الصحافية جوديث ميلر تغادر «نيويورك تايمز»

بعد جدل في هيئة التحرير حول قضية تسريب اسم عميلة «سي. آي.إيه»

TT

توصلت صحيفة «نيويورك تايمز» والصحافية المخضرمة جوديث ميلر الى اتفاقية انتهى بمقتضاها عملها في الصحيفة الذي استمر 28 سنة، بعد أسبوعين من المفاوضات. وكانت جوديث ميلر قد دخلت السجن الصيف الماضي، لمدة 85 يوما، لرفضها الكشف عن مصدر تسريب اسم عميلة في وكالة الاستخبارات الأميركية (سي. آي. ايه) هي فاليري بليم. إلا أنها وافقت على الإدلاء بشهادتها أمام هيئة محققين وأثارت تساؤلات بخصوص تصرفاتها في هيئة تحرير الصحيفة التي تضامنت معها خلال سجنها، إلا أنها انتقدتها وشككت في مهنيتها.

وأعلن بيل كيلر، المحرر التنفيذي لـ«نيويورك تايمز»، النبأ على العاملين في مذكرة صدرت أول من أمس، وقال فيها: «شاركت جودي، خلال عملها الذي استمر 28 سنة، في أعمال صحافية نالت العديد من الجوائز». وفي الوقت نفسه أصدر آرثر سولزبرغر، ناشر الصحيفة، بيانا قال فيه: «نشعر بالامتنان لجودي لتضحياتها الشخصية بالدفاع عن مبدأ صحافي هام. أنا أحترم قرارها بالتقاعد من الصحيفة وأتمنى لها حظا جيدا».

وقالت جوديث ميلر، 57 سنة، إنها «تشعر بالرضى التام» عن الاتفاق الذي توصلت إليه مع الجريدة وأضافت أنها «امرأة حرة» مما وصفته بأنه «دير نيويورك تايمز، دير له طقوسه وتعاليمه».

وطبقا للاتفاق تقاعدت ميلر عن العمل في الصحيفة، ونشرت الصحيفة رسالة كتبتها الى المحرر تشرح فيها وضعها. وكانت ميلر قد طلبت في البداية أن يسمح لها بكتابة مقالة في صفحة الافتتاحيات تتحدى الانتقادات التي وجهها لها الزملاء في الصحيفة. لكن الصحيفة رفضت الطلب. وقال غيل كولينز، محرر صفحة الرأي والافتتاحيات: «لا نستخدم صفحة الرأي والافتتاحيات لآراء متعارضة داخل الصحيفة»، لكنه وافق على نشر رسالتها.

وقالت ميلر في الرسالة التي جاءت بعنوان «وداع جوديث ميلر»، ان من بين اسباب تركها العمل في «نيويورك تايمز» بعض زملائها الذين اختلفوا معها بشأن قرارها الإدلاء بشهاداتها في قضية تسريب اسم فاليري بليم، زوجة السفير جوزيف ويلسون الذي كان من أوائل المتشككين في وجود أسلحة دمار شامل في العراق قبل الاجتياح الاميركي، وأضافت «ولكني اخترت الاستقالة بصفة رئيسية لأنني أصبحت في الأشهر الأخيرة مصدرا للأخبار، وهو شيء لا يرغب فيه صحافي في صحيفة نيويورك تايمز».

وتساءلت صحيفة «واشنطن بوست» في موضوع مطول: كيف يمكن لميلر أن تبقى في الصحيفة بعدما وصفها رئيسها بيل كيلر بأنها كذابة، وأضاف عبارة «التورط» الى العبارات المتعلقة بعلاقات المحرر والمصدر وأطلق عليها لقب «امرأة الدمار الشامل»، في إشارة الى أسلحة الدمار الشامل، وبعد اعتقاد الكثير من الناس بأنها استخدمت عملها الصحافي لمساعدة وجهة نظر إدارة بوش بالنسبة للحرب؟

وفي إطار التسوية بينها وبين الصحيفة، نشر كيلر رسالة كتبها الى ميلر يوضح فيها بعض عناصر المذكرة التي بعث بها الى العاملين في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي واعتبرتها انتقادية لها. وأوضح كيلر أنه لم يكن يقصد أبدا الإشارة الى وجود علاقة شخصية بينها وبين لويس ليبي، مدير مكتب نائب الرئيس ديك تشيني السابق ومصدر خبر قصية بليم، عندما أشار الي عبارة «التورط».

وتترك ميلر «نيويورك تايمز» بعدما عملت فيها صحافية في مجال تحقيقات ومراسلة في شؤون الأمن القومي. وقد ألفت أربعة كتب، وفي عام 2002 كانت جزءا من فريق عمل في الصحيفة حصل على جائزة «بوليتزر» للصحافة، وذلك للكتابة، قبل هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، عن تزايد الخطر الناجم عن أسامة بن لادن وتنظيم «القاعدة».