الانتخابات المصرية: «الإخوان » يهزمون الحزب الحاكم في مواقعه التقليدية

الإعادة على 133 مقعدا في ثماني محافظات و«الوطني الحاكم» يسعى لضم المستقلين

TT

قال وزير العدل المصري المستشار محمود أبوالليل إن النتائج النهائية للجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية التي أجريت الأربعاء الماضي اسفرت عن فوز 31 مرشحا بينهم 26 مرشحا من الحزب الوطني الحاكم و5 مستقلين.

وقال أبوالليل في مؤتمر صحافي أمس إن الإعادة الثلاثاء المقبل تجرى على 133 مقعدا بين 266 مرشحا، وان عدد الناخبين المعتمـدين 10 ملايين و752 ألـفا و258 ونسبة الاقتراع جاءت بنسبة 24.9 في المائة.

وندد أنصار جماعة الإخوان المسلمين في مظاهرة بضاحية المهندسين أمس بالتدخل الحكومي في الانتخابات، وتدخلت أجهزة الأمن التي أوقفت 40 شخصا حسب مصادر الإخوان، بينما قالت مصادر أمنية انهم ستة فقط. ويعقد المرشد العام للإخوان المسلمين مؤتمرا صحافيا بالقاهرة اليوم لإعلان نتيجة متابعة الجماعة للجولة الأولى من الانتخابات، فيما تشهد الجبهة الوطنية للتغيير التي تضم 10 أحزاب وقوى سياسية أزمة بسبب عدم فوزها بأي مقعد واقتصرت على مشاركة ستة مرشحين في الإعادة.

وأصبح في حكم المؤكد فقد الحزب الوطني 25 مقعدا في انتخابات الإعادة، حيث تجرى الانتخابات بين مرشحين للإخوان المسلمين والمستقلين، فيما بدأت قيادة الحزب اتصالات مع المرشحين المستقلين لضمهم إلى صفوفه على غرار الانتخابات الماضية التي حقق فيها الحزب الحاكم 38 في المائة ورفع حصته إلى 90 في المائة بعد ضم المستقلين.

وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين نتائج مرشحيها في الجولة الأولى مشيرة إلى فوزها بأربعة مقاعد في القاهرة والمنوفية وبني سويف، كما سيخوض 42 من مرشحيها انتخابات الإعادة وخرج ستة من الجولة الأولى، وحققت جماعة الإخوان اختراقا كبيرا في محافظات تعد من أهم معاقل الحزب الحاكم مثل محافظة المنوفية مسقط رأس الرئيس المصري حسني مبارك، حيث فازت بمقعد واحد وتدخل الإعادة على عشرة مقاعد.

كما حققت الجماعة نتائج لافتة في محافظات الصعيد بني سويف والمنيا واسيوط وفازت بمقعدين وتخوض الإعادة على 24 مقعدا علما بأن الإخوان لم يحققوا أية مقاعد في الانتخابات البرلمانية في المرات السابقة في هذه المحافظات.

واعترف رئيس الحزب الناصري ضياء داوود بفشل الجبهة الوطنية من اجل التغيير، وحمل رئيس حزب التجمع رفعت السعيد على القوى المشاركة في الجبهة، مشيرا إلى ان كل حزب تفرغ لدعم مرشحيه لافتا إلى أن مرشحي الجبهة تعرضوا لحرب من جانب مرشحي الإخوان أيضا.

ومن المقرر أن تعقد الجبهة اجتماعا اليوم لتدارك الهزيمة التي منيت بها ومحاولة عدم تكرارها في الإعادة والمرحلتين الثانية والثالثة.

من جهة أخرى صعد الحزب الوطني الحاكم من حملته الانتخابية ومساندة مرشحيه في انتخابات الإعادة والمراحل المقبلة، وتسلم أمناء الوحدات الحزبية التابعين للحزب في جميع المحافظات برقية وقعها الرئيس حسني مبارك بصفته رئيسا للحزب طالبهم فيها ببذل أقصى جهد، لتحقيق أهداف الحزب في الانتخابات البرلمانية الحالية بنفس كفاءة وأداء الانتخابات الرئاسية والحصول على ثقة الناخبين للفوز بالأغلبية البرلمانية لتنفيذ برنامج تحديث مصر وحل مشكلات البطالة والاستثمار.

وقلل قياديون في الحزب الوطني الحاكم في الوقت نفسه من خطورة دخول مرشحي الحزب الإعادة في أية مرحلة من مراحل الانتخابات الثلاث.

وأكد الدكتور محمد الغمراوي أمين الحزب الوطني بالعاصمة أن تزايد أعداد المرشحين في مرحلة الإعادة في المرحلة الأولى التي ستجرى الثلاثاء المقبل كان أمرا متوقعا ولم يكن مفاجأة بالنسبة لنا في الحزب، وعلينا أن نأخذ في الاعتبار أن تفتيت الأصوات كان أمرا واقعا بل مؤكدا نظرا لكثرة عدد المرشحين من مختلف التيارات السياسية بصورة غير مسبوقة وتزيد بكل المقاييس عن انتخابات 2000، وأن عدد الداخلين لمرحلة الإعادة يتجاوز أعداد من خاضوا المعركة قبل خمس سنوات.

وقال الدكتور نبيه العلقامي مسؤول الأمانة العامة للحزب ومسؤول المتابعة في القاهرة وأسيوط إن تزايد نسبة الإعادة بهذا الرقم المخيف يرجع إلى زيادة عدد المرشحين المستقلين الذي تجاوز عددهم أربعة آلاف مرشح، وتزايد ظاهرة شراء الأصوات التي أثرت سلبا في عدد كبير من الدوائر وكانت سببا في تفتيت الأصوات.

وأكد العلقامي أن الحزب استعد لخوض معركة الإعادة من خلال تحرك المرشحين الفائزين لدعم زملائهم المتعثرين في الإعادة وتنظيم دور القيادات الطبيعية وكذلك المرشحون الذين تنازلوا لصالح الحزب الوطني.

وأكد مسؤول الأمانة العامة أن الحزب لم يفاجأ بهذه النتائج وكنا نتوقع النجاح في دوائر والإخفاق في أخرى فكل الاحتمالات كانت واردة في خطط العملية الانتخابية.

وأكد أن الأمانة العامة أشارت إلى أن الباب مازال مفتوحا أمام المستقلين للعودة إلى صفوف الحزب طالما انهم لن ينضموا إلى أي حزب آخر، واعتبر المستقلون أن هذا بمثابة تصريح من الحزب لهم لخوض المعركة على قوائم الحزب الوطني في حالتي الفوز والإعادة لإجهاض محاولات المعارضة في ضمهم إلى صفوفها أو عدم إثارة قضية انضمام المستقلين للوطني مرة أخرى والتي استغلتها المعارضة إعلاميا.

وأكدت الدكتورة يمن الحماقي مسؤولة المتابعة للانتخابات في القاهرة أن ارتفاع درجة حرارة المنافسة جاءت نتيجة لحالة الحراك وزاد عدد المرشحين وهو ما تسبب في ضرب التكتلات الحزبية والجماهيرية التي كانت تمنح أصواتها لمرشحين محددين فكانت النتيجة هي الإعادة.

وأكدت ان الحزب في حالة استنفار تام لحشد الأصوات في معركة الإعادة وستنطلق أولى برامجه للتنفيذ.

وذكرت ان المستقلين الذين يعودون للحزب ويساندون مرشحين أمامهم فرصة تولي مواقع حزبية والترشيح في انتخابات مجلس الشورى وانتخابات المحليات القادمة.

وأوضح أن الحزب الوطني يراهن في هذه المعركة الانتخابية على الشباب خاصة الجامعي.

وأطلقت الأحزاب السياسية وجماعة الإخوان المسلمين والمرشحون المستقلون على معركة الإعادة التي ستجرى الثلاثاء القادم معركة الكرامة والتحدي، وقد ارتفع عدد نواب الإخوان المسلمين وفق النتائج النهائية في البرلمان الجديد إلى 4 نواب كدفعة أولى، وذلك بعد إعلان فوز محمد شاكر عبد الباقي ميهوب مرشح الإخوان المستقلين عن مقعد الفئات في بني سويف.