ليلة دامية في عمان وإجراءات أمنية غير مسبوقة ومظاهرات عفوية

تعطل المدارس والوزارات وخلو العاصمة من المارة

TT

لم يكن صباح عمان امس مثل غيره، اذ بدت العاصمة الأردنية خالية من المارة بعد تعطل الوزارات والمصالح والمدارس في ظل انتشار كثيف وغير مسبوق لقوات الأمن بعد التفجيرات الدامية التي وقعت مساء اول من امس وأدت الى مصرع واصابة العشرات.

وكانت تلك التفجيرات قد استهدفت ثلاثة فنادق هي «راديسون ساس» و«حياة عمان» وهما في منطقة جبل عمان فضلا عن فندق «دايز ان» في منطقة الرابية التي تقع بها السفارة الاسرائيلية. وبدت شوارع العاصمة خالية تماما من المارة على غير عادتها بسبب اعلان الحكومة يوم حداد وطني على ارواح الضحايا، فيما ضربت قوات الامن طوقا امنيا طيلة ليلة امس بحثا عن مشتبه فيهم ورفع تدريجيا في الصباح، واستمرت فرق الامن تبحث بين الركام عن ادلة جنائية واخذ عينات من المتفجرات المستخدمة ومعاينة جثث الضحايا في المستشفيات.

وقد سارعت السلطات الأردنية فور وقوع التفجيرات الى اغلاق جميع حدود البلاد البرية تحسبا لهروب المسؤولين عن تلك التفجيرات. وكان منفذو تفجيرات العقبة التي وقعت في شهر اغسطس واستهدفت أماكن عسكرية تمكنوا من الهروب الى خارج البلاد عن طريق الحدود البرية مع العراق حسب اعلان السلطات الأمنية.

كما قامت قوات الامن الاردني بضرب طوق واسع حول اماكن التفجيرات وقامت بعملية تمشيط للمنطقة المجاورة للفنادق التي وقعت فيها التفجيرات. وقال شهود عيان انه تم اعتقال عدد من الأشخاص داخل تلك الفنادق يرجح أن بعضهم من حملة الجنسية العراقية. كما نشرت قوات الأمن الأردنية نقاط تفتيش على الطرق داخل العاصمة عمان وعلى مخارجها والطرق الرئيسية في البلاد وبدأت حملة تفتيش على هويات المارة وسواقي السيارات. وهذه هي اول مرة يتعرض فيها الاردن الى تفجيرات في فنادقه كما انها المرة الاولى التي تحدث فيها مثل هذه الخسائر جراء التفجيرات. وقد استنكرت العديد من القوى الاردنية هذه التفجيرات وقال المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين عبد المجيد الذنيبات انه بكل المعايير والمقاييس يعتبر هذا العمل عملا اجراميا وارهابيا ولا يمكن لاي مسلم ان يقدم على مثل هذا الامر الذي تستباح فيه الدماء والاشلاء وحرمة المواطن.

واضاف ان جماعة الاخوان المسلمين تدين مثل هذه العمليات البشعة الارهابية الجبانة التي لا يمكن تبريرها تحت اي منطق او حجة والجرائم التي وقعت هذه الليلة استهدفت الاردن بكل مقوماته ومفرداته. كما أصدرت عدة احزاب وشخصيات أردنية بيانات ادانة مماثلة لهذه التفجيرات.

وانطلقت مظاهرة عفوية في عمان الليلة الماضية للتنديد بالتفجيرات وبدأت المسيرة عندما تجمع مئات الأردنيين في منطقة جبل عمان التي يقع بها فندقا راديسون ساس وحياة عمان اللذان تعرضا لتفجيرات قوية ومن ثم بدأوا في اطلاق الهتافات التي تندد بالعملية وتدين منفذيها.

وردد المشاركون في المظاهرة هتاف «يا ارهابى يا جبان.. يا عميل الأميركان». وكانت عدة هيئات شعبية ومؤسسات مجتمع مدني اردنية قررت تنظيم مسيرات في العاصمة عمان وعدد من المدن الاردنية امس احتجاجا على هذه التفجيرات الارهابية وارسلت شركات الاتصال رسائل قصيرة الى مشتركيها تدعوهم للمشاركة في المسيرات التي انطلقت مساء امس.