آلاف الفلسطينيين يشيعون مسؤول الاستخبارات العسكرية إلى مثواه في قلنديا بعد وصول جثمانه من عمان

TT

قلنديا (القدس المحتلة) ـ أ.ف.ب: شيع نحو اربعة الاف فلسطيني أمس الجمعة جثمان مسؤول الاستخبارات العسكرية في الضفة الغربية العميد بشير نافع الذي قتل في الانفجارات التي استهدفت العاصمة الاردنية عمان مساء يوم الاربعاء الماضي، وسط اطلاق نار تعبيرا عن الغضب.

واقيمت لنافع جنازة عسكرية رسمية في المقاطعة (مقر الرئاسة الفلسطينية) بمشاركة الرئيس محمود عباس (ابومازن) ورئيس الوزراء احمد قريع (ابوعلاء) وكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، قبل ان ينقل جثمانه الى مخيم قلنديا مسقط رأسه.

وقالت عائلة نافع ان الاسرائيليين اعتقلوه اكثر من عشرين مرة، واصيب في وجهه خلال مواجهة مع الجيش الاسرائيلي في اواسط الثمانينات، وعاش مطاردا قبل ان يتم ابعاده خارج الاراضي الفلسطينية عام 1988.

وعلق نورو 26 عاما، ابن شقيق الفقيد «لطالما كنا نتوقع الاستشهاد لعمي بشير على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي، لكننا لم نتوقع ان تكون نهايته في هذه العملية الاجرامية».

ولف جثمان المسؤول العسكري الفلسطيني بالعلم الفلسطيني، وحمل على اكتاف فرقة عسكرية بعد الصلاة عليه في مسجد مخيم قلنديا. وشارك عشرات من المسلحين من كتائب شهداء الاقصى وتنظيمات فلسطينية اخرى، في التشييع وظلوا يطلقون النار في الهواء حتى انتهاء مراسم الدفن.

واطلقت فرقة عسكرية احدى وعشرين طلقة تحية للفقيد، في ما علقت مئات من صوره منها صور مشتركة مع الزعيم الراحل ياسر عرفات. ورابطت سيارتان عسكريتان اسرائيليتان على تلة مقابلة لمقبرة المخيم القريبة من حدود مدينة القدس.

وقتل المسؤول الفلسطيني وهو برتبة عميد، فيما كان في فندق جراند حياة مع ثلاثة موظفين في السلطة الفلسطينية.

وقال محمد نافع شقيق القتيل في كلمة القاها عقب التشييع «الايدي التي اغتالتك سواء بقصد او بغير قصد هي يد الخيانة، ليس لانك اخي، وانما لان ما فعلوه يخالف كل القوانين والاعراف والاخلاق الدينية».

من جهته، قال احمد عبد الرحمن المستشار السياسي لابومازن لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الشعب الفلسطيني كله غضب وسخط على هذا العمل الاعمى، ولا ادري اين العدو الذي استهدفته تلك العمليات، هل اهل العرس ام مناضلون شجعان امثال العميد بشير والذين كانوا معه؟». وقال عبد الرحمن في كلمة القاها اثر التشييع باسم الرئيس الفلسطيني مخاطبا الفقيد ان «الذين قتلوك مصابون فعلا بالعمى ولا يخدمون قضية شريفة».

وكان القائم بأعمال سفارة فلسطين لدى الاردن عطا خيري قد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية فجر اول من امس ان مسؤول جهاز الاستخبارات الفلسطينية في الضفة الغربية بشير نافع قتل في اعتداءات عمان، واضاف خيري «استشهد العميد بشير نافع في العملية الانتحارية التي استهدفت فندق جراند حياة ونقلت جثته الى احد المستشفيات وجئنا لنتحقق منها»، وتابع القول ان العميد نافع، وهو في الخمسينات، «لم يكن في مهمة معينة وانما توقف في عمان في طريقه الى الاراضي الفلسطينية صباح الخميس».