصادر طبية ان عددا كبيرا من الاشخاص اصيبوا ونقلوا الى المستشفيات. ووقع الانفجار الاول في فندق راديسون ساس عند الساعة 21.20 مساء (19.20 ت غ) في المنطقة الغربية من عمان وسمع دويه على بعد كيلومترات، وتبعه انفجار ثان في فندق غراند حياة.

وذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان رئيس الوزراء عدنان بدران هرع الى مكان الانفجار فيما اغلقت الشرطة المنطقة التي تضم عددا من فنادق الخمسة نجوم. وقال الشهود ان الانفجار هز فندق راديسون وان العديد من الجرحى شوهدوا في الردهة. وذكر شهود عيان: «أن السلطات الاردنية فرضت طوقا أمنيا على المنطقة بأكملها». ووقع الانفجار في قاعة افراح، حيث كان حوالي 250 يحضرون حفل زفاف. والفندق معروف بإقبال السياح الاسرائيليين عليه. وكشف شهود عيان لـ«الشرق الاوسط» ان فندق غراند حياة كان يتميز بتواجد المسؤولين العراقيين فيه، اما راديسون فيرتاده السياح وتقام فيه عرائس العائلات الغنية، اما فندق دايز ان فهو ثلاثة نجوم ولا يشتهر سوى بوجود ملهى ليلي فيه. وقد شوهدت أعمدة الدخان تنطلق من مبنى الفندق الذي يقع في منطقة جبل عمان التجارية عقب الانفجار وهرعت سيارات الإسعاف إلى الموقع. واضاف شاهد عيان ان الانفجار ادى الى تدمير الواجهة الخارجية لفندق غراند حياة، وشوهدت سبع جثث يتم نقلها من ردهة الفندق. يذكر ان الفندقين راديسون ساس وغراند حياة يتردد عليهما الدبلوماسيون الاجانب ورجال الاعمال الاميركيون. وقال شاهد عيان: «ان انفجارا منفصلا هز فندقا ثانيا في العاصمة الاردنية عمان امس وان 40 شخصا على الاقل اصيبوا بعضهم جروحهم خطرة. وقال شهود عيان ان هيكل فندق راديسون بقي سليما لكن ضررا كبيرا لحق بالاسقف.

واوضح مراسل اجنبي في العاصمة الاردنية: «ان الانفجار في فندق حياة المؤلف من تسعة طوابق حدث حوالي الساعة التاسعة مساء ويبدو انه اصاب الردهة.وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية اعدادا كبيرة من رجال الأمن تطوق فندق «غراند حياة» وقد تحطم زجاج النوافذ فيه بينما هرعت سيارات الاسعاف الى المكان. كما قام عدد من رجال الأمن بتمشيط مبان قرب فندق «راديسون ساس» كما اغلقت مفاصل الطرق المؤدية الى الشارع حيث يقع «غراند حياة» و«راديسون ساس».

ومن جهتها قالت كارولين هاولي مراسلة الـ«بي بي سي» التي تقيم في فندق «غراند حياة» انها شاهدت مصابين وسيارات اسعاف تهرع الى مكان الحادث. وقال ضابط شرطة اردني ان التفجير الانتحاري يحمل بصمات «القاعدة». وفندق راديسون معروف باقبال السياح الاسرائيليين عليه لكن لم يصدر أي تأكيد لجنسية اي من القتلى او الجرحى. وقال شهود ان كثيرا من السياح الغربيين كانوا يقيمون هناك.

وقال ضابط شرطة اردني طلب عدم الكشف عن اسمه ان هناك عددا كبيرا من القتلى وكثيرا من الجرحى في التفجير الذي ضرب فندق غراند حياة. وقال رجل اعمال اميركي ناج من تفجير فندق غراند حياة ان قنبلة انفجرت في ردهة الفندق. وقالت خدمات الاسعاف الاسرائيلية انها عرضت ارسال مساعدة طبية الى الاردن بما في ذلك نقل اي جريح يريد تلقي العلاج في اسرائيل. وقال اسلامي مصري ان بصمة القاعدة واضحة في تنفيذ العملية. مشيرا الى ان انها اول عملية تتم بنجاح بعد فشل عمليات سابقة لتنظيم الزرقاوي في الاردن. واضاف ان التفجيرات الانتحارية تتشابه الى حد بعيد من جهة التنفيذ والتوقيت المتزامن مع تفجيرات طابا ونويبع المصرية يوليو (تموز) الماضي. وأعرب الدكتور هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» ان الهدف كان هو ضرب السياح الاميركيين والاجانب الذين يرتادون تلك الفنادق. وأعرب عن اعتقاده ان المنفذين ربما قد جاءوا من العراق عبر الحدود الاردنية انتقاما من الحكومة الاردنية التي تدرب الشرطة العراقية، وتلاحق الاصوليين في الاردن وتعتقلهم، كذلك ان التفجيرات تهدف الى ضرب الوجود الاسرائيلي في الاردن. واشار الاصولي المصري الى ان تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين الذي يتراسه ابو مصعب الزرقاوي المطلوب الاول أميركيا، يعتبر ان الاردن شريك اساسي في احتلال العراق بما قدمه من دعم لقوات التحالف». وقال السباعي ان «القاعدة» أرادت ان تقول ان القبضة الأمنية الحديدية للاردن لن تثنيها عن عملها المسلح من اجل زعزعة الاستقرار، والتاكيد على ان الفوضى الأمنية في المنطقة سببها الوجود الاميركي. الى ذلك افاد مصدر رسمي أمس ان الاردن قرر اغلاق الوزارات والدوائر والمؤسسات العامة والمدارس اليوم بعد الاعتداءات التي استهدفت ثلاثة فنادق في حسبما أفادت وكالة الانباء الاردنية (بترا).

واعلن رئيس الوزراء عدنان بدران عن القرار بعد ساعات من اعتداءات هي الاولى من نوعها في الاردن. وذكرت بترا ان «عددا من الهيئات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني تعتزم تنظيم مسيرات في عمان وعدد من المدن الاردنية غدا احتجاجا على التفجيرات الارهابية».