جثمان المخرج السوري مصطفى العقاد ينقل اليوم إلى دمشق ليشيع غدا في حلب مسقط رأسه

تفجيرات عمان تغيب الفنان العالمي عن عمر يناهز 70 عاما

TT

يصل اليوم في سورية جثمان المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد ، 70 عاما، الذي غبيته امس عن الحياة التفجيرات التي شهدتها العاصمة الاردنية عمان مساء يوم الاربعاء الماضي. وفارقت روح العقاد جسده في الساعة السابعة و15 دقيقة بتوقيت الاردن (5.15 بتوقيت غرينتش) من صباح امس في مستشفى المركز العربي لجراحة القلب في عمان، بعد ان فشلت جميع المحاولات لإنقاذه.

وقال الدكتور يوسف القسوس، مستشار جراحة امراض القلب في المركز العربي في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، ان إصابة العقاد كانت شديدة نتيجة اصابته بهبوط بالرئة ونريف فيها اضافة الى تمزق في الحنجرة وكسور في الضلوع، اضافة الى تجمع الدم في رئته اليمنى. واضاف ان هذه الاصابات تبعتها جلطة قلبية حادة في الشريان التاجي الأيسر أدت الى هبوط في ضغط الدم. وتابع القول «حاولنا اجراء عملية جراحية في القلب الا ان اصاباته الخطرة لم تساعد في ذلك».

وقالت السفارة السورية في عمان، ان جثمان العقاد سينقل صباح اليوم الى مدينة دمشق التي تبعد عن عمان 189 كيلومترا بواسطة سيارة اسعاف بالطريق البري لينقل غدا الى مسقط رأسه في مدينة حلب لتشيعه الى مثواه الاخير.

ووصل نجله المخرج مالك العقاد الى عمان ظهر امس قادما من مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يقيم، للمشاركة في تشييع جثمان والده. وقال طريف كمال، أحد أصدقاء العقاد ، ان الديوان الملكي الاردني اجرى ترتيبات استقبال نجله مالك في المطار. واضاف ان الجثمان سينقل اليوم الى دمشق بمرافقة وزير الثقافة الاردني امين محمود وعدد من المسوؤلين، حيث أعدت وزارة الاعلام والثقافة السورية ترتيبات خاصة لاستقبال الجثمان على الحدود. واضاف كمال في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان العائلة ستقيم مجلس عزاء ايام الاحد والاثنين والثلاثاء في صالة جامع الروضة ومجلس عزاء آخر يومي الاربعاء والخميس في دمشق في صالة جامع الحسن. وكان عدد من المسؤولين الاردنيين واعضاء البعثات الدبلوماسية بعمان قد توافدوا الليلة قبل الماضية على المستشفى للاطمئنان على صحة العقاد ، في حين نقلت طائرة خاصة جثمان ابنته ريما التي قتلت في التفجير الارهابي الذي استهدف فندق «جراند حياة عمان» الى بيروت حيث تقيم مع زوجها. وكان العقاد قد وصل الى عمان لحضور حفل زفاف في العقبة جنوب الاردن كان من المفترض ان يقام امس. كما وصلت ابنته ريما من بيروت يوم الاعتداء الارهابي، للغاية نفسها.

والفنان العقاد انطلق من مدينة حلب. ويفخر بانتمائه العربي. ويقول انه يشعر وهو يعمل بحرية انه يخدم في أعماله الأمة العربية وتراثها لذلك طالما انطلق للعالمية وليس العليائية. وهو يتخصص كمخرج عربي لمخاطبة العالم بنفس منهجه وتفكيره ومنطقه. وقال في تصريحات صحافية سابقة «انه نتيجة أحداث سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة ، أصبح هناك ربط بين الاسلام والارهاب، ونجح الاعلام الصهيوني في وضع اليهودية والمسيحية في كفة واحدة ضد الاسلام».

ويرى العقاد ان الجنسية الأميركية التي يحملها مجرد وثيقة فقط تعني تجمع شعوب العالم كشركة مساهمة والمجتهد يدخل للمشاركة حسب نص الدستور وليس حكم الأغلبية.

وكان العقاد ملتزما دينيا، كما نقل عنه القول، فوالده كان قاسياً جداً في تربيته الأخلاقية والدينية والبيئية.

وقال عن بيته في ولاية لوس أنجليس ان الداخل اليه يشعر انه يعيش في حلب من حيث اللغة، والدين، والمأكولات، والموسيقى. وعندما يخرج من البيت ويغلق الباب يصبح أميركياً في التفكير والطريقة العملية والمنطقية ونظام العمل وكل شيء. ورفض تغيير اسمه كما طلبوا منه مراراً في هوليوود.