يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اليوم، الحفل الكبير الذي يقيمه أهالي مكة المكرمة على شرفه، بمناسبة توليه مقاليد الحكم. وكان الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة قد وجه باسم أهالي العاصمة المقدسة الدعوة لخادم الحرمين الشريفين لتشريف الحفل بعد أن أمر بتشكيل لجنة عليا لإعداد هذا الحفل وضمان خروجه بالشكل المشرف الذي يليق بمقام ومكانة خادم الحرمين الشريفين.
ويلقي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز كلمة ترحيبية، كما يلقي كلمة الأهالي رجل الأعمال المعروف الشيخ عبد الرحمن عبد القادر فقيه. وسيشاهد خادم الحرمين الشريفين عرض الليزر وعرضا مصورا يحكي قصة التاريخ للتطوير الكبير الذي تشهده العاصمة المقدسة في العهد السعودي، وكذلك الحفل التراثي للفنون والألوان الشعبية التي اختص بها أهالي مكة المكرمة.
ويشتمل برنامج الاحتفال على جولة لخادم الحرمين الشريفين في سوق للحرف المهنية المكية والأكلات الشعبية الذي يضم العديد من ممارسي المهن المكية القديمة والتي جهزت لهم مقرات بالسوق الشعبي المصاحب للاحتفالية، وسيخصص ركن للمأكولات: المطبق، الهريسة، الفول والمعصوب، الكباب، البليلة، اللبان، القطان، السبعي. وسيقوم الحرفيون بعرض انتاجهم على خادم الحرمين الشريفين وجانب لفن العمارة المكية. وعبر وجهاء واعيان المجتمع المكي عن سعادتهم البالغة وسرورهم الكبير لحضور خادم الحرمين الشريفين الحفل الكبير. وباسم أهالي مكة المكرمة عبر الشيخ عبد الرحمن فقيه رجل الأعمال المعروف عن اعتزازه بتشريف خادم الحرمين الشريفين حفل أهالي مكة المكرمة، معربا عن عميق شكره وامتنانه للأمير عبد المجيد بن عبد العزيز على حرصه الدائم لكل ما يخدم المنطقة، وأشار إلى ان هذه الاحتفالية تعكس روح التلاحم بين القيادة ومواطنيها الأوفياء.
وأبان عادل كعكي رئيس الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ان الاحتفالية تشكل حلقة في سلسلة التلاحم بين المواطنين وقيادتهم، مشيدا بالرعاية الكبيرة التي تجدها هذه المدينة المقدسة من لدن خادم الحرمين الشريفين. وتشهد مكة حاليًا نهضة عمرانية شاملة عن طريق تنفيذ العديد من المشروعات الحيوية في المنطقة المركزية حول الحرم المكي الشريف؛ وكان خادم الحرمين الشريفين قد أعلن عن انطلاقها خلال شهر رمضان قبل الماضي منذ أن كان وليًا للعهد. وتقدر التكاليف المبدئية لهذه المشروعات بأكثر من 40 مليار ريال وتهدف توفير المزيد من الراحة لقاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين والحجاج.
الجدير بالذكر ان منطقة مكة المكرمة تحتل حاليًا المركز الأول في قطاع الإنشاء بنسبة نمو تزيد على 31 في المائة. ومن أبرز هذه المشروعات الجاري تنفيذها مشروع تطوير جبل عمر الذي يعد من المشروعات الكبرى التي تشرف عليها الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة، وقد تمت إزالة المباني القديمة وتم وضع تصاميم بنائية حديثة تتواكب مع التطور العمراني المعاصر وتبلغ مساحتها 230 ألف متر مربع.
ويهدف المشروع إلى تأمين السكن المناسب لأكثر من 34500 شخص وتوفير 12 ألف موقف للسيارات ومصليات مغطاة تتسع لأكثر من 80 ألف مصل مع دورات للمياه، علاوة على المصليات المكشوفة وتوفير مواقع للخدمات العامة كالدفاع المدني والشرطة والمراكز الصحية وغيرها. كما يهدف المشروع إلى استحداث منطقة سكنية وتجارية نموذجية وفق معايير التخطيط الحديث مع مراعاة ترابط النسيج العمراني وطبيعة الموقع، وكذلك توفير شوارع جديدة وممرات وساحات عامة وأنفاق للمشاة تؤمن سهولة الحركة للحجاج والمعتمرين من وإلى المسجد الحرام، وكذلك تطوير البنية التحتية داخل نفق للخدمات العامة وكسر حدة الاختناقات المرورية حول المسجد الحرام وإيجاد مواقف عامة للسيارات وأماكن للانتظار. ويعتبر مشروع طريق الملك عبد العزيز من المشاريع المهمة حيث يربط منطقة جبل عمر بطريق مكة المكرمة ـ جدة السريع ويبلغ طوله 5 كيلومترات وبعرض 60 مترًا ويشتمل على شرائح استثمارية بعرض 30 مترًا على جانبي الطريق توفر ما يقارب من 3 ملايين متر مسطح من المباني السكنية، إضافة إلى المرافق العامة. وسيكون هذا الطريق المنفذ الرئيسي لاستقبال ضيوف الرحمن ويحتوي على لمسات تخطيطية وجمالية تليق بقدسية مكة المكرمة. ويعالج المشروع حركة التواصل مع المنطقة المركزية من خلال النقل العام، وكذلك من خلال مسارات المشاة بطريقة مناسبة.