رئيس وزراء الصومال يلوح بإقصاء وزيرين رفضا الاجتماع به في مقديشو

موسى يزور الصومال للمرة الأولى منذ توليه منصبه.. ووفد يمثله يجري محادثات مع طرفي النزاع

TT

كشفت مصادر مطلعة في الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» أن الأمين العام للجامعة عمرو موسى سيزور الصومال للمرة الاولى منذ توليه منصبه عام 2001. وأن موعد الزيارة سيتحدد في ضوء تقرير ستقدمه بعثة الجامعة التي تزور الصومال حالياً. وأكدت مصادر قريبة الى موسى أنه يريد إنهاء فترة ولايته الأولى خلال مارس (آذار) من العام المقبل بزيارته كل الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

وغداة الانتقادات العنيفة التي وجهتها الحكومة الانتقالية الصومالية لما وصفته بالسياسة غير العادلة التي تنتهجها الجامعة العربية ضدها، بدأ وفد من الجامعة العربية برئاسة رئيس الإدارة الأفريقية مسؤول ملف الصومال في الجامعة سمير حسني زيارة للصومال. ويضم الوفد الذي وصل الاربعاء الي مدينة جوهر، مقر الرئيس الصومالي (90 كم الي الشمال من العاصمة) سالم الخصيبي، مبعوث الأمين العام للجامعة العربية الى الصومال، وعددا من الدبلوماسيين في الجامعة. وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها على مستوى الجامعة العربية منذ تشكيل الحكومة الصومالية الانتقالية في المنفى بكينيا في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.

وبدأ الوفد مفاوضات مع الرئيس الصومالي، عبد الله يوسف أحمد، ورئيس الوزراء، علي محمد جيدي، في اجتماعات مغلقة، فيما لم يدل أي من الطرفين بتصريحات عن هذه المباحثات، لكن مصدراً مطلعاً في الحكومة الصومالية أفاد «الشرق الأوسط» بأن وفد الجامعة العربية سيزور أيضا مقديشو للقاء الطرف الآخر من الحكومة المعارض للرئيس والذي يضم وزراء ونواباً يتزعمهم رئيس البرلمان الشريف حسن شيخ آدم.

من جهة أخرى ألغي الاجتماع الذي دعت إليه الحكومة الصومالية لوزراء خارجية دول منظمة «الإيقاد» في مدينة جوهر، وكانت الحكومة الانتقالية الصومالية قد أجرت استعدادات أمنية كبيرة في جوهر لاستقبال وزراء خارجية «الإيقاد»، لكن أحدا منهم لم يحضر الي جوهر في الموعد المحدد للاجتماع الذي كان مقررا الاربعاء. وبينما يستعد جيدي للعودة مجددا إلى مدينة جوهر في ختام زيارة مثيرة للجدل الى مقديشو تعرض خلالها لمحاولة اغتيال فاشلة، فان مصادر صومالية رفيعة المستوى قالت إن شعورا بالاستياء يسود الحكومة الصومالية بسبب تجاهل الحكومات والدول العربية محاولة الاغتيال هذه. واستغربت عدم مبادرة أي مسؤول عربي إلى الاتصال بجيدي أو بالرئيس الصومالي للإعراب عن الأسف لما حدث وتأكيد التضامن العربي مع الصومال خلال هذه المرحلة الحرجة.

من جهة أخرى، قال جيدي لـ«الشرق الأوسط» إنه غير سعيد برفض اثنين من وزرائه استجابة دعوته لهما لحضور اجتماع موسع لأعضاء الحكومة في مقديشو للبحث في حل الخلافات التي تكاد تعصف بحكومته. وأوضح أنه قد يتخذ إجراءات لم يحددها للرد على هذا التمرد السياسي الذي يستهدف محاولة تكريس الفوضى السياسية والأمنية في البلاد.

وأضاف «لن نصبر طويلا بعد الآن على أحد ويجب أن يعلم كل وزير أن رفضه لاستجابة لتعليماتي يعني أن فرص بقائه في الحكومة باتت محدودة». وقال «إذا اضطررنا سنقوم بفصل المتمردين ونفضحهم أمام الرأيين العامين الصومالي والدولي».

وكان أميرا الحرب موسى سودي يلاهو وزير التجارة ومحمد قنيري أفرح وزير الأمن والاستخبارات قد امتنعا عن حضور اجتماع دعا إليه جيدي بعد نجاته من محاولة الاغتيال الفاشلة قبل يومين فقط.

من جهة اخرى، حذر مجلس الأمن الفصائل الصومالية الاربعاء من اللجوء إلى القوة لحل الخلافات بينها، معتبرا أن ذلك سيكون غير مقبول، معربا عن قلقه اثر معلومات افادت عن نشاطات ذات طابع عسكري وعن خطاب حربي في الصومال.