الحكومة اللبنانية متماسكة رغم انسحاب وزراء «أمل» و«حزب الله»

السنيورة يبلغ السفراء العرب رفض مضمون خطاب الأسد

TT

أبلغ رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، السفراء العرب الذين اجتمع بهم في السرايا الحكومية في بيروت امس، موقف مجلس الوزراء اللبناني «الرافض لمضمون خطاب الرئيس السوري بشار الاسد، وما ورد فيه من تهجم على الدولة ومجلس النواب والحكومة» اللبنانية. وقال: «ان موقف لبنان كان وسيظل متمسكاً بثوابته العربية وعلاقته مع سورية». واضاف: «مهما كان من موقف، فموقفنا من سورية لا يتغير على الإطلاق»، مؤكداً «ان الجميع متضامن مع لبنان».

والسفراء الذين التقاهم الرئيس السنيورة امس هم سفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز خوجة، والكويت علي سليمان السعيد، ومصر حسين ضرار، والأردن حسني ابو غيدا، ودولة الامارات العربية محمد سلطان السويدي، والجزائر ابراهيم الحاسي بن عودة. ولدى مغادرته، قال السفير ضرار ان «اللقاء مع الرئيس السنيورة كان بناء على طلبه، فقد شرح لنا الموقف في لبنان والتطورات التي حصلت امس (الأول) والمعروفة من الجميع. ونحن سنضع حكوماتنا في صورة ما حدث». ولفت الى «ان الرأي هو لحكوماتنا بعد ان نبلغها ما حصل. وبالتأكيد سيكون لموقفها ردود فعل». الى ذلك، توالت امس المواقف من تداعيات خطاب الرئيس السوري بين مؤيد لموقف الرئيس السنيورة وشارح لدواعي انسحاب وزراء حركة «أمل» و«حزب الله» من جلسة مجلس الوزراء اول من امس التي ناقش خلالها الوزراء خطاب الرئيس الاسد.

وقال وزير الخارجية فوزي صلوخ: «لقد أدليت برأيي في مداخلة قبل انسحابي، اكدت فيها ان الاساءة الى رئيس مجلس الوزراء او الى اي وزير في الحكومة التي تعتبر وحدة موحدة، هي أمر غير مقبول، فهي تعتبر اساءة الى لبنان بجميع مؤسساته ومواطنيه. ونحن حالياً أمام وضع دقيق وفي منطقة ساخنة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وقد يكون الوضع في لبنان اكثر دقة وحساسية». أما وزير العمل، طراد حمادة، الذي تفقد امس مركز الضمان الاجتماعي في مدينة بعلبك (شمال سهل البقاع) فقد أدلى بتصريح قال فيه: «ان انسحاب وزراء حزب الله وحركة أمل من جلسة مجلس الوزراء امس (الاول) جاء نتيجة للخروج عن جدول الاعمال المخصصة للجلسة. وان الموقف من الحكومة ما زال كما هو، فنحن مع التضامن الحكومي. وهذه الحكومة تمثل شبه اجماع وطني. وهي تدافع عن مصالح اللبنانيين الخارجية والداخلية. وايضاً نحن مع بيان الحكومة المدافع عن المقاومة وعن لبنان ومصالحه وضد التدخل الخارجي، ومع معرفة حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وايضاً مع علاقات عربية ودولية ممتازة».

وزير التنمية الادارية في الحكومة اللبنانية، جان اوغاسبيان، اكد، في حديث اذاعي، التماسك الحكومي. وقال: «ليس هناك خلاف انما كانت هناك بعض التباينات في موضوع طرح المسألة في الجلسة. فالأمور لا تزال تحت السيطرة وهناك قدرة في التحكم والضبط. وأي خطوة سوف تأخذها الحكومة ستكون بالتنسيق مع كل الأفرقاء». واعتبر ان «من حق الرئيس السنيورة طرح هذا الموضوع على مجلس الوزراء».

ولم تغب تداعيات خطاب الاسد عن مداولات زوار البطريرك نصر الله صفير. وقال عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هنري حلو عقب زيارته البطريرك صفير امس: «ان خطاب الاسد غير مقبول لجهة ما تناول به تيار المستقبل والرئيس السنيورة الذي نعتبره رجل دولة بامتياز، ويتمتع بالصفات التي تؤهله لإدارة شؤون البلاد». وقال النائب يوسف خليل (تكتل الاصلاح والتغيير): «لا أحد يقبل ان توجه الاهانة الى رئيس حكومته او رئيس بلده. هذا امر غير مقبول. ولا أدري ما اذا كانت هناك إهانة بالمعنى الفعلي ام انه كلام سياسي يقال في مناسبات محددة».