عون يرسل موفداً إلى جعجع لتأكيد التقارب بين«الحزبين الفاعلين على الساحة اللبنانية»

مع استمرار النقاش العلني حول رئاسة الجمهورية

TT

استأثر موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان امس، وكالعادة في الايام الماضية، بالمداولات بين القوى السياسية والمرجعيات المسيحية اللبنانية. وكان أبرز المواقف ما لمح اليه عضو قيادة حزب «التيار الوطني الحر» الوزير السابق عصام أبو جمرة اثر اجتماعه بقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع من ان الانتخابات الرئاسية مؤجلة. فيما اكد الوزير السابق رئيس اتحاد الروابط المسيحية ميشال اده اثر زيارته البطريرك الماروني نصر الله صفير ان الموضوع «غير مطروح حالياً»، و«ان الجميع متمسك بالسلطات الدستورية».

والتقى ابو جمرة، الذي اوفده النائب العماد ميشال عون، جعجع في مقر اقامة الأخير في الارز (شمال لبنان). وعقب اللقاء الذي امتد قرابة ثلاث ساعات ادلى ابو جمرة بتصريح قال فيه: «جئنا لتهنئة الدكتور جعجع بعودته بعد 11 سنة من السجن. وهذه المرة الاولى نلتقيه. وجئنا باسم العماد عون ونيابة عنه وباسم التيار الوطني الحر لنقوم بهذه التهنئة... ونحن لا نتمنى لأحد ان يمر بالتجارب التي مر بها الحكيم والتي مر بها مثلنا من خلال النفي عن البلد». واضاف: «اريد ان اقول ان التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حزبان فاعلان على الساحة اللبنانية بل من اقوى الاحزاب. ونتمنى ان نبقى دائماً على وفاق واتفاق في الرأي والهدف، ليبقى لبنان بخير ونتقدم في كل الأمور».

وحول تقارب وجهات النظر، خصوصاً موضوع رئاسة الجمهورية، قال اللواء ابو جمرة: «اكثر من متطابقة. ونحن والدكتور جعجع سنبقى على اتصال وتشاور لما فيه الخير». وسئل ما اذا كان تم التوصل الى نقاط مشتركة حول موضوع رئاسة الجمهورية، فأجاب: «حكماً، لكن الموضوع لا يمكن ان يكون وليد ساعته. ولا يستطيع الانسان خلال ساعات ان يخرج بقرارات لأن الموضوع معقد ومرتبك. واعتقد ان المرحلة الاولى هي صدور تقرير ميليس والتحقيقات. وعلى ضوئها سيكون هناك قرار. بخلاف ذلك فالتشاور مهم ويجري بهدوء، خصوصاً بين القوات والتيار. وهذا امر نصرُّ عليه. والحكيم أصر عليه. وان شاء الله سنبقى على اتصال وبشكل ايجابي».

وحول لقاء قريب بين العماد عون والدكتور جعجع، قال ابو جمرة: «لا شيء يحول دون اللقاء.. ومن الممكن ان يتم في اي لحظة». واضاف: «اريد ان اوضح بالنسبة الى الرئاسة، موضوع انتخاب الرئيس يجب ألا يتم خلال ربع الساعة الاخير. التشاور ضروري ولو كان بعد سنتين. فالتشاور وتحديد الامور ووضعها في نصابها مهم جداً. وأريد ان اشير الى انه وفي كل لقاء لا يتم البحث فيه بموضوع الرئاسة فقط انما يتم التطرق الى امور كثيرة».

وفي بكركي، استقبل البطريرك صفير الوزير السابق ميشال اده. وبعد اللقاء قال الأخير: «طالما لم نصل الى الحقيقة هناك شيء غير صحيح في البلد، وهناك شكوك وشبهات. المهم معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كي ينال المخططون والمنفذون والفاعلون أقصى العقوبات. ونكون بذلك بدأنا في ارساء دولة الحق التي الى اليوم ليست موجودة في لبنان، مع الأسف». وعن موضوع رئاسة الجمهورية، قال اده: «لم نطرح هذا الموضوع».