«منتدى المستقبل» ينطلق اليوم من البحرين بمشاركة 44 منظمة غير حكومية والدول الثماني الكبرى

TT

يجتمع اليوم أبرز قادة الدبلوماسية الدوليين في المنامة للمشاركة في «منتدى المستقبل» المبني على شراكة بين دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومجموعة الثماني الصناعية. وما يبرز فعاليات المنتدى اليوم وغداً هو دعوة منظمات المجتمع المدني للمشاركة في المنتدى لمعالجة مشاكل معينة في الشرق الأوسط وطرح الاقتراحات على الحكومات العربية ومجموعة الدول الصناعية. ويسعى القائمون على المنتدى على الاثبات بأن اللقاء سيقدم انجازات جوهرية للمنطقة في اطار الاصلاح العام، فقد دعيت 44 منظمة غير حكومية الى المشاركة في اعمال المنتدى التي تتواصل على مدار يومين. وتشارك في المنتدى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس حيث تصل اليوم الى المنامة. ومن المتوقع ان تعلن رايس عن صندوق تزيد قيمته على مائة مليون دولار لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، ويأتي 50 مليون دولار من الولايات المتحدة و20 مليونا من كل من المغرب ومصر والباقي من اوروبا.

وسوف يعلن المؤتمر عن مؤسسة جديدة لتقديم المنح. وتهدف «مؤسسة المستقبل» الى تعزيز الديمقراطية والاصلاح السياسي في الشرق الاوسط. وسوف تساهم الولايات المتحدة بمبلغ 35 مليون دولار في هذا الصندوق وتأتي تسعة ملايين دولار من دول اخرى.

وقالت وزارة الخارجية ان من المتوقع ان يكون مقر المؤسستين في الشرق الاوسط، وان اجتماعا سيعقد في يناير (كانون الثاني) لتحديد اعضاء مجلسي ادارتهما وكيفية توزيع الاموال.

وبعد البحرين تتوجه رايس الى السعودية ثم الى القدس ورام الله حيث من المتوقع ان تحث اسرائيل والفلسطينيين على التعجيل بجهود السلام التي تعثرت بسبب جولة جديدة من العنف.

ويركز المنتدى، الذي يأتي ليكمل أعمال منتدى العام الماضي في الرباط، على الاصلاح السياسي في الشرق الاوسط بالاضافة الى الحريات المدنية والشفافية، ومحاربة الفساد، وتعزيز التعليم في العالم العربي. وتشارك البحرين في رئاسة المنتدى المملكة المتحدة بسبب رئاستها الحالية لمجموعة الثماني. وقال السفير البريطاني لدى البحرين روبين لام في لقاء خاص مع صحافيين عرب أمس ان الغرض من المنتدى هو «بناء الثقة بين الحكومات والمجتمع المدني، فنريد التغلب على سوء التفاهم والشبهات» حول المبادرات للاصلاح في الشرق الأوسط. ولفت الى ان المنتدى نشأ من اقتراحات الدول العربية نفسها بعد اصدار «تقارير التنمية العربية» قبل عامين والتي أظهرت عدة مشاكل اساسية في الدول العربية والتي تطلبت الاصلاح الجذري. وأضاف لام الذي يجيد العربية ان «المنتدى يمثل فرصة مهمة جداً للمجتمع المدني ليجتمع في نفس القاعة ويقدم التوصيات الى الحكومات المجتمعة». وتابع بأن التواصل مع المجتمع المدني سيعني «وصول الصورة الصحيحة الى الاعلام العربي والشارع العربي عن مبادرات الاصلاح». ويذكر ان الاتحاد الاوروبي يشارك للمرة الأولى في المنتدى وسيمثله خافيير سولانا ممثل السياسة الخارجية لدى الاتحاد. كما ان كلا من هولندا والدنمارك واسبانيا وسويسرا واليونان والمجر شاركت في منتدى هذا العام. وبينما تحفظ المسؤولون البحرينيون والبريطانيون على تفاصيل توصيات المنتدى قبل انطلاقه، الا ان وزارة الخارجية الأميركية اعلنت مسبقاً ان المنتدى سيوصي بتأسيس صندوق نقدي لتمويل مشاريع من خلال المنتدى، بالاضافة الى «مؤسسة منتدى المستقبل» لاتباع قرارات المنتدى الذي من المقرر انعقاده سنوياً في بلد عربي، واعلن عن اقامته العام المقبل في الاردن. ولفت لام الى ان «المجموعة الثمانية ليس لها كيان دائم، ولذلك ستلعب المؤسسة دور متابعة المنتدى». وسيكون التبرع للصندوق اختيارياً وغير لازم. ومن المنتظر ايضاً الاعلان عن «اعلان البحرين» قبل انتهاء المنتدى لتلخيص توصياته ونص المتطلبات للعام المقبل. وأشار لام ان «هذه عملية استمرارية، فترسيخ الديمقراطية عملية لا تنتهي ابداً في أي بلد».

ونفى السفير البريطاني الادعاءات بأن المنتدى يفرض رأي الدول الثماني وخاصة الولايات المتحدة على دول الشرق الأوسط. وقال: «لا نريد جواً من الاتهامات والمشاغبات، بل نريد جواً بناءً». وأضاف أن جميع التوصيات التي يخرج بها المنتدى غير لازمة على دول الشرق الأوسط، وانما تعتبر نصحاً لمن يريد من الحكومات العربية الأخذ بها. ومن المشاريع التي تبنتها المملكة المتحدة في العام السابق هو تمويل منظمة «الشفافية الدولية Transparency International» لدراسة الشفافية في العالم العربي ومنع الفساد. واكد ان بلاده لا تتدخل في عمل المؤسسة وانما تدعمها مادياً فقط . وتعقد اليوم أربع جلسات نقاشية مفتوحة للصحافة تتمحور حول مواضيع رئيسية في مجال الاصلاح في الشرق الاوسط. وفي الجلسة الصباحية اليوم تشارك المملكة المتحدة وروسيا 5 دول عربية في نقاش حول التحديات التي تواجه «منتدى المستقبل» بالاضافة الى حقوق الانسان والحوار بين الحكومات والمجتمع الدولي والعلاقات الدولية والاغاثة. وتشترك كل من الأمم المتحدة وبنك افريقيا للتنمية ومجلس التعاون الخليجي في الجلسة. وخصصت الجلسة الثانية لنقاش فرنسا والولايات المتحدة «مستقبل الشرق الاوسط والاصلاح الاقتصادي والسياسي» بالاضافة الى دور المرأة في التنمية. وتشارك كل من البحرين والعراق وعمان وباكستان ولبنان وموريتانيا في هذه الجلسة. اما جلسة بعد الظهر فتركز على دور القانون في المجتمع والحوار الاقليمي، بمشاركة المفوضية الاوروبية والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، واتحاد المغرب العربي، ومؤسسة المال الدولية. وتختتم النقاشات المفتوحة بجلسة اخيرة تطرح سبل تمكين المجتمع المدني والشفافية ومحاربة الفساد. ويشارك صندوق النقد الدولي والمجلس الاوروبي وبنك التنمية الاسلامي مع الدول المشاركة في هذه الجلسة. وشرح لام بأن المواضيع التي ستطرح عامة وغير محددة بدولة أول أخرى، موضحاً: «كل دولة تختار الوتيرة التي تناسبها، هدف المنتدى هو تشجيع الاصلاح بما يناسب كل دولة». وأشاد بـ«التقدم الكبير في البحرين خصوصاً منذ تبني الاصلاحات عام 2002 ». يذكر ان سورية ستشارك في المنتدى على مستوى وزاري، الا ان السفير البريطاني استبعد لقاءً بين وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع «لضيق الوقت» بحسب تعبيره. الا انه اردف قائلاً ان «لقاءات ثنائية اخرى ستجرى» متحفظاً على تفاصيلها. كما ان ايران اعلنت من العام الماضي انها لن تشارك في المنتدى وانسحبت على رغم دعوتها الى المشاركة فيه.