الأسد يصف لبنان بأنه «الممر والمقر» للمؤامرات على سورية .. ويؤكد التعاون مع التحقيق الدولي وبراءة دمشق من كل التهم

اتهم فؤاد السنيورة بأنه «عبد مأمور لعبد مأمور»

TT

اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان بلاده ستتعاون مع المنظمات الدولية وقراراتها ومع لجنة التحقيق الدولية بكل ايجابية انطلاقا من ثقتها ببراءتها من كل الاتهامات التي وجهت اليها.

وأضاف الرئيس الأسد في خطاب شامل ألقاه أمس في جامعة دمشق «لقد اردوا ان يقوموا بعملية ضغط على سورية والشعب السوري في محاولة لجعلنا ننهار ونقوم بتنفيذ ما يريدونه مباشرة، لكن هذه المحاولات لم تعط نتيجة، خاصة بعد ان تم فضحهم بالأقنعة التي كانوا يستخدمونها كمصطلحات، ومحاولتهم خلق شرخ بين الدولة السورية والشعب، وكلنا يعرف الضغوط الدولية التي ادت الى صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري، وكان قسم كبير منا يتوقع الصورة المحتملة للتقرير قبل صدوره وهذه الظروف الدولية لا يبدو انها ستتغير في وقت قريب».

وقال «اذا كان الشعب اللبناني يريد فعلا علاقة اخوية مع سورية بعيدا عن الشعارات والمجاملات فهذا شيء لا يمكن ان يتم من خلال دولة جزء كبير منها يعادي سورية ويعمل على ان يكون ممرا ومقرا للمؤامرات على سورية، بالرغم من التصريحات الجميلة والمخدرة التي يطلقها بعض السياسيين اللبنانيين من انهم ضد حصار الشعب السوري وضد التآمر على سورية. ولهؤلاء نقول انكم اقل ذكاء من ان تخدعوا الشعب السوري في هذه المصطلحات».

وشن الأسد هجوماً حاداً على بعض السياسيين اللبنانيين قائلاً «في الحقيقة ان ما نراه اليوم هو ان لبنان ممر ومصنع وممول لكل هذه المؤامرات، هذا يعنى ان السيد السنيورة لم يتمكن من الالتزام او لم يسمح له بالالتزام لانه عبد مأمور لعبد مأمور». الا انه قال «اننا معنيون بأن يحافظ لبنان على وحدته واستقراره وننظر بعين الحذر الى الاوضاع السائدة فيه والى اعتقاد بعض الاطراف بالحد الادنى من حس المسؤولية الذين يعملون على عودة لبنان الى سابق عهده ممرا للمؤامرات على سورية وهذا ما بتنا نلمسه في الممارسات والسياسات التي يتبعها البعض من ممتهني السياسة والذين يقعون في خطأ كبير ان اعتقدوا ان لديهم القدرة على نسف المعادلة الوطنية». واشار الى ان القوى اللبنانية التي دعمت القضية الفلسطينية ودحرت الاسرائيليين وحررت الجنوب «ما زالت هي القاعدة الاساسية في لبنان» والتي ستبقى تمثل الاكثرية الساحقة من الشعب اللبناني «اما الاخرون من سياسي وزعماء الوصاية الاجنبية فلا يقوون الا بقوة اسيادهم لذلك فهم ضعفاء يحَرَّكون من بعد ويتم تحريكهم عن بعد».

واعتبر الأسد ان ما يحدث اليوم «هو امتداد لما حصل منذ عدة سنوات فالقرار 1559 الخاص بانسحاب القوات السورية من لبنان لا علاقة له للتمديد للرئيس اللبناني اميل لحود، وبدأ التحضير له قبل ثلاثة اشهر، ايضا ما يحصل الان لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باغتيال الرئيس الحريري على الاطلاق، ولو كان لديهم اهتمام بدم الحريري لكانوا شكلوا لجنة تحقيق للرئيس ياسر عرفات الذي سُمِّمَ في الاراضي الفلسطينية ومات في فرنسا ولم نسمع من يطالب بلجنة تحقيق على الاقل بين فلسطين وفرنسا»، واضاف «ان السبب في ذلك حسب اعتقادي انهم يبحثون عن حقيقة مزيفة ... وهم لا يريدون حقائق واقعية».

وقال الرئيس الاسد «هذه المراحل او هذه الحرب التي نخوضها وهذه الحالة التي نعيشها هي حالة مشَكَّلة من مراحل وربما نقول انها حرب على مراحل... واليوم ندفع ثمن تقاسم مصالح بين الدول الكبرى وندفع ثمنا مباشرا سببه فشل احتلال العراق». واعتبر «ان الصراع لم يبدأ بالقرار 1559 ولن ينتهي بالقرار 1636 ولن ينتهي بتقرير ميليس في الخامس عشر من الشهر المقبل. واشار الى ان القرار 1636 «لم يبن على تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية بل هو مخطط قبل التقرير، والتقرير لم يبن على التحقيق، والتحقيق لم يبن على مقتل الحريري بكل الاحوال، يعني لا علاقة للاول بالثاني ولا بالثالث.

وقال الاسد «لقد انتظرنا من تقرير ميليس ان يبحث عن نوعية المتفجرات من اين اتت ومن يصنعها وأي دولة في المنطقة قادرة على تصنيعها، والسيارة من أين اتت وأين صنعت وكيف وصلت... ورأينا ان تقرير ميليس يتحدث عن اشخاص سوريين وكل من له علاقة بخط سورية،، وكل من كان مع سورية وغير موقفه كان متهما واصبح بريئا بقدرة قادر، وهذه أمور يجب ان نراها». واعتبر «ان الامور تسير باتجاه معين بمعزل عن التعاون وان الشيء الايجابي الوحيد من التقرير هو انه ثبت البراءة بالنسبة لسورية»، وأكد «ان سورية غير متورطة على مستوى الدولة او على مستوى الافراد باغتيال الحريري اللهم الا اذا كان هناك نسبة خطأ بشرية في التقدير كلنا ممكن ان نقع فيها». وأوضح الأسد «لقد ارسلنا دعوة للجنة التحقيق الدولية لكي تأتي الى سورية وتقابل وزير الخارجية ورفضت اللجنة هذه الدعوة كما ارسلت اللجنة القضائية السورية دعوة الى ميليس لكي يأتي الى سورية هو ولجنته لكي يضعوا اسسا قانونية تتم عبرها التحقيقات لكنه رفض».

وكشف الرئيس الاسد انه طرح، أول من امس، مع عمرو موسى ان تتم التحقيقات في الجامعة العربية وبالتعاون مع مصر وأجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس مبارك حول هذه النقطة مضيفا انهم «ايضا رفضوا» وتساءل الاسد اذا كانت المشكلة في سورية، وقال: «لماذا لا يقبلون اجراء التحقيق في أي مكان اخر؟ طرحنا ايضا اجراء التحقيق في مبنى الامم المتحدة في سورية وعليه علم الامم المتحدة وحراسة الامم المتحدة فلم يوافقوا وهذا ما يؤكد انه مهما قمنا من اعمال ومهما تعاونا ستكون النتيجة بعد شهر ان سورية لم تتعاون».

وقال الرئيس الاسد «نحن مستعدون للتعاون لكن في اطار يؤدي للكشف عن ملابسات الجريمة ولو اننا نعرف المكتوب من العنوان ونعرف اين تسير الامور مع ذلك علينا ان نقوم بواجبنا ونقوم بكل ما علينا القيام به من اجل كشف ملابسات هذه الجريمة» واكد «ان سورية تدعم الشرعية ولن ندعم الفوضى الدولية». وقال «ان على هذه الدول ان تعرف ان عصر الوصاية على المنطقة قد انتهى وان المنطقة الان امام خيارين اما المقاومة والصمود او الفوضى، والمقاومة هي التي تمنع الفوضى والمقاومة لها ثمن والفوضى لها ثمن ولكن ثمن المقاومة والصمود اقل بكثير من ثمن الفوضى». واضاف «لقد كنت اقول للمسؤولين الأميركيين في السابق اذا كانت لديكم صفقة وانتم تحبون الصفقات تفضلوا واطرحوا هذه الصفقة علي وانا سأعرضها على الشعب، ان وافق الشعب لا توجد لدينا مشكلة».

وحول الوضع في العراق قال الرئيس الاسد «ان ما يحصل في العراق مقلق لكل عربي فهو يدخل حيز التفتيت ولا احد يعرف متى يحدث الانفجار الكبير الذي من شأنه ان يضع المنطقة برمتها في دوامة المجهول ويتسبب في تداعيات خطيرة قد تصيب اماكن اخرى ابعد من حدود الشرق الاوسط». وتابع «اما بالنسة للاتهام حول ضبط الحدود السورية حول العراق فلسورية مصلحة بأن تضبط الحدود لان الفوضى الموجودة في العراق اثرت بشكل مباشر على الحالة الأمنية في سورية، نحن منفتحون للتعاون مع العراقيين بدون حدود سواء بالنسبة لضبط الحدود مباشرة او بضبط ما هو خلف الحدود من خلال تعاون أمني وغيره من الاجراءات الاخرى». واضاف الرئيس السوري «لقد اصبح ملحا في هذه المرحلة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق لان ذلك سيحفظه من الانقسام الداخلي ويعيد اليه استقلاله».