طهران لا تستبعد تخصيب اليورانيوم «خارج أراضيها»

في رد غير مباشر على عرض موسكو تخصيب اليورانيوم الإيراني في موسكو

TT

في تطور مهم، يمكن ان يخفف من حدة الازمة بين ايران والغرب بسبب البرنامج النووى الايراني، قال مسؤول ايراني بارز ان طهران ستواصل القيام بالنشاطات النووية اللازمة لبرنامجها النووي على اراضيها، غير انها تنظر في مسألة القيام ببعض هذه النشاطات في الخارج. والتصريحات الايرانية رد غير مباشر على اقتراح روسيا لطهران بالسماح بتخصيب اليورانيوم في موسكو كطريقة لإقناع الاوروبيين بأن طهران لا تريد التخصيب لأي أغراض عسكرية. ويأتي ذلك فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان موسكو تتوقع ردا سريعا من طهران على اقتراحها.

وأوضح علي لاريجاني، المسؤول عن الملف النووي الايراني، في تصريحات صحافية ان ايران تعتزم القيام بالنشاطات النووية الحساسة على اراضيها لكنها منفتحة على اقتراح يقضي بالقيام بهذه النشاطات في الخارج. وفي اول رد رسمي على المعلومات حول الاقتراح الجديد للخروج من المأزق الايراني، قال لاريجاني «المهم بالنسبة لإيران هو ان تقوم بتخصيب (اليورانيوم) على اراضيها». لكنه اضاف انه في حال تقدمت جهة رسمية بهذا الاقتراح، «فسنتباحث في الامر». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» اوردت اول من امس ان الاتحاد الاوروبي يعتزم الاقتراح على ايران بان تستمر في تحويل اليورانيوم على اراضيها، على ان ترسل لاحقا هذه المادة الى روسيا لتخصيبها بغية استخدامها في المحطات النووية. وفي موسكو، قال الوزير لافروف أمس ان روسيا تتوقع ردا سريعا من طهران على اقتراحها تخصيب اليورانيوم الايراني على الاراضي الروسية. وقال لافروف في مؤتمر صحافي «نتوقع ان نحصل على الرد في المستقبل القريب». وأعلنت روسيا انها تقدمت بالاقتراح لطهران قبل عدة اشهر في محاولة لحل الأزمة حول برنامج ايران النووي. وينص الاقتراح على إجراء عمليات التخصيب الايرانية على الاراضي الروسية مما يسمح لطهران بإتمام المرحلة الاولى لإنتاج الوقود النووي الذي يستلزم تحويل خام اليورانيوم الى غاز هسكفلوريد اليورانيوم الضروري لتخصيب اليورانيوم. وقد ايدت روسيا بقوة حق ايران في امتلاك برنامج للطاقة النووية لأغراض مدنية، إلا ان الولايات المتحدة تقول ان ايران تستخدم ذلك للتغطية على تطوير اسلحة نووية. وأكد لافروف ان بلاده «تتعاون بشكل وثيق مع الترويكا الاوروبية والولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل كافة المسائل المتعلقة ببرنامج إيران النووي سياسيا». وفي ظل المعلومات حول زيارة محتملة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، الى ايران لاقتراح تسوية حول النشاطات النووية الحساسة، قال لافروف «نتوقع ان نحصل على الرد في المستقبل القريب». ويقول مسؤول في «روساتوم» (الوكالة الفيدرالية للطاقة الذرية الروسية) طلب عدم الكشف عن اسمه ان «ممثلين عن «روساتوم» كانوا سيتوجهون ليل امس الى ايران وقد يتم بحث مسألة التخصيب»، ذاكرا «احتمال» وجود رئيس مجلس الأمن الروسي ايغور ايفانوف بين اعضاء الوفد. وعلقت الصحيفة الروسية المستقلة الصادرة على شبكة الانترنت «غازيتا.رو» على اقتراح التسوية بعنوان ساخر «روسيا ستصنع القنبلة الذرية لإيران». وأضافت الصحيفة «ان العرض الروسي يشكل مخرجا حقيقيا لإيران من الازمة النووية فهو سيسمح لها بحفظ ماء الوجه والمحافظة على علاقات مقبولة مع الغرب والأمم المتحدة».