المخرج السوري مصطفى العقاد أصيب بأزمة قلبية لدى سماعه بوفاة ابنته

كان على موعد مع عرس في العقبة اليوم برفقة كريمته

TT

نقل المخرج السوري مصطفى العقاد، 68 عاما، من مستشفى الشميساني حيث كان يعالج من جراح أصيب بها في رقبته وصدره نتيجة التفجيرات الإرهابية في فندق حياة عمان الليلة قبل الماضية، أمس الى مستشفى المركز العربي لجراحة القلب بعد أن أصيب بجلطة قلبية حادة على أثر سماعه نبأ وفاة ابنته في الانفجار نفسه.

وقال الدكتور يوسف القسوس، الطبيب الخاص السابق للملك الأردني وطبيب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مستشار جراحة أمراض القلب، إن «حالة العقاد حرجة ولكنها مستقرة على الأجهزة والأدوية المساعدة، وإننا نراقب حالته الصحية بعناية مركزة نتيجة وضعه بعد أن أصيب بجلطة قلبية، خاصة أن ضغط الدم لم يساعدنا لإجراء عملية جراحية له». وأضاف القسوس لـ «الشرق الأوسط»: «إننا بانتظار 72 ساعة للخروج من مرحلة الخطر والوضع الحرج وندعو الله أن يتوكله بعنايته، ثم سنرى ماذا سنفعل بعد هذا الوقت».

من جانبها قالت السيدة سهى، زوجة العقاد، إن حالة زوجها الصحية مستقرة وقد أعطيت له المسكنات لإصابته في رقبته وصدره، والأطباء لا يستطيعون إجراء عملية جراحية له في وضعه الصحي الآن، خاصة انه أصيب بجلطة قلبية، وانه لا يستطيع الحديث مع احد لأنه منوم، وقد منع الأطباء دخول الزوار الى غرفته. واضافت السيدة سهى التي كانت مرهقة ومتعبة إنها لا تطيق الكلام حاليا وتدعو الله أن يشفى زوجها من هذه المرحلة الحرجة. وأشارت الى أنها تناولت مسكنات ولا تستطيع الحديث أكثر من ذلك. وقد توافد المسؤولون الأردنيون وأعضاء البعثات الدبلوماسية بعمان على المستشفى للاطمئنان على صحة العقاد. ووصل ذووه من دمشق وحلب وبيروت للاطمئنان على صحتهز الى ذلك نقلت طائرة خاصة جثمان ابنته ريما التي قتلت في التفجير الإرهابي في فندق جراند حياة عمان. وكان العقاد قد وصل في وقت سابق الى عمان لحضور حفل زفاف في العقبة جنوب الأردن اليوم الجمعة، ولحقت به ابنته ريما قادمة من بيروت قبيل الانفجار، للغاية نفسها.

ومصطفى العقاد هو مخرج سينمائي عالمي سوري الأصل، ومن اشهر الأفلام التي أخرجها سلسلة أفلام «هلاوين» الأميركية وهي أفلام رعب. والهلاوين هو عيد في الغرب، يخرج فيه الأطفال مساء لجمع الحلوى ويخيرون أرباب البيوت التي يطرقون أبوابها ما بين تقديم الحلوى لهم أو تعرضهم لمقلب ما مثل قذف المنزل بالبيض أو غيره. وفي أفلامه هذه تتحول هذه المناسبة الى مجزرة. وإضافة الى سلسلة الأفلام هذه اخرج العقاد في سبعينات القرن الماضي عملين سينمائيين ضخمين، أحدهما باسم «الرسالة»، رسالة الإسلام التي حملها النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وأنتج هذا الفليم باللغتين العربية والانجليزية وكان الممثل الرئيسي فيها الراحل عبد الله غيث الذي لعب دور حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، والممثة السورية منى واصف بدور هند زوجة ابو سفيان. وفي النسخة الانجليزية لعب الممثل العالمي الراحل أنطوني كوين دور حمزة.

وبعد فيلم «الرسالة» الذي أنتج بأموال ليبية، اخرج العقاد فيلم عمر المختار، المناضل الليبي ضد الاستعمار الايطالي لليبيا، الذي لعب دوره أيضا أنطوني كوين، وآيرين باباس اليونانية بدور هند، وعرض هذا الفيلم في صالات عرض في البلدان الغربية. وأعلن العقاد في الأردن أنه سيخرج فيلما تاريخيا عالميا عن حياة القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، محرر بيت المقدس من براثن الصليبيين في القرن الثاني عشر ميلادية.

وكان العقاد قد عرض هذه الفكرة قبل عقدين، لكنها واجهت مصاعب مادية وسياسية.