مطعم «قدوري» الذي استهدفه انتحاري.. من أقدم المطاعم الشعبية في بغداد

اشتهر بتقديم أكلة «الباقلاء بالدهن الحر» التي يفضلها العمال صباحا

TT

الجميع يعرف في العراق من هو «قدوري».. انه ذلك المطعم الشعبي القديم في منطقة ابونواس ببغداد. والجميع يعرف ان اصحاب هذا المطعم الذين شيدوه في ستينات القرن الماضي هم اناس بسطاء من مناطق بغداد الشعبية وجدوا في الاكلة الشعبية الشهيرة «الباقلاء بالدهن الحر» وسيلة لكسب رزقهم.

ومع ساعات الصباح الأولى كان العمال يتوافدون على هذا المطعم ليتناولوا وجبة الافطار التي يعتبرونها وجبة غنية وشهية ورخيصة جدا. وعلى الرغم من الحواجز الكونكريتية التي احاطت تلك المنطقة السياحية الجميلة على شاطئ دجلة (ابونؤاس) وعلى الرغم من وجود بعض عربات «الهمر» الاميركية وسيارات الشرطة العراقية بين الحين والاخر في ذلك الشارع الشهير، الا ان «قدوري» المطعم بقي فاتحا ابوابه امام من اعتاد ان يفتتح صباحه بتلك الاكلة البغدادية الشهيرة.

لكن الحال تغيرت صباح امس واصبح صباح «قدوري» مليئا بالدم بدلا من اكلة شهية، فقد فجر انتحاري نفسه وسط رواده واستهدف بين ما استهدفه باقلاء قدوري لينزف حد الموت خمسة وثلاثون شخصا وخمسة وعشرون جريحا تم نقلهم الى المستشفيات القريبة. شهود عيان اخبروا «الشرق الأوسط» بان مطعم قدوري كان قد اضاف صباح أمس وجبات افطار اخرى كالشوربة لبرودة الجو اضافة الى البيض، وقال أحدهم «شخص ما اثاره منظر الناس الآمنين ففجر نفسه فيهم ولا نعرف ان كان المستهدف تراث العراق ام بساطة الناس فيه».

وقال شهود عيان آخرون لـ«الشرق الأوسط» ان شخصا كان يرتدي ملابس عربية قام بتفجير نفسه بعد لحظات من دخوله المطعم الذي يرتاده افراد من الشرطة العراقية يوميا بالاضافة الى موظفين من الدوائر الحكومية العراقية، والكثير من عمال المساطر البسطاء. وتساءل عباس عبد الحسين احد مرتادي المطعم «ما هي الغاية او الهدف الذي يريده الارهابيون من تفجير مطعم شعبي اغلب زبائنه من العراقيين ذوي الدخل المحدود ولا يوجد اي اميركي يرتاد المطعم، انهم من خلال عملهم هذا يؤكدون انهم يستهدفون الشعب العراقي».

احمد علي كان مارا من هناك وقال «كنت انوي الدخول الى المطعم مع احد الاصدقاء القادمين من السليمانية لكنني فوجئت بالانفجار في اللحظة التي دخلت فيها الى الشارع ولم اصب بأي اذى، لكن الكثير من الابرياء راحوا ضحية افطار تمنوه مع اصدقائهم». احد عمال المطعم الذي تخلف عن الحضور في ذلك اليوم بكى عندما سألناه عن اصدقائه من العمال لكنه عاد وقال لنا «ان المطعم ابدا لم يغلق ابوابه وكان دائما يستقبل زواره وبعد ان وضعت الحواجز الكونكريتية في الشارع لم يتركه العراقيون ولم ينس احد باقلاء قدوري ابدا».