زوليك يزور دارفور ويبحث مع بعثة الاتحاد الأفريقي الوضع المضطرب في الإقليم

TT

امضى روبرت زوليك، نائب وزيرة الخارجية الأميركية، امس يوما شاقا في اقيم دارفور المضطرب، بحث خلاله الاوضاع المتصاعدة مع بعثة الاتحاد الافريقى التي تحرس اتفاقا هشا لاطلاق النار بين الحكومة والحركات المسلحة، وتفقد اوضاع النازحين في اكثر من معسكر، وعقد اجتماعات مع زعماء القبائل والمسؤولين في دارفور.

وكان زوليك قد انهى زيارة الى العاصمة الخرطوم امس بمؤتمر صحافي جدد فيه رفض بلاده تصاعد الاوضاع في دارفور، والبطء المصاحب لتنفيذ اتفاق السلام بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان، ويغادر زوليك مدينة نيالا في دارفورالى مدينة جوبا، جنوب السودان، لاجراء مباحثات مع المسؤولين في حكومة الجنوب.

وبدأ زوليك زيارته الى نيالا باجتماع مع بعثة الاتحاد الافريقي ، وحذر مسؤول البعثة في الاجتماع من خطورة «الصراعات التي بدأت تظهر بين القبائل المختلفة»، واشار في الخصوص الى النزاع بين «قبيلة الزغاوة ام كملتي وبعض القبائل بمنطقة شعيرية، والصراع الاخير بين قبيلتي «الفلاتا والمسلات» بمنطقة قريضه جنوب نيالا. وتناول المسؤول الافريقي مهام البعثة واماكن انتشارها بالولاية مستعرضا الخروقات التي حدثت في الاونة الاخيرة ببعض المناطق سواء من قبل المتمردين او مليشيات «الجنجويد». واستبق مسؤول كبير في الحركة الشعبية، وهو باقان اموم، مستشار العلاقات الخارجية لحكومة الجنوب، زيارة زوليك الى جوبا اليوم بانه «اذا ما سارت الامور في السودان على ما نراه الآن وحدث الاستفتاء في اجواء مشابهة فسيتم انفصال الجنوب لا محالة وستكون النتيجة معروفة» .

واتهم الحكومة بانها تقوم بممارسات لن تقود الى وحدة السودان، واعتبر باقان ان الحركة الشعبية تعيش الآن مرحلة انتقال «صعبة»، ووصف الاوضاع الحالية بانها تحتاج لنضال اكبر مما قامت به الحركة في السابق، وشن هجوما عنيفا على القيادي الجنوبي بونا ملوال، مستشار الرئيس البشير، وقال انه يتولى موقعه الحالي عبر حزب المؤتمر الوطني الحاكم. الى ذلك دعا زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي الى تنفيذ اعتصامات ومظاهرات في رئاسات الولايات المختلفة وأمام السفارات السودانية بالخارج بجانب رفع مذكرة، لجهة لم يحددها، عبر مسيرة تتم في الخرطوم وفقاً للقانون لتأكيد حجم الدعم الشعبي لإيجاد حلول ومعالجات لتطورات الأوضاع في دارفور. وقال المهدي في خطاب أمام ملتقى تفاكري للقوى الوطنية الذي نظمه حزبه أمس بمركزه العام بأم درمان إن استكانة القوى السياسية والمدنية الحالية في ظل الأوضاع المتردية بدارفور تفتح الطريق امام ثلاث أجندات غير مجدية هي اجندة السلطة واجندة العنف واجندة التدويل، واشار الى وجوب وضع أجندة وطنية تحقق وحدة الهدف لا وحدة الصف، داعياً الى ما اسماه بـ«سودنة» مشروع الخلاص. ووصف المهدي الاتفاقات الموقعة مع حكومة الرئيس البشير بأنها مثل «البغلة، تولد ولا تلد».

واعتبر المهدي ان حوارات «أبوجا» بين الحكومة والمسلحين في دارفور، تحت رعاية الاتحاد الافريقي غير مجدية.